تحميلة ....
عمار الزريقي
عمار الزريقي

الخَوْفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ يُرْهِقُهُ

وَطَعْنَةُ الوَجَعِ الخَافِي تُمَزِّقُهُ

وَنَبْرَةُ البَوْحِ تَذوِي فِي مَفَاصِلِهِ

وَغُصَّةُ الجُوعِ فِي عَيْنَيْهِ تَخْنُقُهُ

لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَأْلُو مُكَابَرَةً

كَأَنَّمَا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ يُؤَرِّقُهُ

تُجَفِّفُ الهَمَّ وَالشَّكْوَى أَصَابِعُهُ

كَمَا يُجَفِّفُ صَوْتَ البَابِ مُغْلِقُهُ

وَلَو تَعَثَّرَ سَهْوًا وَاشْتَكَى ضَرَرًا

إِلَى الخَليقَةِ.. مَنْ ذَا قَدْ يُصَدِّقُهُ؟!

وَزِينَةُ المَرْءِ لا تَبْدُو أَسَاوِرُهَا

إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ كِتَابِ الشُّكْرِ مَنْطِقُهُ

 ******

أَبُوهُ مُذْ كَانَ طِفْلًا لَمْ يَكُنْ قَلِقًا

عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي الأُخْرَى تَعَلُّقُهُ

يَمُدُّ فِي كُلِّ ضَوْءٍ لِلسَّمَاءِ يَدًا

وَدَعْوَةُ الضُّرِّ نَحْوَ اللهِ تَسْبِقُهُ

وَطَالَمَا أَمُّهُ صَلَّتِ بِلا كَلَلٍ

فِي السِّرِّ وَالجَهْرِ .. أَنَّ اللهَ يَرْزُقُهُ

  يَا رَبِّ .. مَا ضَاعَ مِنْ أَحْلامِهِ سَلَفًا

اِجْعَلْهُ فِي عُمْرِهِ الآتِي يُحَقِّقُهُ

 ******

وَتَنْطَوِي صَفْحَةٌ أُخْرَى وَفِي يَدِهِ

شَيْءٌ مِنَ الصَّبْرِ ، يَا بُشْرَاهُ، يُعْتِقُهُ

لا فِي التَّقَشُّفِ مَا يُغْنِي خَصَاصَتَهُ

وَلا التَّعَفُّفُ دِينَارٌ يُسَوِّقُهُ

يَأوِي إِلَى الجُوِعِ.. يَهْوِي قَبْلَ مَوْعِدِهِ

مِنْ سَطْوَةِ الخَوْفِ مِمَّنْ عَاشَ يَسْرِقُهُ

أَطْفَالُهُ يَكْبُرُونَ الآنَ.. أَصْغَرُهُمْ

فِي الثَّانَوِيَّةِ مَشْهُودٌ تَفَوُّقُهُ

يَبْدُو الرِّيَالُ بِمَرْأَى حُلْمِهِ قَمَرًا

يُجَادِلُ اللَّيْلَ طُولًا كَيْفَ يُنْفِقُهُ!

وَاللِّصُّ عَادَ كَمَا شَاءَتْ وَقَاحَتُهُ

حِينَ ارْتِخَاءٍ.. بِلا رِيقٍ "يُزَرِّقُهُ"

 ******

صنعاء- 30 يوليو 2014م


في الأربعاء 06 أغسطس-آب 2014 04:27:45 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=40182