نباح الإرياني
منير الماوري
منير الماوري
لليس من عادتي أن استخدم ألفاظا نابية في كتاباتي عن الخصوم السياسيين، ولكني سأخرج هذه المرة عن عادتي واستعير كلمة نباح من الدكتور الإرياني لإطلاقها على حديثه الذي أدلى به لقناة الحرة الأسبوع الماضي.

هذا الوصف ورد على لسان الدكتور الإرياني في حديثه عن معارضة الخارج، وقد وجدث بعد مشاهدتي للمقابلة أن ما قاله كان مجرد نباح في الوقت الضائع وبالتالي فإن الوصف ينطبق على حديثه فعلا ولا ينطبق على المعارضة الجنوبية التي ردت الإهانة بإهانات مماثلة، والبادئ أظلم.

وأكثر ما أدهشني في حديث الإرياني الانزعاج الذي بدا عليه وتلون وجهه عند تلقيه سؤالا من مقدم البرنامج عن المستقبل السياسي المتوقع للسفير مصطفى نعمان، فحاول الإرياني التقليل من شأن النعمان، مبديا عمق كراهيته لليبراليين مثلما أبداها ضد الإسلاميين وضد القوميين وضد الفضيلة وضد الرذيلة وكل التيارات السياسية في بلادنا. هذا الرجل للأسف استخدمه النظام الحالي لتنفيذ كل الجرع المقيتة بسبب ما عرف عنه من قسوة، وانعدام الضمير.

وأصبح الرجل للأسف مكروها ليس من داخل اسرة الإرياني الكبيرة فقط، ولكن امتدت كراهية الناس له إلى محيط واسع في الداخل الخارج.

و ورغم أنه حاول أن يتقرب من السعوديين عن طريق إيحائه لهم بأنه هو الذي أصر على تطبيق اتفاقية الطائف المجحفة بحقوق اليمنيين التاريخية إلا أنه لم ولن يجد قبولا لديهم، كما لن يجد قبولا لدى أي قوة اقليمية أودولية أخرى باستثناء دولة اسرائيل التي لا يبدو أنها لا تكن له أي عداء.

ومازال الإرياني على ما يبدو يتكالب على تولي منصب سفير اليمن في واشنطن لأنه يعشق الحياة المخملية ويرغب في هذا المنصب كنوع من مكافأة نهاية الخدمة.

ولكن نود أن نطمئنه بأن المنصب لم يعد شاغرا لأن رئيس البلاد أصدر فرمانه بسحب أوراق ترشيح سفيره الحالي في واشنطن من الدولة التي كان مزمع على نقله إليها وهي جمهورية التشيك، وهذا يعني بقاء السفير الحالي في واشنطن إلى أجل غير مسمى، أو إلى ما بعد الانتخابات القادمة إن تمت.

وقد يعتقد البعض أن الرئيس يعارض تعيين الإرياني في واشنطن باعتبار أن المنصب خاص بأفراد الاسرة الحاكمة فقط ولكن واشنطن نفسها تريد شخصا يستطيع أن يرفع سماعة الهاتف في أي وقت لمخاطبة الرئيس في أي شأن عاجل، وهذا ما ما يقوم به أفراد الأسرة الواحدة، وقد لا تقبل واشنطن بالإرياني - رغم أنه يروج لنفسه بأنه صديقها في اليمن - فورود اسمه في قائمة المستفيدين من كوبونات النفط مقابل الغذاء على حساب أطفال العراق، جعل جميع أصدقائه في واشنطن ينظرون إليه بازدراء شديد.

ولا شئ يمكن أن يجعل دولة كبيرة ترفض سفيرا سوى تورطه في جريمة من الجرائم ضد الإنسانية أو تورطه في عمليات فساد واسعة، والصفة الأولى قد لا تنطبق على الإرياني، ولكن الصفة الثانية تشهد عليها كوبونات صدام، و لا ندري ما إذا كان هناك تحفظات أخرى عليه تمنع الرئيس من ترشيحه للمنصب الذي يسعى إليه بكل قواه دون أن ينطق بكلمة واحدة سوى النباح الذي سمعناه جميعا عبر قناة الحرة.

و أتمنى من معالي الدكتور أن يتوقف عن النباح لأن النباح لن يوصله إلى مبتغاه بل سيثير المزيد من العداء عليه من أطراف أخرى لم تكن في حسبانه.

وصدق الرسول القائل " خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله".

* وصلتني رسالة حادة النبرة من قارئ لا أظنه يرغب في إيراد اسمه ولكن رأيه يستحق التأمل، حيث انتقد مقالا لي تحت عنوان "أعداء النظام": ولا داعي لإيراد مقدمة الرسالة بسبب طابعها الشخصي ولكني سأورد فيما يلي أهم ما جاء في صلب الرسالة:

"أولا من قال لك يا ماوري ان الحوثيين هم أعداء الرئيس بالعكس هم حلفائه، الحوثيون أعداء علي محسن و أعداء الجنوبيين و أعداء الاصلاح و اعداء عدة اطراف لكنهم حلفاء الرئيس، و دعني اقول لك ايضا ان الحرب بين الحوثيين و الجيش هي حرب مؤتمرية داخل الحزب الواحد، و ان الطرفين فيها ممكن ان يتفقوا ضد الجنوبيين وضد أي شيء، و ممكن ان يتحاربوا مع بعضهم لكنهم ليسو اعداء.

