مع هود ..نعم اقفلوا صحيفة 26 سبتمبر وموقعها الالكتروني
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 04:33 م

" مأرب برس – خاص "

لم تتجاوز هود الحقيقة قيد شعرة وهي تطالب بإغلاق صحيفة 26 سبتمبر وموقعها الالكتروني ،هذه الرغبة تعتمل في نفوس الكثيرين من رجال الإعلام والسياسة والفكر وحتى بعض القريبين من القرار ،لكن لم يجرؤ على ذلك احد ،وحدها هود اقتحمت العقبة وقالت بشجاعة ما عجز عنه الكثير من الفطاحلة ،ربما لان هود تدرك تماما حجم تبعتها باعتبارها منظمة حقوقية يثقلها الهم والمسؤولية والضمير ،وان سكوتها يعد تفريطا كبير وانتهاكا لما أمضته من عهد وعقد مع نفسها والناس ..

الفصل هنا واجب بين الاسم (للصحيفة ) كقيمة ورمز مثالي رضعناه صغارا ونشانا على حبه وعاهدناه وتعاهدنا عليه ،وبين المسمى كمكون مادي إداري أتى عليه أشخاص فذهبوا به إلى حيث الاستحواذ والتملك والتسخير بمفهومه ..

هذا السير القيمي والسير المضاد له يعطي حالة معقدة ومزمنة من الانفصام للناشئة ومن الانكسار لمن بلغ الرشد نضالا وتجربة .

صحيفة 26 سبتمبر كما جاء لهود- وهي من هي هود في عمقها وسقفها القانوني –أصبحت تتناقض مع ضوابطها ومعاييرها والتزامها العام ،فلم تعد بتلك المهنية العامة المتجردة ذات الشأن التنموي الصرف والرافعة المعنوية المستقلة والرائدة للنشامى الحراس ،بل أصبحت ذات منحى سياسي صرف ووظيفة حزبية هي الأساس ..

بين الشعار المجرد كوظيفة بنيوية واستحقاق نضالي ووطني وبين الممارسة الفعلية بون شاسع ،شواهد تبعث على القلق ومعطيات تتجلى تزيد من الشحن النفسي والاجتماعي ..

إدارة الصحيفة مع تقديرنا لأشخاصها أساءت من حيث تعلم أو لا تعلم ..

ربما أن طول فترة الولاية على هذه الصحيفة قد أتت على تلك الضوابط والمعايير وموجهات الأداء ،فتوجهت إلى الذات الداخلي المسكون بمشاعر التملك والرغبة في الاستحواذ والتسخير لتستلهم منه موجهات .ماذا؟ وكيف ؟ ومتى ؟ وأين ؟ ولماذا ؟.

نعم اقفلوا الصحيفة فما كان لها أن تتعامل مع بعض الصحفيين بتلك الآلية وتلك العقلية .

وما كان لها وهي الرسمية والتي تمول من ما يدفعه الشعب أن تسيء إلى الشيخ المواطن محمد المنصور فتنتحل عليه ما لم يكن منه ثم ترسلها كلمات نابية حادة وكأنها قذائف إلى المواطن الشيخ حميد الأحمر ،في ظل ثقافة عربية اجتماعية لا زالت قيد الاستعمال للشعر فيها الدور المحرك والفاعل ،لازال لهذا الأخير جلبته ودفعه وتحريكه ،وهو الذي يتفاخر به العرب ويكبرون ويصغرون وبسببه يحتربون .

به أحست بنفسها قبيلة فأصبحت تتطاول على غيرها بعد أن كان احدهم يمشي منكس الرأس يستحي أن يقول انه من انف الناقة ،فلما رفعهم احد فرسان الشعر ببيت شعري جعلهم هم الأنف والأذناب غيرهم كان لا احد بعدها يقدر على مفاخرتهم ،وقبيلة أخرى حطها بيت من الشعر فكانت لا تذكر من بعده إلا على سبيل التبكيت والحط من القدر .

فغض الطرف انك من نمير ...فلا كعبا بلغت ولا كلابا

لا زال الشعر في بيئتنا العربية وتكويننا النفسي له اكبر الأثر في الدفع والتحريك والحط والرفع بل وربما الموت وسلوا المتنبي الذي قتله شعره انفة وحتى لا يقال ..

وبعد هذا لا نستغرب أو نتساءل عن المقاصد من نشر تلك القصيدة الفتنة التي استهدفت الأحمر حميد بالشيخ المنصور لولا الرشد والعقلانية من الطرفين والعلاقة التاريخية بين هذين الفخذين إذ لو كان هناك قليل من جفاء او موروث من تنافر بينهما لاستعرت أحداث لا قدر الله، ذلك أنه إن غضب الشيخ الأحمر غضبت معه كل هامات حاشد لا تسأله فيما غضب وفي المقابل إن غضب المنصور سيجر معه كذلك من بني قبيلته ،فلمصلحة من ستكون النتائج ومن هو المستفيد في تحريكها والدفع بها .

في وقت الذي لا زال وجع القبائل يتكرر ويكلف الكثير .في هذا الموقف لا يسعنا إلا أن نكبر الشيخين حميد والمنصور على ما أبداه من رشد وحكمة وتسامي وتقدير للمصلحة العامة والنسيج الاجتماعي وتفويت الفرصة على كل مراهن وعابث..

ولنا تساؤل هنا في ذات الموضوع .

لماذا عمد الشاطر إلى تسجيل تلك المكالمة التاريخية الذي حاول فيها استدراج صاحبه واستفزازه بطريقة غير مباشرة يغلب عليها سبق الإصرار والترصد والتسخين النفسي بما يستفز الآخر فيلقي بها كلمات من غضب يجعل منها الشاطر بواكي وصراخ المرحلة ..

المهم الصحيفة ورائدها ليسا فوق الدستور والمساءلة فإما ما قالته هود وإما تصحيح المسار في اقل الأحوال .

والتحية والتقدير لحميد الأحمر والمنصور والأخ الشاطر. 

دواس العقيليالشعاع الجديد
دواس العقيلي
مشاهدة المزيد