حتى لا ينسى الرئيس عبدربه منصور
عبد الملك المثيل
عبد الملك المثيل

قلنا سابقا وسنكرر القول ، بأن المبادرة الخليجية وآلية التنفيذ الأممية ، مثلتا المخرج الأمثل لليمن في نظر القوى الإقليمية والدولية ، وكذلك القوى السياسيه في البلاد والمرهونة أساسا في قراراتها لتلك القوى العربية والأجنبيه ، وعليه أصبح السيد عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية اليمنية ، حتى وإن كان مرشحا وحيدا فذلك في رأي المتحكمين في الملف اليمني لا يهم ، لأنهم يرون ولو في هامش ديمقراطي ودستوري ، أن اليمن إنتقل إلى مرحلة سياسيه جديدة وبطريقة سلميه وحضاريه طوت صفحة علي صالح بكل ما فيها ، وفتحت صفحة بيضاء ستمضي في أسطرها البلاد قدما إلى الأمام .

شئنا أم أبينا كشعب ، تم فرض واقع سياسي لم نكن نأمله أو نتمناه على إعتبار أن الناتج الثوري أخرج آمال وطموحات تجاوزت ما تم فرضه بكثير ، وذلك كما قلنا سابقا بسبب أن شباب الثورة وقادة الساحات سلموا الثورة سياسيا لقادة القوى السياسيه ، والذين آمنوا أن فرض التسويه وتوازن مصادر القرار أهم عندهم من أي شي آخر ، وإن كانت تلك التسويه لم تنل القبول من الثوار والساحات وجماهير البلاد ، والحل هنا هو إستمرار الثورة ولو بطرق مختلفه تعمل على فرض بناء الدولة المدنية على الجميع ، وترحيل وإنهاء مراكز القوى التي تسعى بحكم عقليتها العفنه على إبقاء البلاد كما كانت عليه في عهد علي عبدالله صالح .

إذن ..شهدت اليمن بعد أربعة وثلاثين سنه رئيسا جديدا إسمه عبدربه منصور هادي ، وبعيدا عن ما يقوله أو يأمله الشعب في رئيس البلاد الجديد ، فإن واقعها اليوم يفرض على هادي أن يتذكر العديد من النقاط الهامة والمتمثل أهمها فيما يلي /

*لم يكن الرئيس عبدربه منصور ليصل لمنصب الرئيس ويصبح الرجل الأول في الوطن ، لولا ثورة الشعب وتضحياته الجسام على طريق التخلص من حكم الفساد القبلي القبيح لصالح وأهله وقبيلته ومعاونيه ، والإنتقال نحو بناء دولة حقيقيه يسودها النظام والقانون وهو امر وعد به الرئيس الجديد في بيانه الأول عندما وعد بإستعادة الدولة وذلك حلم يراود كل مواطن يمني أينما كان بأن يصبح وطنه اليمني وطنا تحكمه معايير الدولة بقوانينها ودستورها وعدالتها على الجميع .

*على الرئيس الجديد أن يضع في حسبانه ثقل التركة وصعوبة الوضع وتعقيداته ، ولهذا لا بد من التعامل مع ذلك كله بروح وطنيه عالية مبنية على الحزم والصرامة ، وعليه أن يطلق بالثلاث وضعه الشخصي ما قبل واحد وعشرين فبراير ، فهو الآن المسؤول الأول في نظرنا كشعب ، وإن نجح في وضع مصلحة البلاد فوق أي مسمى آخر فسيلقى التأييد والمباركة حتى من الذين يعارضونه الآن ، وإن عجز فليس من الصعوبة إلحاقه بعلي صالح

*لقد تغير الوضع الشعبي في اليمن لأن الثورة سرت في كل شبر من أرضه وسماه ، ولهذا لا يمكن القبول مهما كان بإبقاء وفرض الفاسدين أوصياء على مقدرات الشعب والبلاد ، وهنا لا خيار أمام الرئيس الجديد سوى التضحية بكل رموز الفساد والخراب والقتل ، ووضع الرجل المناسب كفائة وصدقا في الموقع المناسب .

*إستثمار الدعم والإجماع الإقليمي والدولي لشخصه ووضعه في المكان الصحيح ، والمتمثل في بدء بناء الدولة اليمنية بناءا حقيقيا يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية سيذكر التاريخ فيما بعد أن عبدربه منصور كان حجر أساسها

* الشروع في حل أبرز القضايا الوطنية الشائكة وأبرزها القضية الجنوبية كقضية عادلة ، ستمثل منطلقا وحيدا لإعادة روح الأخوة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد ، ثم السير نحو إيجاد إقتصاد وطني قوي وحقيقي لأن ذلك سيؤدي إلى إستقرار في مختلف نواحي الحياة.

