في عيد الوحدة...احتفالات واعلام سوداء
عبد الملك المثيل
عبد الملك المثيل

مأرب برس ـ الولايات المتحدة الأمريكية ـ خاص

قال د/ياسين سعيد نعمان في حواره الممتع مع قناة الجزيرة اثناء تركيز كاميرا برنامج زيارة خاصة على صورة تذكارية جمعت قادة ما كان يسمى الشطرين اثناء اللحظة التاريخية لتحقيق الوحدة اليمنية قال..ان الابتسامة الصادقة كانت ظاهرة على الجميع فرحا بذلك المنجز العظيم لكن الصورة لو تكررت اليوم فان الابتسامة ستكون مختفية.

مثل القادة تماما كنا يوم 22مايو العظيم نتقفز في الجو فرحين ,ولو منحنا القدر اجنحة لطرنا في السماء مغردين ,مثلهم تماما كانت الابتسامة الصادقة مرسومة على وجه كل يمني في هذه الارض رجل وامرأة ,شاب وفتاة,طفل وطفلة فالوحدة قد عادت وتمت واصبح الجميع يعيش فرحة لو طلب القدر منا سنوات الع مر قربانا من اجل تحقيقها ما تراجعنا لحظة واحدة لاننا آمنا بان طريقنا الى المستقبل المشرق واعادة امجاد الاباء والاجداد لا يمكن ان يتحقق الا بالوحدة ولا شيء سواها لذلك لا عجب ان اصبحت احلامنا يومها بلا حدود ولم نكن ابدا حتى اشد المتشائمين منا نتوقع ان تصل الامور الى ما وصلت اليه اليوم .

في الذكرى 17 للوحدة المباركة بدى وطننا اليمني سائرا بعزم واصرار الحزب الحاكم نحو الانهيار الكامل واتضح ان النظام القائم وصل درجة خطيرة من الافلاس الوطني والاخلاقي معا ,لذلك لا غرابة ان يتصرف تصرفات لا تخدم القضايا والثوابت الوطنية ولا تلقي بالا للانسان اليمني بحيث تمنحه ادنى درجات احترام الذات الانسانية واقل معاني التقدير البشرية لاوضاعه التي يعيشها في "النفق المظلم"المصنوع بامتياز شديد في مصنع الحزب الحاكم البارع ايضا في خلق احتقان ملتهب دفع ويدفع الناس الى تبني قناعات يعتقدون انهم من خلالها يدافعون عن ما بقي لهم من اثر المواطنة في وطنهم المسلوب وهم في ذلك لا يتحملون اي مسئولية ومن يتحملها هو من يدفع الناس الى تبني تلك القناعات وذلك ما قلناه في موضوع سابق.

نحن هنا لا نبالغ ابدا عندما نقول ان النظام القائم وصل درجة خطيرة من الإفلاس الوطني والاخلاقي والقيمي وذلك بالطبع لا يحتاج الى نقاش لان الواقع الموجود على الارض كفيل باسكات اصوات المزايدين فكيف نقيم احتفالات تستنزف ملايين الدولارات في الوقت الذي يزحف الفقر والجوع بسرعة عالية الى كل بيت ,كيف نقيم احتفالات انهكت وتنهك الاقتصاد الوطني في الوقت الذي يقف نظامنا المغوار على باب الله طالبا ويطلب المساعدة لمحاربة الفقر ودعم التنمية ,كيف نقيم احتفالات لا يستفيد منها سوى زمرة الفساد في وقت تنعدم فيه كتب المدارس ومستلزمات المستشفيات كيف وكيف وكيف؟؟

اما الكارثة والطامة الكبرى في احتفالات النظام انها تمت في وقت يراق فيه الدم اليمني في محافظة صعدة الجريحة فيما الزهرات وبراعم المستقبل يرقصون ويمرون بين يدي القائد"حفظه الله ورعاه"؟.

