البرلماني شوقي القاضي
شفيع العبد
شفيع العبد
   
البرلماني شوقي القاضي يتحدث عن الثأر:
هذه الأنظمة لا تستمر ولا تبقى إلا إذا أشغلت الشعوب بصراعات في ما بينها
* وضع النظام السياسي في قائمة المتهمين.. وأكد ثبوت التهمة..
* مجلس النواب مغيب، وبعض الأعضاء فهموا أن مهمتهم الدفاع عن الحكومة
* إذا شعر النظام السياسي بخطورة على الكرسي أو رأس النظام فإنه مستعد لإبادة محافظة وليس قبيلة..
 
حاوره: شفيع العبد
أثناء قيامه بتدريب المشاركين في ندوة صياغة خطاب مسجدي يسهم في الحد من آثار وأضرار الثأر والنزاعات على التعليم، والتي أقيمت في إطار حملة إلا التعليم التي ينظمها تحالف المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام.. التقيناه وطرحنا عليه مجموعة من التساؤلات.. إنه الأستاذ شوقي القاضي عضو مجلس النواب، مدير المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع (NODS).
... وإليكم تفاصيل ما دار في الحوار..
> بداية حدثنا عن الثأر كظاهرة موجودة في المجتمع اليمني.
- الثأر كظاهرة أستطيع أن أقول بفضل الله عز وجل إنها ليست في المجتمع اليمني كله، هناك مناطق وهناك محافظات لا تعرف الثأر ولا تمارسه، بل إن شبابها يستغربون عندما يسمعون بعض قصص الثأر من محافظات أخرى. الثأر منحصر في بعض المحافظات التي نعول على وجهائها ورجالها ونسائها وعقلائها أن يتخلصوا من هذه المشكلة التي شكلت ظاهرة في مناطقهم، وبالتالي حصدت الأرواح وأزهقت الأنفس وأسالت الدماء ويتمت الأطفال.. هناك الآلاف من الأيتام والفقراء والمعوقين والهاربين بسبب هذه الجريمة الشنعاء التي انتشرت وللأسف لم تجد لها حلولاً جذرية من قبل النظام السياسي الذي أضعه بصراحة في قائمة المتهمين الذين ما قدموا لمعالجة هذه المشكلة أي شيء، بل على العكس هناك تهم من بعض مناطق الثأر بأن النظام السياسي بصورة أو بأخرى قد لاتكون مباشرة، هو الذي يغذي الثأر، وهو الذي يدعم هذا النفوذ لمثيري الثأرات، ويكفي أن التهمة ثابتة عليه بأنه لم يقدم شيئاً مع أن مسؤوليته الأولى هو أن يحد من هذه المشكلة.
> ما هي أسباب الثأر من وجهة نظرك وكأنك تلقي باللائمة على النظام السياسي؟
- تتداخل الأسباب، لكن أنا تحدثت عن أن النظام السياسي لم يقدم كمهمة من مهامه وكواجب من واجباته، النظام السياسي دائما الذي يتولى بلدا تقع على عاتقه مهام وواجبات، والتي هي نشر الوعي والتنمية والاستقرار والأمن والسلام إلى غير ذلك.. هذه كلها مهام يتبناها ويقودها، ثم يأتي الدور الثانوي لشرائح المجتمع التي تدعم هذه الأمور. أما من حيث الأسباب فترجع إلى كثير من الأمور يأتي في مقدمتها للأسف الجهل والتعصب الأعمى، ثم تعثر العدالة وغياب هيبة الدولة، وعدم وجود سيادة القانون.. وهناك أسباب تعود إلى نوع من أنواع النفوذ الذي يحظى به البعض ويمارسون أموراً كثيرة هي من ممارسات الدولة، هناك أيضاً وعي يحتاج إلى كثير من المراجعة في مناصرة القاتل سواءً بالإخفاء أو غير ذلك.
> ما دور مجلس النواب تجاه الثأر؟ وما الذي عمله في هذا الاتجاه؟
