|
الغضب الذي انتاب قيادة القوات الجوية ووزارة الدفاع نتيجة الكتابات الصحفية وتداول الأخبار في المواقع الالكترونية عقب سقوط الطائرتين الحربية في أحياء متفرقة من العاصمة صنعاء والذي تم استنتاجه عبر رسالة غير مباشرة وجهت الى الجميع وحملت في طياتها دفاعا أفاد بان ما حدث من تشهير إعلامي لم يكن سوى عداء شخصي يبقى على انتظار دائم لتقمص الأخطاء والتي جسده في مجملها المثل الشعبي القائل \"إذا طاح الثور كثرت السكاكين\"كان مجرد دفاع وهروب من مواجهة الحقيقة التي تبدأ من التمعن والبحث المستمر عن السبب الحقيقي الكامن وراء كل هذه الكوارث بالإضافة إلى عدم إدراك احد منهم بأن ما خط بين السطور بخصوص تساقط الطائرات الحربية لم يتعدى نتيجة الإحساس بالألم الشديد إزاء ما يحدث في وطن ما زال حلم البناء المتجدد فيه يراود ابناه وان إفرازات الواقع كحقائق ملموسة كانت بمثابة الصدمة الغير متوقعة خصوصا ان تتالي سقوط هذه الطائرات تعد ظاهرة مستحدثة قد تخلق نوعا من التشويش الفكري الطامح إلى بناء الدولة المدنية الحديثة مخلفا ذلك الثقب العميق في نفوس المواطنين من سكان الأمانة والذين لم تعد كافة المبررات حول التصاعد النسبي وصولا إلى الرقم الصعب في السقوط يهمهم بقدر ما ترتكز مجمل اهتماماتهم بما يخلفه ذلك الحطام المدمر من أضرار مادية وبشرية بالغة زرعت في محتواها كتل الخوف والقلق والنفوذ الكامل للصبر تجاه التجاهل القيادي المستمر .
هذه هي الطائرة الثالثة والسقوط الثالث في مدينة واحدة \"صنعاء\" وبفاصل زمني يعد بالشهور فهل تدركون المعنى من هذا؟ قد يتسبب سقوط طائرة واحدة في دولة أخرى بتوقيف شركة الطيران التابعة لها في حال ما إذا كانت مدنية ,وقد يتوقف الإقلاع ومجمل التدريبات الجوية تماما حتى تنتهي فترة التحقيق التي قد تستمر لأكثر من عام عندما تكون الطائرة من النوع الحربي .كما تتم وبصورة استثنائية عملية الصيانة والتشييك والفحص الدقيق لعموم الطائرات الأخرى خشية التكرار الذي سيشمل معه عقوبة الحادثين .ذلك وبلا شك لم يحدث في بلادنا والدليل الرقم الثالث , وأما إن كان قد حدث أي إجراء الصيانة الكاملة فسوف نصل معه الى حقيقة النفي المبرم لكافة تداعيات ومبررات الجوانب الفنية لتكتمل ملامح الصورة التي هي في الأصل تفصح عن نفسها بأن ثمة أيادي خفية تكمن خلف هذه الحوادث الجوية المروعة لهذا فأن العوامل الدافعة لارتكاب هذه الأعمال الجبانة لا تعنينا في شيء فسواء كانت على خلفية صراعات سياسية وحزبية او حتى عداءات شخصية لأن نتائجها المرة قد شملت الجميع , وهاهي النتيجة – توافد جموع غفيرة من المواطنين الى مكان حادث سقوط الطائرة الثالثة حي الخمسين منطقة بيت بوس بشكل منقطع في نظيراته السابقة – ليتحول الغضب الهائج في أعماق الجماهير الى مسيرة عارمة جابت عددا من أحياء العاصمة كتعبير عن الاستياء الشديد للوصول إلى الرقم الثالث. كما هي ردة فعل محتملة لما يحدث من تهاون في أرواح البشر سوأ كانوا طيارين او من المواطنين . أما القراءة الفلسفية التي ظهرت على ملامح كل فرد يمني فقد حملت في طياتها العديد من المعاني والدلالات عما يجيش في اعماقها من مشاعر الم جسدت في مجملها وبعناوين بارزة \"لقد بلغ السيل الزبا\"إلى جانب جملة من التساؤلات حول ما إذا كان هناك رحمة بهذه المدينة وسكانها من خلال أبعاد المطار الحربي وكافة المواقع العسكرية عنها لتعيش بأمان عقب ما لعقته من عناء وترويع للنفس اشتد خناقه في الآونة الأخيرة ,ودون وجود ذرات من الاعتبار لكل من يتخيل ان هناك احد قد تنتابه مشاعر الفرح والسعادة لما يحدث في وطنه من دمار او أن نوع من الشماتة هو من دفعنا للكتابة متجاهلين الأسباب الحقيقية لذلك ,وما نخشاه جميعا هو اعتقادنا الذي يراودنا في كل مرة ان تكون هي الأخيرة ونهاية لسلسلة دراما الموت اليمنية لنكتشف ان ما تخفيه لنا الأيام هي البداية الحقيقية لمرحلة الدمار الشامل وزعزعة النفوس الآمنة قبل أوضاعها المعيشية..!!
في الثلاثاء 14 مايو 2013 05:17:31 م