في عيد الوحدة وفيما المحتفلون يرتجلون الكلمات مهنئين ما يسمونه قائد المسيرة ,مباركين لمن يدعون انه الصانع الاوحد للوحدة كانت هنالك آلاف الاعلام السوداء ترتفع في محافظة الضالع معبرة عن مطالب مئات الالاف من الناس الذين بدؤوا السير في طريق شقه بنجاح الحزب الحاكم يعلم الله وحده الى اين سيقود الناس فهل تنبه"العظماء"في الحزب الحاكم لذلك الأمر ام ان قاعدتهم المعروفة "ما بدى بدينا عليه"هي الحل الأمثل لمواجهة ذلك الامر؟

رفع الإعلام السوداء ينذر بخطر قادم ونحن من باب الحرص على الوطن وأبنائه نحذر من ذلك ففي وطننا من الجراح ما يكفيه ومن المآسي والآلام ما يغنيه عن اي فتنة اخرى لذلك نتمنى من العقلاء والغيورين والشرفاء في الحزب الحاكم التنبه لهذا الأمر ما لم فان صعدة اخرى في الطريق واذا استمر الحال على ما هو عليه فالايام كفيلة باثبات ذلك خاصة وان اغلب المتظاهرين الناقمين"عسكريين"كما ان محافظة الضالع واحدة من اصعب المحافظات جغرافيا وهذه فاجعة تحتاج الى روح وطنية عالية للتعامل معها عبر تسوية عادلة وشاملة لكل متضرر وامنيتنا ان يتم ذلك في اسرع وقت ممكن.

ليس من الخطا القول هنا ان الحزب الحاكم بحاجة شديدة لمراجعة حساباته وخطواته التي دمرت البلاد واحرقت القلوب ووسعت الهوة والفوارق بين الناس في الوطن الواحد وعليه ان ياخذ رسالة الضالع والاعلام السوداء ماخذ الجد وبمنتهى المسؤلية ان كان قادته كما يدعون حريصين على الوطن وسلامة ابنائه ,ويسعون فعلا كما يقولون لبناء اليمن الحديث الآمن المستقرونعتقد ان اولى الخطوات اللازمة لذلك معالجة النفوس وتطبيب القلوب وليس من العيب القول ان الحزب الحاكم يحتاج الى دورة وطنية يتعلم منها كيف يقوم بذلك وان لم يفهم هذا الكلام فعليه التفكير جيدا بان اصحاب الاعلام السوداء استمعوا الى السيد علي سالم البيض وتلك اشارة تدل على انتهاء حدود الصبر.

ان الاحتفالالحقيقي بالوحدة هو الحفاظ عليها ومراجعة مرحلتها بشفافية ووضوح من اجل تصحيح الاخطاء القاتلة التي رافقت مسيرتها .

ان الاحتفال الحقيقي بالوحدة هو ان يتحمل الحزب الحاكم مسؤوليته التاريخية والوطنية ويكف عن تصدير فشله للآخرين واتهامهم بالإضرار بالوطن في الوقت الذي يمثل الحزب الحاكم نفسه اكبر ضرر وخطر على البلاد والعباد.

ان الاحتفالالحقيقي بالوحدة يتمثل في إعادة رسم الابتسامة في وجه كل يمني ولن يتم ذلك الا من خلال العدل والمساواة بين ابناء الوطن الواحد لا فرق بين ابن الرئيس وابن الوزير وابن الفراش وعامل النظافة.

ان الاحتفال الحقيقي بالوحدة المباركة هو التدوين التاريخي لوقائعها بصدق وشفافية ونزاهة واعطاء كل ذي حق حقه بعيدا عن الغلو والتطرف في التوثيق والتدوين الاعلامي لحزب السلطة الذي يجب ان يحترم ويقدس عقلية المواطن اليمني .

ان الاحتفالالحقيقي بالوحدة هو القضاء على الفساد والمحافظة على المال العام وإقامة دولة النظام والقانون التي يجب ان يقف فيها أبناء الشعب صفا واحدا كاسنان المشط في الحقوق والواجبات.

ان الاحتفالالحقيقي بالوحدة هو انهاء الصراعات القبلية والكف عن السير بالوطن نحو التطاحن المذهبي والاسراع في حل مشكلة صعدة سلميا وباي ثمن كان.

ان الاحتفالالحقيقي بالوحدة هو العمل الجاد على بناء اليمن ليصبح وطنا يتسع للجميع ....يمنا ديمقراطيا بصدق يحترم الحاكم ارادة الشعب وخياره.

ان الاحتفال الحقيقي بالوحدة هو ان يتم ويتم ويتم عند ذلك يحق لنا جميعا ان نفرح ونغني ونرقص اما احتفالات في ظروف مثل هذه فنحن في غنا عنها وعلى أصحابها ان يعلموا انها لا يمكن ابدا ان تستر عورتهم التي بدت في كل مكان.

aalmatheel@yahoo.com  


في الثلاثاء 05 يونيو-حزيران 2007 07:47:53 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=1909