* الخروج من صنمية الحاكم وتأليهه إلى حالة أن الرئيس مجرد موظف له صلاحيات دستورية بموجبها سيساهم مع الجميع في بناء وحفظ ورقي البلاد ، ولهذا على السيد عبدربه منصور أن يترفع عن بطانة النفاق والدجل والتطبيل والتزمير الإعلامي الذي بدأ بنشر صوره والتغني بفخامته ، فذلك أمر مقزز ولم تقم الثورة من أجله كما أن ميزانية البلاد لا تحتمل صرف ولو ريال واحد على وهم صناعة طاغوت وصنم جديد ، وأملي أن يصدر الرئيس هادي قرارا واضحا وصريحا بمنع حدوث ذلك وتحريم صرف أي مبلغ من ميزانية البلاد لطباعة الصور الملونة والمختلفه .

* على الرئيس هادي أن يفي للملايين التي خرجت للتصويت والقبول به قائدا للبلاد ، عبر إثبات أنه مسؤول على وطن وليس موظف تملى عليه الأوامر من أحمد علي أو علي محسن أو شيخ القبيلة ، لأن الشعب وهو يراقب أداء رئيسه خلال المرحلة الإنتقالية إن شعر بأن الرئيس مرهون لأحد فلن يقف متفرجا وسيخرج لترحيله ومن معه .

* يجب أن يدرك الرئيس هادي أن اليمن لم ولن يكن حزب المؤتمر أو أحزاب المعارضة وهو بتاريخه وشعبه أعظم وأجل من تقزيمه إلى هكذا مستوى ، ولهذا لابد من التركيز أثناء الخطاب والحديث والكلام فإرضاء الوطن والشعب خيار لا بديل له ، وإن سعى لإرضاء حزب أو إسم فعليه أن يقرأ جيدا سيرة علي صالح الذي كان أهم أسباب خلعه ، إرضاء فئة الفساد والقتل والخراب على حساب الوطن والشعب .

قد تكون تلك أبرز النقاط التي نرى أن أن الرئيس عبدربه منصور مطالب بالتفكير والعمل بها إن كان لديه مشروع وطني عظيم وكبير ، سيكشف من خلاله عن خطته التي سيضع نفسه بها في المكان الصحيح خدمة لنفسه ووطنه المتعطش لدولة مدنية لا فرق فيها مطلقا بين أبناء الوطن الواحد .

خاص لشباب الثورة ...

نعم ..نحن متفقون جميعا على أن ما حدث لم يكن هدف وأمل الشعب ، وعليه لا بد من السير قدما وإلى الأمام مهما حدث وبدون كلل أو ملل لأن رحلة التغيير بدأت ولا يجب أن تتوقف ، ولهذا نقترح تشكيل حكومة ظل تراقب أداء الحكومة من قبلكم ومن أوساطكم ومهمتها إبلاغ الشعب بأي مخالفة تحدث مهما كانت ، وأيضا لا بد من العمل على فرض هيكلة الجيش اليمني بطريقة إلغاء وإنهاء سيطرة الأسرة والقبيلة على قيادة وحداته ، ولتكن قيادة الجيش من مختلف محافظات الجمهورية حتى لا يستطيع أحد في المستقبل إستخدام القوات المسلحة في غير ما يقوله الدستور والقانون وتفرضه معايير الشرف والقسم العسكري .

نائب الرئيس...

أصبح الحديث عن الإسم المرتقب لنائب الرئيس حديثا هاما لا تخلوا منه أماكن تواجد أبناء اليمن ، وشخصيا أتمنى بل أدعوا أن يتم تعيين نائب للرئيس من شباب الثورة ومن الساحات نفسها ، فقد مللنا ويئسنا وكرهنا الصور والأسماء التي عرفناها منذ أن خرجنا إلى الدنيا ، وأعتقد أن الرئيس عبدربه منصور بخطوة كهذه سيثبت أنه حال إختيار نائب له من شباب الثورة ، رجل المرحلة الإنتقالية بإمتياز.

aalmatheel@yahoo.com


في الإثنين 27 فبراير-شباط 2012 05:42:23 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=14135