من العدين إلى وزير الداخلية ( 1 – 2 )
محمد صادق العديني
محمد صادق العديني

منذ الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الاثنين الماضي ومنزل المواطن اليمني محمد أحمد عبده مرشد الزهيري – القريب من مبنى أدارة أمن العدين – يتعرض لقصف أجرامي بالرصاص الحي القاتل من أسلحة مختلفة تنوعت بين الثقيل والخفيف, مصدره عصابة , مطلوبة بسوابق إجرامية , اتخذت من جبل مطل على المدينة موقعا لهجومها المعزز بالسطوة المستمدة من أوامر وحماية "عدو الحياة" المتنفذ صادق الباشا ونجله الأكثر حمقا "جبران" , وكليهما يواجهان منذ عدة أسابيع أنتفاضة ثورية من مواطني العدين – الذين يواصلون ثورتهم السلمية احتجاجاً ضد سلسلة من الانتهاكات الصارخة لحقوق وكرامة الإنسان هناك,فضلا عن جرائم السلب والنهب والاختطافات والتقطعات وزعزعة أمن وسلامة العدين وأهلها .. وجميعها مأسي بدأت وضلت تتواصل منذ أبتليت هذه البلاد الخضراء بالمتنفذ الباشا الذي ظل مع السنوات يتكاثر ويتناسل ويمتد ويتمدد متوسعا بشكل مقرف عزز سطوته ضعف الناس ومنظومة حكم الفساد ..فأصبح الباشا عضوا في المجلس الاستشاري , وتوزع "عياله" وعيال أخوانه وأولاد "عمومته" على بقية الهيئات والمرافق الحكومية : واحد في مجلس النواب ممثلا للدائرة وآخر في المجلس المحلي للمحافظة , وهناك من هم مسئولين عن مجلس محلي المديرية,والخدمة المدنية والمراكز التعليمية , والوحدات الحسابية والضمان الاجتماعي , والصحة , والكهرباء, وا وا وا و, وحيث وليت وجهك وجدت الباشا و"العيال" مسئولين ومشائخ وأصحاب قرار ومصدر بؤس وجور ومأسي , وفي الأماكن التي لايوجد فيها باشا لن تجد سوى مسئول تابع أو غلام خانع .. ولم يكن يساوي الباشا في هذا الفساد الطاغ حد القرف سوى سيئ السمعة والفعل "المساوئ"..

إن المواطن محمد الزهيري , هو أحد أبرز المواطنين الاحتجاجين في مواجهة الجور المتنفذ , وهو نجل شهيد العدين وقتيلها الفقيد أحمد عبده مرشد الزهيري ..

القصف الإجرامي الي دمر منزل الزهيري , وامتد إلى المنازل المجاورة أستمر وتجدد وما يزال متواصلا حتى مساء أمس الثلاثاء , ليسفر حتى الان عن أصابة أربعة من شباب المدينة - حالة بعضهم خطيرة – هم : أمين الجراش , وليد صادق , رمزي الحذيفي , عبدالرحمن علي السيد . وهذا الاخير طفل في ال12 من العمر .. فيما تعرض منزل المواطن محمد عبادي للاحراق بقذيفة كاتيوشا , أطلقت تلك العصابة الآثمة العشرات منها عشوائيا مجنونا لتدمر منازل عدد من المواطنين , هم : عبدالسلام الذخري , زكي الزهيري, عبدالله عبده الجرافي, معاذ العسيلي, عبدالله عمر, صادق قائد أحمد, نبيل الشهاري, إبراهيم المطوع, نعمان صبر, إبراهيم علي محسن, محمد علي محمد, كما أستهدفت قذيفة سيارة المواطن منصور البدري, وأخرى طالت ناقلة مملوكة للتاجر سنان السارة ..

وكنت – بعد إستغاثات هاتفية عديدة تلقيتها من المجني عليهم وجيرانهم – قد تواصلت هاتفيا ,ومنذ الساعات الاولى لذلك العدوان الباشوي المتواصل, مع أدارة أمن العدين, والتي من جهتها أكدت علمها بما يحدث, وأنها تستمع بوضوح للقصف الناري وتلقت بالفعل نداءات إستغاثة من الضحايا, إلا أنها – والكلام لمنتسبي الأمن – لم ولن تحرك ساكنا , متحججين بعدم وجود مدير ونائب مدير الآمن"أولا",و"ثانيا" عدم جاهزيتهم للتعامل مع مثل هذه الوقائع,و"ثالثا" لديهم أوامر صريحة من قيادة أمن المحافظة تحرم عليهم وتمنعهم من التدخل في أي أحداث وجرائم ترتكب ليلا مهما كان حجمها ونتائجها ..

ولأني ,بداية مازلت برغم الواقع الأمني المخزي أراهن على بقايا ضمير لدى بقايا أوادم, حرصت على مواصلة الاتصال والتواصل مع كافة مسئولي الامن بمختلف مستوياتهم, بدءا من المديرية, المنكوبة بعصابات القتل والتدمير, (مدير الأمن ونائبه والضابط المناوب), مرورا بمدير ونائب مدير أمن المحافظة وعملياتها, وصولا إلى سكرتير وزير الداخلية .. فكانت الردود جميعها وبمعظمها مثيرة للشفقة وداعية للمحاسبة, وإلى وقفة قادمة تجدون خلالها الاجابات الواضحة على مجموعة اسئلة تقول بصوت مجروح :

- لماذا قال لي مدير أمن العدين "أنا في مأرب ولا أستطيع توجيه أحد ؟!!,لكنني ضروري أتواصل معك لاحقا هناك مواضيع خطيرة"!!؟

- ما سبب تقديم نائب مدير أمن العدين لاستقالته؟ ولماذا تراجع عنها؟؟, وهل ما قاله لي من كلام خطير صحيحا؟!

-أين كان مدير عام العدين طوال ليلة القصف الأولى وما تلاها من ليالي رعب وصباحات خراب؟, وما نوع العلاقة التي تربطه بالباشا الصغير بحيث ينبري في اليوم التالي مدافعا عن جبران وعصابته؟؟!!

- أين كان مدير أمن المحافظة؟, ولماذا سافر نائبه إلى صنعاء؟؟. وهل الوزير قحطان يمتلك القدرة على التغيير وتطهير المؤسسة الامنية, وضمان الحماية للمواطنين؟

*الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF


في الأربعاء 21 مارس - آذار 2012 04:50:35 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=14670