الحوثي لا يريد ان ياخذ الحكم بل يريد فقط ان يشارك في الحكم، و الحوثي لا يريد احدا ان يكون رئيسا غير علي عبدالله صالح و ستشاهد في الانتخابات القادمة أن الحوثيين سوف يصوتون للمؤتمر و الرئيس لأنهم حلفاؤه.

أما بالنسبة للقاعدة فهم حلفاء الرئيس، و من قال لك انهم اعدائه، لقد اخطأت يا منير و تعرف انت الضغوط التي يلاقيها الرئيس من قبل الامريكان بسبب تحالفه مع القاعدة، بل ان القاعدة يقدرون ذلك للرئيس و هم جيشه الحقيقي و ممكن ان يكون للقاعدة اعداء، مثل الجنوبيين و الاشتراكيين والحوثيين و لكنهم ليسوا اعداء الرئيس، وليس الرئيس عدوا لهم.

و من قال لك ان المشترك عدو الرئيس؟! المشترك يعرف أنه لا تسوية الا مع صالح، و اقول لك حقيقة ان المشترك عدوه الشارع اليمني و ليس الرئيس و اقول لك ان المشترك بعيد عن الشارع و لا يمكن ان يكون معه لان قادة المشترك يريدوا صفقات لهم فقط دون اعضائهم، و اقول لك ان كل هؤلاء هم حلفاء الرئيس و لكنهم اعداء لبعضهم البعض غير انهم حلفاء له كلا على حده و ستكتشف ذلك يوما ما، ولا أدري لماذا نصدق انفسنا و نحن نكتب و نظن اننا لامسنا حقيقة في حين اننا لم نقرأ واقعنا جيدا فحاول ان تقرأ، و اؤكد لك مرة أخرى أن الحوثيين هم حلفاء الرئيس و ليسو اعدائه و سترى صحة ذلك قريبا.

*لا تعليق لي على ما ورد في رسالة القارئ الكريم سوى أن أحيله إلى مقال مهم للغاية كتبه الصحفي الشاب رشاد الشرعبي تحت عنوان " .. ابتزاز للجيران وترهيب للداخل" فهذا المقال فيه تلخيص وافي وتحليل دقيق لتصرفات النظام الأخيرة التي يهدف منها لفت انتباه السعودية وأمريكا إلى جهوده في مكافحة الإرهاب، ولكن الجيران يعرفون أن الهدف هو " تسول رمضاني" ليس إلا.

أما الحوثيين فالحكم عليهم هو حول ظاهر خطابهم، أما سرائرهم فرب العباد أعلم بها من كل المحليين، والمشترك

لديه قيادة عاقلة وواعية ولا يجب أن نحملهم أكثر مما يستطيعون. واتفق مع ما قاله الناقد من أن الأعداء هم الحلفاء وقد كان هذا الاستنتاج هو ما تضمنته خاتمة المقال الذي يبدو أن القارئ لم يتنبه إليها.

  • يصور إعلام السلطة أن الإفراج عن سجناء الرأي من أبناء الجنوب كأنه انجاز كبير للحاكم يدل على تسامحه، ولكن الإنجاز الأكبر هو عدم ادخالهم السجن من الأساس، مثلما أن إيقاف الحرب مع الحوثيين لم تكن إنجازا بالقدر الذي يوازي عدم شن الحرب أصلا. ولو كان الحاكم متسامحا فعلا لما أصر على ابقاء فنان الشعب فهد القرني في السجن بسبب رفضه التنازل عن حقه السياسي.
  • كما أن الحاكم يدعي أن الكاتب الصحفي عبدالكريم الخيواني من اتباع الحوثيين فها هو قد وقع صلحا مع

الحوثيين فلماذا لا يفرج عن الخيواني لو كان الخيواني حوثيا حسب ما تدعي السلطة.

مشكلة الزميل الخيواني هي أنه ليس جهاديا مثل خالد عبد النبي كي يفرج عنه خلال ساعات وليس قاعديا مثل أولئك جمال البدوي كي يتم تهريبه من السجن ثلاث مرات بنفس الطريقة.

والخلاصة أن بقاء القرني والخيواني في السجن عار على السلطة أيما عار، ولا ندري كيف سيتعامل الناس مع السجانيين عندما يحين موعد دخولهم إلى السجن وخروج أبناء الشعب منه؟!


في الأربعاء 17 سبتمبر-أيلول 2008 04:00:41 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=4179