- أستطيع أن أوجه لوماً إلى مجلس النواب وأنا أحد أعضائه، فالمجلس مغيب عن القضايا الكبيرة، وللأسف مجلس النواب بهذه التركيبة الأحادية غيب تماماً عن معالجة أوضاع البلد، وبالتالي يفهم بعض أعضاء المجلس أن مهمتهم هي الدفاع عن الحكومة وممارساتها، وليست مهمتهم قيادة البلد تشريعاً ورقابة، وبالتالي ليس هناك دور يذكر لمجلس النواب.
> المطلوبون على ذمة قضايا ثأر في مأمن من يد العدالة بينما قادة الحراك السلمي وأصحاب الرأي في المعتقلات، وتفرط السلطة في قمع الحراك السلمي... ما تعليقك؟
- هذا يثبت أن الدولة والنظام السياسي إذا أراد شيئاً سيفعله بدليل أن النظام السياسي إذا شعر بخطورة على الكرسي أو على رأس النظام فإنه مستعد أن يبيد محافظة كاملة وليس قبيلة فقط، لكن أن يتدخل وأن يوقف الثأرات وأن يوقف هذه الدماء التي تنزف فإنه للأسف لا يتدخل. لا أدري هل هو عدم شعور بهذه المهمة وغياب أهميتها. هناك اتهام للنظام السياسي والحكومات المتعاقبة أن هذه الأنظمة لا تستمر ولا تبقى إلا إذا أشغلت الشعوب بصراعات في ما بينها، وبالتالي ينفرد لها الأمر، لان هذه المحافظات إذا استقرت ستطالب بمشاريع وجامعات وطرقات وأشياء كثيرة، وهذه الأنظمة هشة وهذه الحكومات هشة تريد أن تنهب، وموضوع الفساد معروف ولا يخفى على أحد.
> شاركت في حملة إلا التعليم كمدرب في ندوة صياغة خطاب مسجدي وستسهم في إعداد الخطاب.. ما رأيك في الحملة؟ وكيف وجدت تفاعل المشاركين في الندوة من خطباء المساجد؟
- المجموعة المختارة للمشاركة في الندوة مجموعة رائعة تستشعر تماماً المشكلة وتستوعبها استيعاباً ممتازاً، وبالتالي فإنها أولاً مبشر خير على أنها إن شاء الله ستقوم بشيء إيجابي، ولكن أريد أن أشدد هنا أن موضوع هذه المحافظات الثلاث – نعم أيضاً هناك محافظات أخرى، وبالتالي من حق تلك المحافظات ايضاً أن تحصل على كثير من هذه الأنشطة لتخفف من مشكلة الثأر.
اما موضوع التركيز على التعليم فهي لفتة ممتازة جداً حيث إن هذه المحافظات تشكو بسبب هذه الثأرات والنزاعات توقف الدراسة والتعليم، يكفي أن تعرف انه قبل أيام قرأت إحصائية بأن هناك 38 ألف طفل كان ينبغي أن يكونوا ملتحقين بالتعليم، وبالأمس قرأت أن 82% من بعض المناطق التي فيها نزاع لم يدخلوا اختبارات شهادة الثانوية العامة، إذن هناك فاجعة، وبالتالي كانت الحملة موفقة في أنها تستهدف جزئية من جزئيات العلاج؛ ترك المدارس وترك التعليم، والتعاون في أن يبقى التعليم والمدارس بعيدين عن الثأرات والنزاعات لان هناك مدارس مغلقة وأطفالاً يقتلون بسبب الثأر والنزاع، ولهذا كانت اللفتة كريمة في جزئية مهمة.
> مالا هي النصيحة التي تقدمها لزملائك أعضاء مجلس النواب ممثلي المحافظات الثلاث؟ وماذا تقول للمتحاربين في تلك المحافظات؟
- بالنسبة لزملائي في المحافظات الثلاث أرجو أن يدعموا هذه الحملة والوقوف معها وأن يتبنوا مشروعها، فهي حملة مهمة وموفقة. أما بالنسبة للمتنازعين والمتناحرين فأن يتقوا الله عز وجل فهناك دماء تسفك وحقوق تهدر وأرواح تزهق بسببهم وبسبب نزاعاتهم، فالعالم من حولنا يتنازعون لكنهم يحلون مشاكلهم في يوم وليلة، الحرب بين الأرجنتين وبريطانيا استمرت ستة أيام، بينما حروبنا تستمر ست سنوات وستة قرون. فأقول أين العقلاء؟

في السبت 12 يوليو-تموز 2008 11:37:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=3929