ذمار ,,خارطة الحضور لم تصل الى النضج
صقر ابوحسن
صقر ابوحسن

تظل خارطة النفوذ في ذمار و القبيلة حتى وان جاءت التحالفات التي أفرزتها ظروف المرحلة بين المدنية والحزبية, الثورة, إلا أنها لا ترقى إلى الندية .

ذمار المدينة هي الاستثناء الوحيد في ذلك, فقد مثلت التحالفات مجريات التشبث بمبادئ بشي من العبثية وخفايا صراع قديم (لا احد يدرك تاريخ تجدده) برؤى فكرية وقناعه جديدة.

في تلك الأثناء كان "محمد مسمار" يقود حضور السلفية في ذمار, و" الزيدية" تدافع عن أهم معقلها في ذمار "المدرسة الشمسية " قبل ان تفقد القاعدة وتتمسك بالمعقل.

في ذاته الوقت الذي كانت قيادات الحزب الاشتراكي ومشايخ وقواعد الإصلاح يتخذون أدوات جديدة لكسب المعركة والقول للآخر : أنا هنا . البعثيون والناصريون كانوا يشكلون رقما لا بائس به خاصة من المنتسبين الذين ينحدرون من محافظتي اب وتعز, زاد حضورهم مع وجود ساحة مركزية وهي مكان جيد لصنع ولاءات بدماء شابة.

الأول مثل ومازال المؤسس الحقيقي لتيار السلفية في المدينة فقد كان ضابطاً بقوات العمالقة فترة تولي الرئيس إبراهيم الحمدي الحكم، لذا التزم إسبال "لحياته" ودعم التوجه السلفي حتى أنه كان يقيم صلاة التراويح في رمضان بجامع (النور) بشكل سري.!!

حيث كان الحضور الزيدي و"الإسبال" طاغي بعد الوحدة وقبل حرب صيف1994م, كان الاشتراكيون يتقاسمون النفوذ الرسمي والمدني و القبلي أيضاً, مع المؤتمر الذي كان يومها ضعيفاً بما يكفي من أن يستفيد من صراع الأطراف الأخرى.

جاءت حرب صيف 1994 لتقلب موازين المفاهيم وتبعثر أوراق اللعبة وتشكل فرزاً جديداً للتحالف.

أقصى الاشتراكي من ميدان السياسة وميادين أخرى ذات أهمية , وبمساندة الفكر الزيدي الذي يمثله علماء المدرسة الشمسية كانت المدينة "مسبله", لذا أغلب مساجد المدينة تشعل صراع يوجهه الإصلاح متكئاً على رؤية فكرية هادئة وسطوة النفوذ الرسمي في سنوات كان فيها شريكاً في الحكم.

أبعدت الزيدية وابنها الشرعي- سياسياً- حزب الحق, منذ ذلك الوقت من مبادرات التمسك الى مربع فقد السيطرة خاصة ان محاورها هم من كبار السن, الحق والإصلاح كحزبا: علاقة كشفت تفاصيله مفردات التوهم تردد دائماً" أنا صاحب الحق هنا" .

اعتمد الإصلاح على طاقة قاعدته في السيطرة على مساجد المدينة – الزيدية – عنوة وهو ما قبل أيضاً بالعنوة .

كانت الخارطة كذلك : اليوم اختفت تلك الحماسة في احتلال مكان الآخر، لتأتي التنازلات تلوى التنازلات من هذا لذلك ومن ذلك لهذا .

الزيدية لم تعد تمتلك شيء من سطوتها الفكرية سوى (وسط المدينة) بينما السلفيين والإصلاحيين يتقاسمون الحضور في اتجاهات المدينة الأربع نحو الوسط . المؤتمر بات اليوم الأكثر حضورا إجمالا, حضور غاب مع تفجر الثورة, وتساقط الولاءات القائمة على المال, الحضور "قوى اليسار" وجدت لها مكان جيد في هذه المدينة التي تُشد بشكل ملفت حقاً نحو مربع القبلية وصراعاتها المخيفة.

Saqr770@GMAIL.COM

*عضو المكتب التنفيذي للمجلس الاعلامي للثورة


في الجمعة 18 مايو 2012 09:43:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=15604