حلم و ضاح ..هودج الشعر
محمد عبدالله الحريبي
محمد عبدالله الحريبي

هـاتِ الـقراطيس أسـعفني مـن الكتبِ

و اسـتنطق الـعشق قـولا غـير مـرتِهِبِ

قــل لــي مــن الـسحر أيـات أبـوح بـها

مــن نـغمة الـطير تـنعي غـيهب الـكرب

أراقـــص الـحـلـم فــي مـحـراب عـفـتها

بـيـتا مــن الـوحي مـرسولا لـبنت نـبي

مـن مـروة السعي من تلِّ الصفا وفدت

فـي هـودج الـشعر تثري لوعة سغبي

صـــادت فـــوادي مـــن الـفـيحاء فـاتـنةٌ

طـلّـت كـمـا الـبدر فـي ثـوب مـن الأدب

مـنارة الـشعر صـوت الـحق إن صـدعت

تـرمـي الـشـياطين أبـياتا مـن الـشهب

فــيــروزة الـبـحـر إن قــالـت لــنـا غـــزلا

تـراقص الـغصن فـي الـواحات من طربِ

مــهـا الـرصـافـة أنـــت دجـلـة و ظـبـى

غـزالـة الـغـوطة الـخـضراء فــي حـلـب

يــا عـذبة الـروح قـد طـاح الـفؤاد هـوى

عـمـري سـنـينٌ و عـمر الـحب بـالحقب

مـن قـبل جـئتُ إلـى الـدنيا و لـي حلمُ

شـربته الـحب عـن جـدي بـصلب أبـي

راقـصـتـك الـشـعـر يــا لـيـلاي مـعـتمرا

تــطــوف بـالـبـيـت أطــيـاف مـــن الإرب

بــغـداد أمـــي كــمـا صـنـعاء أعـشـقها

ريــاض أخـتـي عـلى الـحكام يـا عـتبي

يـــا زمـــزم الـعـذب ظـمـآن و خـاطـرتي

تـسـتلطف الـنيل إشـفاقا عـلى الـعنب

لا تـرهـقـوا الـغـصـن مـخـمورا بـلـوعته

قـد صـار كالغيم من عشقي لكم لهبي

مــا هـدنـي الـحـمل مــن أعـباء حـبكم

اسـتعذب الـمرَّ فـي دربـي إلـى طلبي

مـا دمـت أهـوى فـسهلا صـار لـي وعر

فـي نـعمة الحب لن أشكو من الوصب

سـأنحت الـصخر فـي وصـل الـمها أمِلا

و يـثـمـر الـحـلـمَ فـــي واحـتـنا تـعـبي

إن تسالي الصّبَ عن صنعاء قد شفيت

مـلـيـحة الـحـال تـشـكو لـوعـة الـعـرب

قامت كما العيس بعد الجرح و ابتسمت

كــزهـرة الـتـل تـشـدو وابــل الـسـحب

يـا صـبحنا الـحي فـي أعـماق خاطرنا

حـتى مـتى الـنور لا يـبدو مـن الـحجب

و قـلـب و ضــاح فــي صـنـدوق لـوعـته

يـحـن كـالـروح مـنفوخا عـلى الـقصب


في السبت 20 يوليو-تموز 2013 04:27:10 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=21404