شوقي هائل إلى أين ؟
محمد الحذيفي
محمد الحذيفي

والله أني لأشفق على الرجل الذي تفاءل به الكثير من أبناء تعز , وخاصة شباب الثورة الذين يتوقون كثيرا للتغيير , والذي لا يزال أمل تعز شريطة أن يقف إلى جانب أبنائها المطالبين بالتغيير , وتطهيرها من الفساد , ويخرج من صمته الكبير موضحا موقفه الصريح للناس , إما أن يكون مع التغيير , ومحاربة الفساد , وأخذ كل ذي حق حقه , وإما أن يكون مع إبقاء الوضع كما هو عليه , وهذا يعني انحيازه للنظام السابق سواء اقتنع بذلك أم لم يقتنع.

إن ما حدث في مسيرة التأييد لشوقي من اعتداء على نشطاء في الثورة الشبابية الشعبية , وعلى أقرباء الشهداء الذين رفعوا اللافتات المطالبة بإقالة من سموهم القتلة والمجرمين من قبل بلاطجة المخلوع , وهم يهتفون لا شهداء بعد اليوم , ولا ساحة بعد اليوم , هو اكبر إساءة لشوقي لأن المتظاهرين جعلوه ستارا لتظاهراتهم , وجعلوه وسيلة للإساءة لشريحة كبيرة من أبناء تعز , وهذا ما يجعله أمام خيارين لا ثالث لهما , إما أن يفضل الاستمرار في صمته , وهذا يجعله في موقف الموافق على حدث من إساءات بطريقة مباشرة , أو غير مباشرة , او الخروج على الناس ليس ببيانات دغدغة العواطف , واستعطاف الناس , وإنما باتخاذه إجراءات وقرارات تبرأه مما حدث , لأن ذلك غير لائق بحق أبناء تعز , وغير لائق بحق شوقي هائل ابن الأسرة العريقة التي انحازت دوما إلى جانب القضايا الوطنية , ووقفت على الحياد في كل الخلافات السياسية وهو المشهود له بالكفاءة الإدارية وعليه أن يثبت للجميع كفاءته السياسية التي يتهم بأنه ضعيف فيها ويثبت أنه مع التغيير ومع شباب الثورة.

وعلى شوقي هائل , أن يجيب على السؤال الذي رفع في مسيرة دعمه وتأييده أنا ... شوقي ... أنت من؟ وهو يعرف ما دلالات هذا السؤال من الناحية النفسية والمادية , ويصارح الجميع إلى أين هو متجه بالمحافظة؟ وما ذا يريد؟ ومن يقف في وجهه بكل صراحة؟ لأن هناك فتنة تبد أنها قادمة سيكون طرفا فيها أراد ذلك أم لم يرد بعد أن هتف مؤيدوه ضد الإصلاح , وضد الثوار , وضد ساحة الحرية لأنه قد يتفهم البعض الهتافات ضد حزب الإصلاح وقد يبرر البعض تلك الهتافات كونها من باب المناكفات السياسية , ونحن هنا لا ندافع عن الإصلاح فله من يدافع عنه , لكن ما لا يمكن تبريره وما لا يمكن تفهمه هي تلك الهتافات ضد دماء الشهداء والجرحى , وضد الثورة بأكملها وهذا يعني الكثير.

ومن ضمن ما يعني من وجهة نظري , أن الهتافات هي موجهة ضد تعز بأكملها لأنها كان لها شرف انطلاق شرارة التغيير والثورة , ومعروف من هي تعز على مر التأريخ وأجدني مجبرا على الاستعانة بهذه الأبيات لأستاذ الشعراء عبد الولي الشميري لنعرف من هي تعز

أنا من تعز وهذه أوراقي

شهدت بأن الحب في أعماقي

أنا من تعز مدينتي وعشيقتي

وبها عرفت بسيد العشاق

فيها ومن أغصان رماناتها

كحلت عين الفجر في الأحداق

أنا من تعز مدينةٌ قدسيةٌ

ومناط كل مجاهد ِسباق

بمعاذ مبعوث النبي محمد

بمعارف القرآن والأخلاق

عصر المظفر يوسفٍ يزهو به

(صَبِرٌ) ومكة، يا لَعصرٍ راقي

مهد ابن علوان الفقيه منارةٌ

والكوكب السودي في الآفاقِ

يا بدر كم سامرت في خلواتها

من مخبت في دمعه المهراقِ

يا شمسُ كم عانقت في أحيائها

من غادة، كالبدر في الإشراق

يا أخت (غزة) والدمار يلفها

الصبر درع في الشدائد واقي

"نيرون " أضحى في تعز مدينتي

بالظلم والتدمير والإحراق

اهدم، وزد في القتل، وافعل مثلما

فعل العقيد: ومثله ستلاقي

وأنا الشميري الذي رفض البقا

في الذل، ليس الذل من أخلاقي

لا يحسب الجبناء أن دماءها

ستموت أو تفنى لدى الإزهاق

فتعز ملءُ نسائها ورجالها

حُممٌ من البركان في الأعماق

وسيندم المتملقون إذا أتى

يوم انتصاري يوم حل وثاقي

عتبي على بعض الذين ولدتهم

وغذوتهم وصبغتهم بمذاقي


في الخميس 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 04:09:22 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=18119