مأساة مغترب
سامي الحميري
سامي الحميري

أن تحرم من حقوقك ولا منصف لك، فهذا شيء طبيعي.. لأنك - فقط - مغترب يمني..!

أن تحرق حرقا لأنك تسللت مجهولاً لتبحث عن لقمة العيش، فهذا شيء معهود؛ كونك لست إلا يمنيا..!!

أن تطأك سيارة فيهرب سائقها، ويذهب دمك هدراً، فلا غرابة لأنك مغترب يمني بلا ثمن..!!

أن تتعرض للحرق من قبل كفيلك ويأتي وزير المغتربين ورؤساء الجاليات، ويريدون التكفل بالعلاج دون البحث عن الجاني.. فلا تستغرب لأنك مغترب يمني.. !!

أن يُنتهك عرضك أمام عينيك من قبل مجموعة من الوحوش البشرية، وبالقرب من بيت الله الحرام (مكة المكرمة).. ولا تجد أحدا من مسؤولي السفارة أو الجالية ينبس ببنت شفة؛ فهذا لأن قدرك أن تكون مغترباً يمنياً..!!

واقعٌ مرير، بل كارثي، ومأساوي – بكل ما تعنيه الكلمة - هو ما يعيشه المغترب اليمني الساعي في أصقاع الأرض، ماشياً في مناكبها، قاصداً لقمة العيش الحلال..

هذا هو اليمني.. منزوع الحق، مُصادر الحقوق، بلا راعٍ لمصالحه داخل الوطن فضلاً عن خارجه..

كل مغترب التقيته وسألته عن وزير المغتربين، عن السفير، عن رؤساء الجاليات اليمنية في المملكة العربية السعودية.. 99% كانت إجاباتهم سلبية، تعبّر عن تذمرهم من أولئك المسؤولين، الذين - حسب قولهم - (يسعون وراء مصالحهم وحسب).

وأنت تتحدث مع المغتربين ومشاكلهم ترى مرارة الحزن تنبع من قلوب محترقة، مقهورة، ولا يعرف معنى القهر إلا من ذاقه.

المغتربون هنا – في الجارة الشقيقة الكبرى - من جميع الجنسيات لهم من يرعى حقوقهم، أما اليمني فإنه يتمنى أن تكون سفيرة بلادة فلبينية أو اندونيسية..!!، هذا هو الحال الواقع..

كنت أعمل في إحدى الشركات أمينا للصندوق، وتأخرت ذات يوم تصفية حساب أحد العاملين من الجنسية الفلبينية، وإذا بي أفاجأ باتصال يقول لي: إنها ممثلية الفلبين في سفارة الفلبين، وتحث على سرعة حساب مواطنها..

السفارات والقنصليات والممثليات في جميع أرجاء المعمورة موجودة لخدمة أبنائها ورعاياها.. بينما السفارات والقنصليات والممثليات اليمنية كل اختصاصها محاربة اليمنيين، وتنغيص عيشهم، وابتزازهم، وتعذيبهم، والتنكيل بهم، والشماتة بهم، والعون على ذبحهم في كل ساعة، وفي كل ثانية.

إليك يا جبار السموات والأرض، ويا احكم الحاكمين.. نرفع شكوانا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس بإيادي سفاراتنا، وسياسة حكوماتنا المتعاقبة، والمعاقبة، والعاجزة، والظالمة في نفس الوقت.

وحسبنا الله ونعم الوكيل..


في الإثنين 07 يناير-كانون الثاني 2013 06:36:08 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=18720