الجمهورية تعود الي صفوف الجماهير
سيد علي
سيد علي

الجمهورية إسم وطن وصحيفة ... الجمهورية إسم اختزل آهات الماضي وتتطلعات المستقبل ... الجمهورية ولدت في تعز وترعرعت في كل انحاء الجمهورية .. الجمهورية اسم تغنى به الصغار والكبار لانها الدولة والصحيفة ..الجمهورية صحيفة استثنائية لوطن استثنائي في عصر استثنائي يسمى مجازا اليمن السعيد ، جاءت من رحم الكلمة لتطهر الاعلام من عصر العهر السياسي عبر "انتبوتك" الكلمات.

الجمهورية اخيراً عادت الي حضن الجماهير والي صفوفهم وهذا مكانها الطبيعي ..لكي تكون معبرا عن احلام الناس و اوجاعهم .. الجمهورية عادت كي تقود ثورة في الاعلام الحكومي والرسمي .. فهي تفاعلت مع ثورة شعبها التي مازالت تبهر الدنيا حتى الآن .

الجمهورية عادت الي صفوف الجماهير لكي تعبر عن حاضرهم الوردي وتخبرهم عن ماضيهم السودوي طوال نيف وثلاثون عاما حتى يكتب عليه يافته بممنوع الاقتراب او الظهور .

الجمهورية عادت الي موقعها الطبيعي بين الجماهير التي عشقت الجمهورية وطننا وصحيفة .... وضحت من اجلهما بكل الغالي والنفيس من دماء طاهرة في كل ربوع الوطن الممتد من الهم الي الهم

الجمهورية عادت كي تكفر عن فترات عاشت فيها مجبرة تحت نظام لا يُرحم ولا يرحم.تابعت وطالعت باهتمام خلا ل الايام الماضية عبر المواقع المختلفة ردرود الافعال القوية بمناسبة عودة صحيفة الجمهورية كسابق عهدها صحيفة تعبر عن هموم الناس واحلامهم.. وشاء القدر في أن تولد وتعود الي الشعب بثوب جديد غير مكترثة بما يفرض عليها من قيود لوجستية من قبل المنافقين الذين يبعون الوطن في أقرب سوق حراج .

عادت الجمهورية برونقها الرائع الي صفوف الجماهير كأنها ترسل رسالة الي الشعب بان اسمها الذي ضحى من اجله الاباء والابناء عاد حاملا صدق الكلمة وقوة الموقف وبعد الرؤية لمستقبل وطن كان يسمى مجازا بـ( السعيد )

عادت الجمهورية بثوب ناصع البياض تنقل الاخبار والهموم للكادحين من ابناء الوطن وتضع الحلول من وجهت نظرها امام متخذ القرار .

عادت وفي يدها عصى موسى للاعلام الرسمي والحكومي لتعبر عن ثورة شعب مازالت تبهر العالم بسلميتها .

كنت دائما أتساءل هل من حظ الجمهورية انها في تعز ام حظ تعز أن تكون الجمهورية جزء فيها ومنها والي الآن لم استطع الاجابة ، فنحن جميعا نعرف أن العسل حلو وايضا السكر ولكننا لا نعرف ايهما احلى واطعم .

فالجمهورية التي عملت وتعلمت فيها طوال خمس سنوات هي التي جعلتني اعشق تعز وجبل صبر الذي اخذت منه الشموخ والعنفوان والكبرياء .

لقد سعدت بالعمل في تلك المؤسسة الصحفية العريقة طوال خمس سنوات كانت تبعدنا المسافه وتقربنا الكلمات ، حيث كنت مراسلا لها في القاهرة وبين "القاهرة" العاصمة و"القاهرة"القلعة تلاشت المسافات والحدود ومن وقتها وأنا اشعر بانني تلميذ في هذا الصرح العريق بميدان الشهداء بتعز.

عشت سنوات بين زملاء أقلهم صحفي برتبة محارب .. سنوات أعتز وأفخر بها ودائما كنت ولازلت أذكر انني انسان محظوظ لانني امتهنت مهنة الصحافة علي يد الاستاذ سمير اليوسفي واحترفتها كمهنه علي يد الاستاذ نصر طه مصطفى الذي نتمنى له ان يعود ايضا لوكالة" سبأ " التي افتقدتة كثيرا .

فسمير اليوسفى صاحب المعارك الصحفية الشهيرة في مجلة الثقافية وبن تعز البار انضم منذ البداية الي صفوف الجماهير الذي هو منهم ولهم ورفض المغريات الضخمة من قبل النظام التي لم يروق لها انضمامه الي صفوف الجماهير،و استطاع ان يحقق طفره للصحيفة في وقت قياسي التي كانت تعاني مثل اليمن من ضيق الحال وشح الموارد ربما لانها في تعز ، وأصبحت الصحيفه في عهده بلونيها الابيض والاسود تنافس الصحف "الملونة" ولم يؤثر عليها ضيق الحال في أن تصبح لسان حال الناس ، ولم يؤثر عليها انتمائها الي الصحف الحكومية في أن تكون بعيده عن هموم المواطن الذي اشترك مع الصحيفة في حجم المعاناة ، واهتمت الصحيفة بعنصر التحقيقات كي توجه رسائل عتاب الي الحكومات المتعاقبة في ظلمها واهمالها للشعب الكادح ليل نهار.

ومن هنا كانت أعباء صحيفة الجمهورية أكبر من حجم الحكومات ولذلك عاشت سنوات في رحم الازمات التي كانت تقويها .

وأخيراً عادت الجمهورية ونالت كعادتها اعجاب الجماهير ورجع سمير اليوسفي محارباً في بلاط صاحبة الجلالة بعد احتجاب شهور .. كي يعود اقوى مما كان ليتصدر مع زملاءه المشهد الاعلامي في ساحات اليمن بصدق الكلمة وقوة الموقف وشهامة الرجال .

وأقول لزملاء الشقاء إن عودة الجمهورية الي الجماهير هي بداية عودة الوطن الي ابناءه بعد أن سرق طوال ثلاثة وثلاثون عاما ، واذا كانت الجمهورية قد سرقت في يوما من الايام وايضا الوطن .. فالايام القادمة سوف تكون أكثر حظاً بعودة الجمهورية وعودة الوطن .


في الإثنين 09 يناير-كانون الثاني 2012 07:59:21 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=13241