اليمن ... إلي أين يتجه ؟
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 15 يوماً
الخميس 11 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 10:46 ص

ثمة أسئلة استفهام متعددة بعد وصول الحوار بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ! من جهة وأحزاب اللقاء المشترك وحلفائه من جهة أخرى إلى طريق مسدود , وأصبح كل طرف يحمل الآخر مسئولية فشل الحوار , وارتسمت في أذهان الناس أسئلة كثيرة من هذه الأسئلة إلى أين يتجه اليمن ؟ في ضل انسداد أفق الحوار بين أطراف الأزمة السياسية في اليمن وما هو مستقبل اليمن السياسي ؟ وهل ستجري الانتخابات النيابة في موعدها فعلا ؟ أم أن العملية هي مجرد ضغط كي يحصل المؤتمر على ما لم يستطع الحصول عليه في طاولة الحوار , وإذا ما جرت هذه الانتخابات في موعدها هل ستجري بسلاسة وسلامة ؟ أم ستجري على أنها ر من الدماء ؟ وهل سيصر المؤتمر الشعبي العام على السير قدما في إجراء الانتخابات النيابية منفردا ؟ وهو يعلم مسبقا أنها فاقدة لأدني مقومات الشرعية وأنه سيكون ضعيفا جدا أمام المجتمع المحلي والخارجي لأن هذه الانتخابات إذا ما تمت لا تستند إلى إرادة شعبية حقيقية في غياب المنافس الحقيقي وسيكون محط ابتزاز العالم الخارجي وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى تطويع جميع حكام العالم تحت هيمنها 

وهل يضمن المؤتمر بقاء اليمن موحدا ؟ في حال تمت هذه الانتخابات التي يحضر لها وكأن موعدها قرآن منزل أو حي من السماء لا يجوز الخروج عن نصه وهو يدرك أنه لم يستطع السيطرة على محافظة فيها مجموعة من المتمردين والخارجين عن النظام والقانون , فكيف سيستطيع السيطرة على بلد بأكلمة فيه آلف المعارضين والناقمين على هذه الأوضاع والمآسي التي يعيشونها ؟ أم أن كل ذلك لا يهم ؟ والمهم عنده أن تجري الانتخابات في هذا الموعد المقدس في نظرهم وليقع ما يقع 

ثم ما هي الأسباب التي تجعل المؤتمر يصر على عدم الاعتراف بأن هناك مشاكل , وأن هناك أزمات يعاني منها الوطن يجب تقديم التنازلات من أجل الوصول إلى أيجاد الحول المناسبة لها , وأن هناك مظالم يجب أن ترد إلى أهلها فهل فعلا يجهل تلك المشاكل والأزمات والمظالم ولا يعلم بها ؟ والتي حتما ستكون أكبر عائق أما م إجراء أي انتخابات حتى ولو دخل المشترك فيها ما لم يتم الاعتراف بها وإيجاد الحلول المناسبة لها أم أن الغرور الشيطاني يدفعهم إلى عدم الاعتراف بكل تلك الأزمات والمشاكل ؟

من جهة أخرى لا ننكر أن اللقاء المشترك بسوء نية وبخبث سياسي حاول المماطلة في الحوار , وتضييع الوقت , وعدم الجدية في الضغط والمطالبة بإجراء حوار حقيقي منذ وقت مبكر , وإلها ء الناس بما يسمى لجنة الحوار الوطني , والغرض من ذلك استدراج المؤتمر الشعبي العام إلى الوقت الضيق الذي يستطيع من خلاله فرض شروطه ومطالبه وإيجاد التوازن الذي يخطط له

لكن هل حسب اللقاء المشترك أبعاد فشل هذا المخطط أو هذا الهدف ؟ وهل رسم له بدائل وآليات عمل يصون من خلاله لحمة هذا الوطن والحفاظ على ما تبقى من وحدة ؟ أم أنه ترك كل رهاناته على ضغط الخارج مع أنه يعلم أن الخارج لا يقدس سوى مصالحة فكما اعترف الخارج بنتائج انتخابات السودان سيعترف بنتائج انتخابات اليمن والفرق شاسع بين النموذجين , فنظام البشير مغضوب عليه عالميا , ونظام صالح مقبول دوليا

ثم لماذا قبلت أحزاب اللقاء المشترك منذ البداية بدخول حوار لا تعرف مضامينه, ولا أجندته, ولا القضايا المتحاور عليها , ولا المدة الزمنية للحوار؟ وأضاعت مزيد من الوقت وكأنك يا زيد ما غزيت رغم أن الجميع أدرك ومنذ اليوم الأول لتوقيع اتفاق الحوار أن المؤتمر هدفه الوحيد من الحوار هو الانتخابات , والرسالة كانت واضحة ,وذلك من خلال تصريح الدكتور / عبد الكريم الارياني قبل أن يجف حبر التوقيع أليس بهذا بواعث شك في نوايا أحزاب اللقاء المشترك ثم ما هو مطروح اليوم على طاولة المشترك في ضل هذا الوضع وانسداد أفق الحوار ما هي خياراتهم

 المؤتمر الشعبي العام أعلن وبكل وضوح خياراته على الملأ أن الانتخابات في موعدها , وبكل تأكيد أنه سيبدأ الاستعداد لذلك فما هي خيارات أحزاب المشترك وما هي آليات عملهم مستقبلا ؟ ولماذا لا يكونون واضحين أمام الناس في خياراتهم التي سيقومون بها كردة فعل طبيعي على خيارات المؤتمر الشعبي العام ويبدءون بتهيئة الناس لذلك ؟ وهل سيكون أحد خياراتهم المقاطعة وأنا أستبعد ذلك لأن تصريحات قادتهم وبالحرف الواحد " لن نقاطع الانتخابات ولن ندخلها بشروط السلطة " إذا فما هو تحركهم القادم ؟ وما هو المخرج الذي يفكرون به ؟

هل سيخرجون إلى الشارع وسيدعون إلى عصيان مدني كما بدأت تتهامس كوادرهم هذا ؟ أم أنهم سيكتفون بدعم الجماعات المتمردة وأصحاب المظالم لخلق مزيد من المشاكل ولخلق مزيد من السخط الشعبي والتمرد على قرارات السلطة مما يؤدي إلي خروج السيطرة من يد الحزب الحاكم بحيث يصبح عاجزا عن إدارة البلد.

 وهنا لا نضن أن المؤتمر يتجاهل هذه الاحتمالات وقد يكون يعد العدة لها ونحن هنا نناشد العقلاء في حزب المؤتمر الشعبي العام أولا , وفي أحزاب اللقاء المشترك ثانيا نناشد فيهم روح المسئولية المشتركة , والحس الوطني الغيور علي هذا الوطن , والضمير الإنساني فيهم , والقيم الأخلاقية والوطنية العليا أن يقطعوا الطريق على دعاة الفرقة , وتجار الأزمات والحروب , وعلى أصحاب الطابور الخامس , وأن يعملوا على إعادة الطرفين إلى ما يخدم الوطن واليمن أولا , وأن يبتعد الجميع عن لغة الأنانية ومنطق المزايدة , وأن يقدموا مصلحة الوطن على مصلحة الأحزاب , وأن يفكروا بعقلية أصحاب السفينة الواحدة لأنها إذا غرقت لا سمح الله سيغرق الجميع , بغير ذلك المستقبل مظلم واليمن إلي المجهول .