عُذْراً آبَاءَنَا الشَّهَدَاء
عبده نعمان السفياني
عبده نعمان السفياني

  دَعُونَا نُشْعِلُ الذِّكْرَى قَليْلا

فَلَمْ نَلْقَ هُنَا شَيئاً بَدِيْلا

دَعُوا في القَلبِ لِلشُّهَدَاءِ صَرْحَاً

وخَلُّوا – كَيْ نُصَافِحَهُم- سَبيْلا

فَقَدْ بَعَثُوا الحَيَاةَ بِكلِّ قلْبٍ

وألقَوْا فَوقَهَا حِمْلاً ثَقِيْلا

شَرُوا أروَاحَهم وابْتَاعُوا فَجْراً

وَتَاجَاً فَوقَ هَامتِنا جَمِيْلا

وصَاغُوا من دِمَائِهِمُو شُمُوخَاً

وسَطَّرُوا مِنْها تَارِيْخاً أصِيْلا

**

وَحِيْنَ الضَّيْمُ شَمَّرَ سَاعِدَيْه

غَدَا فِي وَجْه أيْدِيْنا ذَلِيلا

وَطُغْيَانٌ إذا بَطشتْ يَدَاه

تجرَّعَ من عَزَائِمِنَا رَحِيْلا

وَقَهرٌ مُؤْلمٌ ظَلّ زَمَاناً

غَشِيْمَ الطَّبْعِ، مُحتَلاً دَخِيلا

فَأصبَحَ ذَلِكَ القَهْرُ صَريْمَاً

وأضحَيْنَا بِجَنَّتِنَا نَخِيْلا

**

فَمَا مِتُّمْ أَيَا الأَحيَاءُ فِيْنَا

أَيَا منْ تَبعَثُوا جِيْلاً فَجِيْلا

تَركْتُمْ - كَيْ نَمُرُّ- لَنَا ضِيَاءً

فأصبَحَ في الخِضَمِّ لَنَا دَلِيلا

**

أَيَا الآبَاءُ عُذراً إنْ نَثَرنَا

عَلى هَاماتكم وَجْداً ضَئِيْلا

وَلكنْ مَهما خُضْنَا في رُبَاكم

وإنْ حَتَّى صَنَعنا المُسْتَحِيْلا

فَلَنْ نَرْقَى إلى الإيْفَاءِ يَومَاً

ولَنْ يُغْنِيكُمُو: شُكْراً جَزِيْلا

ولَكنَّا سَنَمْضِي في خُطَاكُم

لِكَي نَسْتَكْمِلَ الدَّربَ الطَّوِيلا


في الإثنين 15 أكتوبر-تشرين الأول 2012 05:09:31 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=17700