آخر الاخبار

الرحالة اليمني يناشد السلطات السعودية بمنحة ترخيص لاستئناف رحلته إلى مكة المكرمة. المجلس العربي: إغلاق مكتب الجزيرة بفلسطين يهدف الى التغطية على الفظاعات المقبلة التي قررت حكومة نتنياهو الاقدام عليها  ‏توكل كرمان: اختيار إغلاق قناة الجزيرة في اليوم العالمي لحرية الصحافة صفعة في وجه الصحافة .. وبلا قيود بالتحقيق الفوري في جرائم الاحتلال تحرك سعودي وبريطاني لدعم الصومال عبر منظمة دولية أردوغان: تركيا سخرت جميع إمكانياتها لضمان محاسبة القتلة وقد رفعنا المستوى التجاري والدبلوماسي للضغط على إسرائيل إذا اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان... ايران تتوعد تل أبيب بتحرك لم تقم به عند اجتياح غزة بعد زيارة ناجحة لمحافظة مارب .. رئيس مجلس القيادة الرئاسي يعود الى العاصمة المؤقتة عدن اسعار الصرف اليوم في صنعاء وعدن الإفتاء المصرية: ''يجوز شرعًا للمسلم تهنئة غير المسلمين'' في بيان مشترك.. 188 منظمة انسانية توجه نداء عاجلاً يخص أكثر من 18 مليون شخص في اليمن

لهذا، صدورنا العارية تتحدى الرصاص
بقلم/ صدام أبو عاصم
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 21 يوماً
الثلاثاء 15 مارس - آذار 2011 04:36 م

من على إحدى حواجز الأسمنت القاطعة بين فريقين أحدهما طامح شجاع والآخر مرتبك رعديد، يتراءى لك مشهد تكتشف معه أن اليمنيون باتوا أكثر من كل وقت مضى، يقفون على مشارف أحلامهم.

لا تكترث أبداً، بالأنباء المؤكدة على انخراط غالبية القوى الوطنية الشريفة؛ قبلية كانت أو سياسية أو مدنية وحتى عسكرية، في صفوف ثورة الشباب بصنعاء أو عدن وحتى الجوف أو المهرة. ولا تغبط لآيات التبريكات المتلاحقة جراء تزايد عدد المنضمين للثوار من أبناء المجتمع اليمني كما ولا تستأنس بأخبار الدعم المادي والعيني المتزايد من النساء ومن الرجال لثوار الساحات التحررية في أرجاء البلاد.

إن مشهداً واحداً لشاب يعتلي إحدى الحواجز الأسمنتية فاتحاً صدره العاري النحيل أمام الأسلحة الثقيلة والخفيفة لقوات الأمن المركزي والقوات الخاصة ومن ورائهم وأمامهم مسلحون بزي مدني يدعون بـ"البلاطجة"؛ مشهد كافٍ لأن يجعلك تؤمن بأن اليمن الجديد بدأ يتشكل وأن عجلة الثورة الشبابية تتابع المسير بكل أمان. لا داعي للقلق على ثورة وقودها حب الله والوطن وهذا الشعب العظيم وطاقاتها الخلاقة تكمن في ملامح هذا الجيل.

من يتصدى للأسلحة بصدره العاري صارخاً في وجه القوة "اضربوا الرصاص الحي في صدري.. اقتلوني إن شئتم.. لن أتراجع عن نصرة مستقبلي ومستقبل اليمن السعيد وشعبه العظيم". بإمكانه أن يدفع كل اليمنيين لنصرة وطنهم ومستقبلهم. يا له من مشهد يوثق هذا الإصرار الشاب على مواصلة موكب الثورة رغم الحزن المتفشي جراء استخدام العنف المفرط في وجوه المحتجين سلمياً في مختلف المحافظات.

لقد أضحى العالم كله يراقب بكل ذهول، هذا الطموح العربي المتمدد في كل الأنحاء ونحن في اليمن، جزء من هذا البياض البهيج. إنه طموح وضاء أفقد شهوة الموبوءين بداء الكرسي على المزيد من التشبث والتوريث. وغير نظرة المظلومين من الشعوب للحياة التي كانوا قد سئموها في بعض الأحيان، حيث أعاد لهم ولدفعة واحدة، مشهيات الحرية والكرامة والعدالة والمساواة في الحياة.

اليوم، ليس بمقدور أمريكا ولا عملاؤها ولا أوراق القاعدة/ الحراك/ الحوثي/ اللاجئين؛ وهي أوراق طالما لعبها النظام مع الخارج طوال السنوات الماضية. أيضاً، ليس بمقدور النظام أن يرمي بأوراقه التي لعبها وقت طويل مع الداخل كالقبيلة والعلماء وغير ذلك، أو بالأحرى، لم تعد له إمكانية لاستخدامها.

ليس بمقدور أحد أن يكون حجر عثرة في طريق الثورة المباركة.. حتى وان حدت الحواجز الإسمنتية المتزايدة من انتشار وتزايد مساحات المعتصمين في ساحات التغيير. لن يقدر أحد على منع تدفق الآلاف للساحات، ولن يثني أحد أي مواطن يمني حر عن حب وطنه أولاً وحب مستقبله، حتى مع هدير الرصاص وتطاير الشظايا والأشلاء والدماء.

لا أدري كيف يفكر البعض في النظام عندما يتعلق الأمر باستخدام العنف؟ هل يعتقدون أن ذلك سيربك المحتجين وسيقلل من أعدادهم، وهم يعلمون جيداً أن كل قطرة دم تسيل تزيد الوبال عليهم. هل يعتقدون أنهم يجابهون الخذلان والحيرة والارتباك وهم يشاهدون بأم أعينهم أن الشباب العاطل عن العمل أو غيره ممن ظلم طوال الفترة الماضية، يفتح صدره المكتنز بقلب يحب الله ثم الوطن والثورة، في وجه الأسلحة. أي أسلحة مدمرة تلك هي الصدور التي تحتضن أفئدة لمحتجين شباب يناضلون من أجل قضية سامية؛ قضية وطن وكرامة وحرية وعدالة. وبالتالي ترعب صدورهم كل الأسلحة وتخيف كل المسلحين.

s.asim84@gmail.com