ذكريات الإبداع الثوري...
احمد عبد الله مثنى
احمد عبد الله مثنى
بقدر ما قدمت لنا ثورة الشباب السلمية من فكر سياسي جديد، ينشد الدولة المدنية القائمة على أركان ثلاثة هي أركان لقيام أي حضارة ونهضة، وهي(العدل والحرية والسلام)، وبالقدر نفسه قدمت لنا طاقات إبداعية شبابية كانت ضائعة وسط ضجيج سياسة الاستبداد التي تقرب الفاشل وتقصي الناجح، بل وتعمل على إفشاله، وهذا هو الفرق بيننا وبين الغرب:- فالغرب يدعم الفاشل حتى ينجح، ونحن نعمل على إفشال الناجح، غير أن الثورات عموما فجرت ينابيع الإبداع، وأطلقت المواهب الكامنة، ووجدنا أمواجها الزاخرة تتقدم مشكلة طوفان إبداع يضرب صخور الاستبداد، ويكسر عوائق الأمل، ويتجاوز قنطرة الخطر، ليعبر بسفينة الوطن نحو الأمان، ليكون هذا الطوفان القادم طوق نجاة للحياة، عبر عنها المبدعون بوسائل الإبداع المختلفة تهدف إلى رسم خريطة جديدة عنوانها: (مسيرة الحياة) هدفها:( صناعة التاريخ)
بدأت من (الغضب ) على الوضع المتردي الذي نعيشه، لأن (البداية) الباردة، سرعان ما تقف، فلا بد لأي بداية ناجحة من غضبة قوية، وكما يقال:( مهما يكن الطريق إلى الغاية المنشودة طويلا؛ فإن المهم هو الخطوة الأولى) وذلك ليتحقق( الانطلاق)، على جناحي(التلاحم) و(الصمود)، معلنا(الرحيل) نحو أهدافه العليا، منتظرا(الخلاص) من نزعات الفساد ومكر الفاسدين، وتصرفات الحمقى، وهمجية السفهاء
على أن يكون متصفا بـ ( الثبات) و(الإصرار) مؤكدا على أنها(الفرصة الأخيرة) للاستبداد كي يرحل، وهو في ذات الوقت يحمل وسام(الوفاء للشهداء) كماهو- أيضا- يحمل( الوفاء لأهل الجنوب) الذين شاركوه كل الهموم والمتاعب، مصمما على(الحسم)، يدا بيد مع(وحدة شعب) دون أن يتخلى عن (سلمية الثورة) مهما كانت الاستفزازات، عاقدا (العهد لأهداف الثورة) مؤمنا أن (الشرعية الثورية) هي الأصل، تتبعها(الإرادة الثورية) لأن هدفه واضح )ثورة حتى النصر) فهو يعلن بكل وضوح، وفي كل وقت(رفض الوصاية) ليتم له ما يريد(من أجل دولة مدنية) يسودها العدل والحرية والسلام، وتصرخ في وجه الطاغية معبرة عن (رفض العقاب الجماعي)، لأن ذلك لن يغير من أسلوبها، فهي (سلمية حتى النصر)، يستحضرون قوله تعالى(اصبروا وصابروا ورابطوا) وهم على يقين أنهم(منصورون بإذن الله) لأنهم يرون (بشائر النصر) تلوح في الأفق، فيزدادون حماسا لـتحريك(التصعيد الثوري)، لا ينقطع عنهم الأمل –أبدا- يترقبون النصر القادم، وشعارهم(نصر من الله وفتح قريب)،فهو (الوعد الصادق) الذي لن يتخلف عنهم طالما هم(واثقون بنصر الله)، متذكرين دعاء الرسول-صلى الله عليه وسلم- لأهل اليمن والشام) :اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا)، فكان حتما أن يشاركوا أهل الشام ثورتهم( النصر لشامنا ويمننا)، وفي مسيرتهم الثورية المباركة لا ينسون أولئك الأبطال الذين كانوا مصدر إلهام للشباب في البناء والتنمية والإبداع، كأمثال(الشهيد الحمدي)،الذي كان نموذجا لبناء دولة العدل والسلام، ووسط هذا الموج الثوري العارم فلا بد من وقفة( الوفاء لثورة 14أكتوبر) ليكون معها (الانتصار للشعب) الذي سيتحقق بعد بذل كل ما في وسع الإنسان موقنا قبل ذلك وبعده بأنه ( وما النصر إلا من عند الله)مصممين على أن (السلمية خيارنا) وهذا لا يعني- بأية حال- أن يظل القاتل يسرح ويمرح كما يريد، بل لا بد أن يعرض على سيف العدالة لأنه( لا حصانة للقتلة) بمنطق الشرع والقانون, تلكم كانت بعض إشارات إلى ثورة الشباب السلمية التي أرادت لهذا الشعب الحياة، وأراد له المتخلفون الموت بثورتهم المزعومة التي كانت عبارة عن هجمة تترية لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، قادمين بتحالف خبيث يهدف إلى الإطاحة بالثورة والعودة بنا إلى عصر التخلف الاستبداد، وقتل كل حر شريف لإراقة دمه على عتبات طهران المقدسة، لعلهم ينالون صك غفران من الإمام المعصوم، وفي سبيل نيل هذا الصك كانت ثورتهم وكانت صرختهم المضحكة، وسياستهم الحمقاء تنفذها المتردية النطيحة ومن على شاكلتهما، وقد أحببت في هذا المقال الإشارة إلى أسماء بعض جمع ثورة الشباب السلمية، لعل القارئ يعقد مقارنة ذهنية سريعة بين ثورة بدأت سلمية وظلت سلمية وثورة بدأت قتلا وتشريدا وتفجيرا؛ وهانحن-أولاء- اليوم نتجرع مرارة ثورتهم المزعومة،،،،


في الخميس 09 إبريل-نيسان 2015 10:36:17 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=41358