قيمة التصالح مع البرية وخالقها في ليلة البركات ...
رفيقة الكهالي
رفيقة الكهالي

كم نحتاج الي الله ؟ ,,,,

كم نحتاج الي وقفة مع أنفسنا لنراجع فيها أعمالها وتتراجع عن غيها وفجورها وطغيانها ،،،

كم نحتاج الي تصفية النفوس ،، وتبرئة الذمة ،،، ورد المظالم ،،

كم نحتاج الي إصلاح علاقتنا مع الخلق والخالق ،،،

 كم كم ؟ ,,, بربكم الغفار قولوا لي ،، ..... 

في عالمك اليوم الملئ بالماسي والكرب والفتن والحروب والصراع ,,,

حين يتخلى عنك الجميع وتحيط بك المحن والتيه والضيق والضنك ،،، من تتذكر ؟ ،،

انه مصدر الأمان الوحيد ،،، و مصدر الثقة الأوحد ،،

انه من نطرح بين يديه ،، وتتوجه إليه فلا يردك ،، ........

حين لا تملك إلا ان تقول ( اللهم إني اشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ،، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ،،، الي من تكلني ، الي بعيد يتجهمني ، ام الي عدو ملكته امري ) ،،

عندما تكل ضعفك لقوة الله , وقلتك لكثرة الله ، وحرمانك لكرم الله ،وضيقك لسعة الله ، وهوانك لتكريم الله ، ،،،

فيالله كم هي رحمات الملك التي تتنزل عليك وعلى الأمة حينها ،،،

اتدري لماذا ؟؟

لأنك أوسدت الأمر لأهله ، فاستجلبت القوة والنصر والتمكين منه سبحانه ،،،،

 وحده الله ،،، لا أفراد ، لا أحزاب ، لا مبادرات ،،، ولا قوى عظمى ،،، لا قوى صغرى ،، انه الله الأزلي ورحماته الدافقة ،،،

 رحمات الله التي يعلن عنها وتعرض وتوزع مجانا ،،،،

 وتزداد في أوقات معينة من السنة ، أوقات يدعوك الله لتعود وتصطلح معه ومع نفسك ومع الكون من أجلك أنت لا من اجله هو ،،،، 

 انظر معي الي هذه اللوحة الجميلة ، واستمع بأذن قلبك وعقلك ، وتأمل مع ابي هريرة في حديثه المرفوع حين يقول : " اطلبوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم ، فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله ان يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم " الحديث حسنه الإمام الألباني ..

السنا بحاجة الرحمات ,, وستر العورات ،، وتامين الروعات ،،،

 اخرج الإمام احمد من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان الله ليطلع الي خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده الا اثنين : مشاحن او قاتل نفس ) أخرجه الإمام ابن حبان في صحيحة .. .

صحيح ان هناك خلاف في إحياء هذه الليلة بالطاعات ،،،

والذي يهمنا هو إحياء القلوب ،، وإحياء النفوس ،، وإحياء العقول بنور الله ورحمته ،،

 لذا سأعرض لكم فقط في هذه العجالة رأي الإمام ابن القيم في كتابه " لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف " ، الذي رجح قول الاوزاعي إمام اهل الشام الذي يكره اجتماع الناس للصلاه والدعاء ، ولا يكره ان يصلي الرجل فيها بخاصة نفسه ,,,

بمعنى الخلوة مع الله وهذا ما يستوجبه محاسبة النفس ومراجعتها وتنقيتها وتصفية قرصها مما علق بها طوال عام كامل من الضغائن والأحقاد والشحناء ، ،، هذه التصفية من بركاتها إحلال قيم التسامح والتصالح والصفاء ،، هدية من الله لمن قبلها تعمل على التمهيد للدخول في المهمة الاكبر وهي الفوز برمضان مقبولا ومغيرا ومعليا ،،،، 

التدريب على سلامة الصدر من التشاحن والقطيعة والتصارع والتنافر هو ما نحتاجه ويحتاجه المجتمع وتحتاجه الثورة حتى تصل الي غايتها وتحقيق أهدافها ,,

وليكن شعار ليلتنا ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رءوف رحيم ) ،،، 

يقول الشاعر :

فـقم ليــلة النـصف الشــريف مصـــلـيا...... فاشرف هذا الشهر ليلة نصفه

فكم من فتى قد بات في النصف غافلا.. وقد نسخت فيه صحيفة حــتفه

فبـادر بفعـل الخيـــر قــبــل انقـضـائـه ....وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه

وصـم يومـــها للـــه وأحــسن رجـاءه ....... لتظــفر عند الكرب منه بلطـــفه 


في الإثنين 02 يوليو-تموز 2012 06:12:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=16315