سترات المشرفين وأجهزة لاسلكية: مشجعان يتنكران كأمن ويُطردان من الملاعب لثلاث سنوات
باكستان تُعدّل دستورها: تعزيز صلاحيات الجيش وتقليص نفوذ القضاء وسط تحذيرات من تقويض الديمقراطية
الإدارة الأميركية تفرض عقوبات على شبكات إيرانية لشراء مكونات الصواريخ والطائرات المسيرة
رئيس وزراء اليمن يستعرض مع الحكومة البريطانية دعم الإصلاحات الاقتصادية ومؤتمرات الصحة والطاقة
اليمن يطالب بالدعم الإقليمي والدولي للإصلاحات الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية
مبعوث الأمم المتحدة يتحدث عن حل سياسي شامل يمثل أولوية قصوى في اليمن
وزارة الأوقاف اليمنية: شهادة اللياقة الصحية أصبحت شرطًا إلزاميًا لإصدار تأشيرة الحج
رئيس مؤتمر مأرب الجامع: السلام الحقيقي في اليمن هو استعادة الدولة لا الهدنة المؤقتة وأي تسوية سياسية بلا مشاركة مأرب لن تُكتب لها الاستدامة
تصاعد التوترات والانقسامات داخل جماعة الحوثي
مليشيا الحوثي تداهم مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتحتجز الأجانب باسم «التخابر» وتصادر جوالات كافة الموظفين
في الآونة الأخيرة، وبعد الفشل المرير وما جرى من تصفية للقادة، ومن أبرزهم رئيس هيئة الأركان محمد عبد الكريم الغماري، الذي أُعلن عن مقتله مؤخرًا، يعيش الحوثي حالة من الهلع الوجودي. ففي حين كان في الأيام الماضية ينادي بالهزيمة الشاملة لإسرائيل، أدرك حين جاء دوره أن الحرب مع إسرائيل ليست مجرد مواجهة مع كيان صغير، بل مواجهة مع أمريكا والغرب، وأنه ليس سوى ورقة في مهب الريح، وأن قوته المستمدة من إيران لا تسمح له إلا بحفر المزيد من المقابر في اليمن.
لقد أصبح الواقع مصباحًا مشتعلاً بلا مفتاح، وانكشف كل ما كان خفيًا للجميع. كشفت شرارة الحرب هشاشة كل شيء، وأظهرت أن الحوثي مجرد أضحوكة، بل نسخة أكثر فشلًا من مراهقين يتصرفون دون أي استراتيجية أو وعي مسبق، يضحّون بالمواطنين بينما يختبئون هم في كهوف لا تشرق عليها الشمس. وما يعيشونه اليوم من رعب ليس إلا قليلًا من الرعب الحقيقي.
تجد في نفسه تماهياً مع خطابات القوة الفجّة والهيمنة والسطوة الغالبة على أمره، لأنه ببساطة يعيش عقدة نقص، فتتقمص أقسى مظاهرها في مساندته لفلسطين، حيث تنكشف جذوره كرمز للهيمنة، وتدور بنيته حول الاستعراض الإعلامي والتماهي مع المشروع الإيراني غير المكتمل الأركان، وكأنه خرج من رحم الكهوف أو الغابات، لا من رحم الدولة والفكر.
والظاهر أن شعار "الموت لأمريكا وإسرائيل" قد تأخر، بل انقلب كل شيء رأسًا على عقب. فما كان يُفترض أن يكون أكبر نكبة لإسرائيل، حدث عكسه؛ إذ إن إيران وأذرعها هي من خسرت، وأكثر من استفاد من هذه الحرب هي إسرائيل، التي يُرجّح بقاؤها أكثر من أي طرف آخر.
هذه المرة، بماذا سيخرج الحوثي ليلوك؟ أكيد بخطاب سخيف عن الصمود والقوة، وعن الصاروخ الذي انفجر في سماء إسرائيل قبل أن يسقط على ناطحة سحاب أو رأس أحدهم. سيلقي خطابًا مهزوزًا عن الهجوم الإسرائيلي، وكيف أن العالم يتحدث عن «شعب الإيمان والحكمة»، حتى إن الإعلام الغربي مذهول من هذه القوة والتحدي العظيم! هذا الوهم البائس الذي تردده حتى أفواه المثقفين المدجّنين بالوعي الزائف.
ناهيكم عن هذا الشلل الذي يعيشه الحوثي اليوم! ففي ظل هذا الحكم الفسيح على أمره، يسود العنف والفقر في كل المناطق التي يسيطر عليها. إنه أشبه بغضب مُقدّر، يسلخ الجميع دون هوادة، بأدوات العملاء والمؤامرة ضد الوطن. هذه هي العقلية الفاشية، العاجزة عن حماية نفسها، فتظن أن المواطنين يتآمرون عليها، وبهذا يتحول الكل إلى متهمين على خشبة أفعالها.
لقد صار واضحًا الآن أن نظام الحوثي هو أسوأ نظام عرفته اليمن؛ إنه مزيج من الحروب والمجاعة والأفعال المتراكمة الملبّسة بالغطرسة. فإلى متى سيستمر هذا الحال؟
لم يعد الخطاب يجدي نفعًا، بل إن كل الأفعال الجديدة ستسحب من رصيد الحوثي، وكل ما يجري الآن وفي الأيام القادمة هو تمهيد لمرحلة ما بعد المسرحية، ما بعد الهزيمة.
وكل من يصرّ على قراءة الواقع اليمني، يجد أن اليمنيين كتلة من العواطف، وهذا ما ساعد الحوثي على استغفال مشاعرهم بادعاءات براقة وشعارات زائفة. ولا يمكن إلا القول إن هذا الشعب، الموصوف بـ "الحكمة والإيمان"، هو نفسه من تعرض للتجويع الثقافي والمعيشي والتدمير الحضاري والنفسي، وأنه بحاجة إلى مساعدة لرفض هذا الواقع البائس، المحفوف بالكوارث والفقر المدقع.
