ماذا يعني عيد الوحدة لجيل الوحدة
زعفران علي المهناء
زعفران علي المهناء

مأرب برس - خاض

دخلت بنيتي وهي وحدوية التاريخ والنشاءة وهي غاضبه ومستاءة بعد نهاية يوم دراسي وبادرتني على قاعدة ( خذوهم بالصوت ليغلبوكم ) في ثواني دار في مخيلتي مئة مشكله ممكن أن تتعرض لها صغيرتي .

قائله : تعرفين ماما لأحب أن أخذ ملاحظات من أي أستاذ أو أستاذه أني تجاوزت حدود اللياقة والاحترام لمدرسي.

وكيف كان ذلك بعد أن تنفست الصعداء من أن الموضع محصور بنقاش بين طالبه وأستاذاها

والحديث لبنيتي

منذ أيام ونحن لانسمع من الاساتذه سوى التهديد والوعيد إذا لم نشد على أنفسنا في المذاكرة استعدادا للامتحانات بعد عيد الوحدة

وكل شيء مؤجل لبعد عيد الوحدة الجداول بعد عيد الوحدة

عيد الوحدة ....عيد الوحدة .... عيد الوحدة ......

جميل ياماما

إلى هنا جميل بنيتي

اليوم زميلتي في الصف سئلت!!!

أيش يعني عيد الوحده ؟

وماسر تأخير الاختبارات لما بعد العيد؟

 ونحن نعيش فوق الثلاثة أسابيع دون دراسة بعد إكمال المنهج

فكان الرد يأمي بالاستياء من كل هذه الاسئله

 وقال لنا استأذنا: وهو يوجه الكلام لزميلتي ذاكري واحفضي الدروس مش وقت الاسئله الكثيرة

فرفعت يدي أستأذن الكلام قائله عيد الوحده يأستاذ :

هو عرس اليمن حيث زفت جنوب اليمن إلى شمالها...

 فتبسم الأستاذ وقال: نعم. متجاهل غضبي معقبا المهم أن تذاكروا دروسكم وتحفضوا ماعليكم، عيد الوحدة هي يوم نأخذ فيه أجازة نستعد للامتحانات.

وهنا رددت بغضب يأمي وبصوت يحمل حده لاأعرف لماذا :

حب الوطن قبل المذاكرة يأستاذ !!!

وأنا من مواليد عام الوحده وأعتز جدا بهذا العيد

ومأزاد من غضبي هو تبسمه في وجهي بعد شكري وتأكيده على أن نهتم بالدراسة والامتحانات فقط في هذه الفترة

فهل تجاوزة حدودي يأمي!!؟؟؟

أنصُت لكلامها وأنا أعيش حالتين في نفس اللحظة : الفرحة بحس الوطنية التلقائي والمرتفع لدي صغيرتي الوحدويه

والخوف عليها أن تصل إلى مرحلة الإحباط الذي وصل إليها معلميها في المدرسة

واستيقظت فزعه على سؤال:

 هل فعلا يوجد زملاء وزميلات لمثل منهم في سن ابنتي لايعرفون لماذا بلادهم تحتفل بعيد الوحده ؟

وتذكرت ذلك الاستعمار.. الفضائي.. الذي غزى منازلنا.. مما جعل قناة اليمن التلفزيونية!! من القنوات المشفرة في منازلنا فخطر ببالي وتنفست الصعداء للمرة الثانية ..

مازال هناك المذياع الصغير الذي كانت تحرص كل إمراءه داخل بلدي من أم وبنت وزوجه حتى جدتي كانت تمتلك مذياعها الخاص بها لاتنام ولا تصحوا إلا عليه مجيبه على نفسي بكل ألم هل نسيتي يازعفران كيف بعض بنات بلدك منذ فتره وهن يلاحقن من قناة إلى أخري صباحا ومساء وخاصة تلك المسماة بالمترجمة وكم ينضرن لك بالاستغراب عند تصريحك انه لم يتابع أويفتح مسلسل مترجم في بيتك منذ قدوم الفضائيات لليمن ؟

فأي مذياع والمرأة اليوم تبدءا يومها بمسلسل وتختتمه بمسلسل

فكيف تستغربين عندما يسئل جيل الوحدة عن ماهية هذا العيد ؟؟؟

فهم لا يشاهدون تلفزيون بلدهم ولا يسمعون إذاعة بلدهم ولا يوجد احتفالات بهذه المناسبة في مدارسهم!!!

كل هذا استحضرني وانأ اسمع لبنيتي

فماكان منها إلا هزتني ..وهي ترمقني بنظره حائرة هل تجاوزت حدودي يأمي مع أساتذي ؟

فسبقني قلبي قبل لساني وقال :

أحييك أيتها الوحدوية 

أحرجتني .. ونلت من الحرج . منتهاه معي

وأصبح الصمت . مُلجئ للسؤال . المُثير

قالت: هل تجاوزت حدودي يأمي مع أساتذي

 أحييك أيتها الوحدوية 

في تبسم أستاذك لك بنيتي . حسره , وهمٍ . كبير

 وحرصه بتبسمه في وجهك حتى لا يفقدك مشاعرك الخاصة بالاحتفال بعيدك الوحدوي ..

وهي نفس بسمتي الممزوجة بالحيرة والقلق والخوف من المجهول

 أحييك أيتها الوحدوية

تقولين هل تجاوزت حدودي يأمي مع أستاذي 

يتملكني الصمت والابتسامة..... ابتسامه شاحبة كابتسامة أستاذك

.. ولا أجد إجابة ولكنني أقسمتُ علي البوح...بالكتابة.

.. أحييك أيتها الوحدوية

ودعني أجمع أفكاري المبعثرة هنا وهناك وهو نفس ماكان عليه أستاذك

بتبسمه في وجهك البريء تذكر حماسه في مثل سنك وربما تذكر دموعه يوم رفرف علم الوحدة الحبيبة وقد عاهد نفسه أن يمضي مخلصا أمينا ليقود أجيالا لحب الوطن

عمل بجد وإخلاص و بكدَ وسرقت منه أحلامه ومنحُت لآخرين ليسوا بمثل قدرته علي العطاء...ليسوا بمثل قدرت علي التعبير ..ليسوا بمثل قدرته علي حب الوطن

نعم تبسم فرحا ربما رائفا لحماسك ربما غاضبا لزميلتك القادمة من عصر الفضائيات

أحييك أيتها الوحدوية

مازال أمامك الكثير يابنيتي لتغوصي بعمق البسمة الخاصة بأستاذك 

وتعرفي كيف نقرأ بصمت

وتعرفي كيف تخاطب الضمائر بالبسمة

وتعرفي كيف تكتب مقال ...يخاطب الجهلاء...؟

وتعرفي كيف تكتب بحث يسرد التاريخ و الدراسات و الأبحاث ل...!؟

هل عرفتي ألان سر تبسمه

ووجدتي الاجابه على سؤالك : هل تجاوزت يأمي حدودي مع أساتذي

شكراُ لكل من فهم أفكاري المبعثرة


في الخميس 17 مايو 2007 05:51:43 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=1775