قمة الحزن يا وطني
فيروز محمد علي
فيروز محمد علي

بعض الاحزان لانتوقع أن نسطرها يومآ لكننا نفعل مجبرين...أخبرني يا وطني لماذا هذا المساء شديد الظلمة شديد الكأبة شديد الحزن شديد الرعب ثقيل كجبل بطئ كسلحفاة بارد كميت...!!لماذا ياوطني حكاية عظمتك يتيمة تتجول في خاطر شعبك كالغرباء والورد فيها يذبل ويموت كالمطعون والشعب نكس رأسه وأجهش في البكاء..أخبرني يا وطني اين ذهب الأمان!!؟؟ ماالذي حدث في المدينة في هذا المساء..أخبرني يا وطني أين أكتب علامات استفهامي والكل في حالة ذهول,,الكل في حالة صمت وسكون,,لكنه وليد الصدمة يشبه صمت الموت تمامآ أيعقل,,أيكون الموت من يحيط بك بنا!!؟؟

أخشى أن أطلق رصاصة السؤال فتقتلني رصاصة الأجابة....اذن هو الموت..هو الموت يا وطني مرة ثانية وثالثة ورابعة وليست الأخيرة....هو الموت يا وطني أحفظه جيدآ و أعرف مرارته كتبت عنه الكثير وكتبني,, ورثيت الكثير من الراحلين احيائهم وأمواتهم....لكن الموت هذه المرة ليست قصيدة حزينة تنزف في أذاننا ولا حكاية مرعبة تُسرد علينا ولا نباء يصلنا فنستقبله بالدموع,, الموت هذه المرة يا وطني يختلف,, الموت هذه المرة هو انت....تصور يا وطني حين يكون الموت هو انت ونحن,,تصور حين يكون النباء الحزين هو انت ونحن,, تصور حين يكون النائم بلا روح هو انت ونحن,,فأي الحروف سوف تسعفنا عندها؟؟ وأي الكلمات تغيثنا؟؟ وأي بقعة في العالم تستوعب حزننا؟؟وأي فضاء يحتمل صرختنا؟؟!! وآآآه يا وطنا بأي عنوان نعنون هذا الاحساس؟!! وبماذا نلقب هذا الجرح؟!! وهذا هو الحزن الذي ما توقعنا أن نكتبه يومآ لنا ولأطفالنا,,وهذا هو الحدث العظيم الذي ما تمنيناه يومآ أن نسجله في تاريخ عمرنا وسجل أطفالنا لكنه يحدث غصب عنا,, ووجدنا أنفسنا نسجل فوق جدار قلوبنا بأنكسار ويد مرتعشة في مثل هذا اليوم رحل وطن عظيم كان يمثل العالم كله لهذا الشعب الحزين.... لحظة يا وطن يا يمن لا ترحل وحدك فليس لنا بقاء بعدك,, فل نجعل من رحيلنا أجمل ما يكون,,لنكن رائعيين في كل شئ صادقين في كل شئ مختلفين في كل شئ,,, حتى الموت لنختار أروع أنواع الموت فمثلنا لا تودعه الحياة الا رافعي الرؤوس بفخر,, ومثلنا لا تودعه الحياة الا لحياة أفضل وأجمل وأبقى وأنقى....هل تذكر يا وطني حين سردت عليك قصة حزني ذات مساء وملأت ترابك الطاهرة بدموعي وعدتني أن تحفر ينابيع الفرح في أراضي وعمري وأن تمنحني السعادة بلا حدود وأن تدربني على الضحك بسعادة بلا انتهاء وأن.... وأن..... وأن...... وأن لايخرجك من عالمنا سوى الموت!! هل تعلم يا وطنا أن شعبك بنفوس خائفة وقلوب مرعوبة تحاول التكيف على فكرة غيابك عنا !!!! ونحاول أن ندرب لساننا على ربط أسمك بالموت ونحاول ان نقنع قلوبنا بالرحيل عنك....!!!!

وبأن تلك الطرقات ليست طرقاتك وتلك الأشجار ليست أشجارك وتلك الجبال ليست جبالك وتلك البحار ليست بحارك وأن ذاك الطيف في الظلام ليس حنانك وأنتمائك الذي يظللنا ويحتوينا في أشد الحالات وأحلكها,, يا وطنا ان كان حنيننا الي الأحياء يقتلنا فما عساه أن يفعل بنا حنيننا الي الأموت!!؟؟؟؟ وطني انتهت الحكاية فنم بسلام على قلبك وقلوبنا السلام,,, انتهت الحكاية والخوف في قلب شعبك بطلها والموت فيها الختام......عفــــــــــوآ أيهـــــــــا المـــــــــــوت مـــــاذا تركت لنـــــــــــــا؟؟!! عفــــــــــوآ أيها الخــــــــوف نستسلم لك لقد سلبتنا.... عفــــــــــــوآ أيهــــــــا الجبن لقد كنت أشجع منـــــــــــا..!!!!


في الأحد 29 مايو 2011 10:57:16 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=10422