آخر الاخبار

قتلها ذبحا بالسكين..تفاصيل جريمة قتل بشعة بطلها سفاح حوثي وضحيتها زوجته - هذا ما قام به اهالي الضحية قبل ان تجف دماء ابنتهم ودموع اطفالها الخمسة خامنئي يوجه رسالة تهديد غير مباشرة للسعودية سيول جارفة تجتاح السعودية لا يعرف المعمرون لها مثيلا عطلت الدراسة والحياة والسلطات تعلن رفع حالة التأهب .. شاهد رمياً بالرصاص.. تصفية قيادي حوثي في صنعاء بعد مغادرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لمحافظة مأرب بساعات .. الإعلام الإيراني والحوثي يرفع لهجة التهديد للسعودية ويتوعد باستهداف الأهداف الاستراتيجية وزير الأوقاف يتفقد أسطولا حديثا من الباصات ستقوم بنقل حجاج بلادنا بين المشاعر المقدسة تقارير تؤكد تحرك اتحاد جدة للبحث عن بديل محمد صلاح بعد انتكاسة التعاقد معه أول الجامعات الأمريكية العريقة تخضع لمطالب الحركة الطلابية المؤيدة لفلسطين النائب العليمي: سنظل اوفياء لتضحيات وبطولات مأرب حتى انتصار الجمهورية واستعادة الدولة سلما أو حربا تسجيل أكبر تراجع للريال اليمني في مناطق الحكومة الشرعية اليوم.. أسعار الصرف الآن

أعداء النجاح
بقلم/ د.عائض القرني
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و 10 أيام
الجمعة 19 يونيو-حزيران 2009 07:54 م

إذا ألفت كتابا ولم يحصل له أثر واحتفاء واستقبال فاجمع نسخه مباشرة وأوقد عليها نارا عظيمة واطبخ عليها جملا وتصدق بلحمه على الفقراء. إذا افتتحت صحيفة ولم تسمع لها رجة وصجة وضجة فأرجوك حوِل مبناها إلى فرن لبيع التميس. إذا أنشأت قناة فضائية ثم لم تخض الماء الراكد، وتنبه الراقد، وتهز الهامد، فأوقفها واستفد من أجهزتها في التصوير الفوتوغرافي وتغطية حفلات الزفاف. إذا نظمت قصيدة ولم يحصل لها مدح أو ذم أو رضا أو سخرية فقصيدتك من تمائم الشيطان وحروز المشعوذين والكهنة وليست شعرا، إذا عشت حياتك وليس لك أثر طيب وجهود مثمرة ولم يوجد لك مادح وقادح ومحب وحاسد فأنت زيادة في عدد السكان تساهم في أزمة الغذاء والبطالة وإتلاف البنية التحتية. المشروع الفاشل والكتاب الأجوف والقصيدة المخصية والقناة النائمة والصحيفة المشلولة والإنسان الصفر أموات غير أحياء «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ».

قال مصطفى أمين: إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يلقون عليك الطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد وأصبحت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بقدومك، إن الأعمال الناجحة لها دوي وصخب ورجفة وزلزال كما قال أبو الطيب:

* وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّا كَأَنَّما - تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ

* إذا خرج العمل (سكتم بكتم) عرفنا أنه جثة هامدة، فعليك إذا عزمت وحزمت أمرك وشددت حزام الأمان حتى تسمع صوت مزلاج التضحية والفداء فاجعل شعارك قول الشاعر:

* إذا همَّ ألقى بين عينيه همّه - وأعرض عن ذكر العواقب جانبا

* وعليك أن تلبس جلدا كثيفا سميكا مثل جلد التمساح حتى تتكسر فيه سهام الحسّاد كما قال صديقي وزميلي أبو الطيب:

* فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ - تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ

* وعليك إذا سمعت هجوما كاسحا على مشاريعك أن تشرب الشاهي الأخضر وأن تنشد مع أبي الطيب:

* أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها - وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ

* وعليك أن تلتمس العذر لحسّادك (يا قاهرهم) وردد مع أبي الطيب:

* إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِي فَما - أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُمُ

* وكما قال بن صقعان بالشعبي:

* يا هيه ياللي تظلم الزين يا هيه - ظلمك لزوله زوّدته حلاوه

* فكيف إذا كانت الحلاوة عليها طلاوة وفيها طراوة إذا صارت بقلاوة، واستمر في مشاريعك الناجحة ولا تلتفت لأحد وكن كمدمرة كول أو كاسحة الألغام واستمر مع المدح والقدح كما يقول ذبيح الحق الباكستاني: شوف صديق ما دام الله فيه موجود ما فيه مشكلة، معلوم صديق؟ أنت فيه نفر كويس. واجعل شعارك ودثارك قول الله عز وجل: «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فانقلبوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ»، خرج الأسد يتشمّس فقام الفأر يستعرض أمامه ويناوشه، فقال له الأسد: يا حتحوت يا كتكوت والله ما أريد أن أنجِّس فمي بدمك، وتحاول طيور الغرنق أن تشتبك مع الصقور فترفض الصقور ذلك، وتحلق عاليا بعيدا في الفضاء لأن اشتباكها مع الطيور اعتراف ضمني بالنديّة والمساواة والصقور تأبى هذا الاعتراف، بقدر قيمتك يكون النقد الموجّه لك، والتيس الهزيل لا حاسد له، والناس لا يرفسون كلبا ميتا، إن كلمات النقد وقصائد الهجاء ومقطوعات القدح مع باقات الرضا ومنظومات الثناء لأي مشروع إنما هي أوسمة على صدر بطل قصة النجاح، فكن كاتب القصة ومنتج الفيلم وناظم القصيدة وراسم اللوحة ومدبِّج الخطبة ومفتتح المشروع، وإذا لم تفعل فاشتر لك قطيعا من الضأن واغرب عنا بوجهك فإن المجد مناهبة، والبقاء للأفضل والويل للفراش الميت من «نَارًا تَلَظَّى لا يَصْلاهَا إِلا الْأَشْقَى»

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
إحسان الفقيه
هل تتخلى أمريكا عن دعم الاحتلال؟
إحسان الفقيه
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د . عبد الوهاب الروحاني
الكوتشينا ...على الطريقة الايرانية
د . عبد الوهاب الروحاني
كتابات
عبد الباري عطوانايران: ساعة الحسم تقترب
عبد الباري عطوان
كاتبة صحفية/سامية الأغبريحان وقت الإعتراف والإعتذار
كاتبة صحفية/سامية الأغبري
مشاهدة المزيد