ارتفاع أسعار النفط بعد إعادة فرض عقوبات أميركية على فنزويلا حادثة هي الأولى من نوعها وتفوق الخيال.. امرأة اصطحبت جثة عمها للحصول على قرض وزير الخارجية الإيراني يكشف تفاصيل مراسلات طهران وواشنطن قبل وبعد الهجوم الاحتلال الصهيوني يكشف عدد القتلى والمصابين في صفوف قواته منذ بدء حرب غزة كيفية تحويل محادثات واتس آب الرقم القديم إلى الرقم الجديد دون فقدان البيانات موعد مباراة مان سيتى ضد ريال مدريد فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا وظيفة راتبها 100 ألف دولار والعمل من المنزل.. ما هي المليشيات تكشف حقيقة سحب عملتها المعدنية الجديدة فئة 100 ريال واشنطن تعلن تنفيذ ضربات استباقية ضد الحوثيين تهديد حوثي جديد باستهداف مطار المخا وإخراجه عن الخدمة
ستفشل كل جهود احلال السلام في اليمن، إذا ضلت تلك الجهود تقفز على السردية الحقيقية للصراع، وعلى تكوين الجماعة الحوثية، والبعدين العقدي والاقليمي لحربها، واستمر التوظيف غير الاخلاقي لهذه الجماعة في ملفات تتعلق بالمنطقة وعلى رأسها الرغبة الأمريكية بادارتها الحالية للعودة للاتفاق النووي، واستكمال مابدأته ادارة اوباما من تسهيل للعبث الايراني في مقابل التوقيع على الاتفاق المتهالك العام 2015.
خلال سنوات الحرب قدمت الجماعة الحوثية نفسها تهديدا ليس لليمن وجيرانه فقط، بل للاقليم والعالم، ولم تخف ارتباطها بمشروع الإرهاب الايراني وفكرة تصدير الثورة، كما كانت واضحة في خطابها التكفيري المتطرف، الذي لا يختلف عن خطابات جماعات العنف الديني،، واعلنت نيتها السيطرة المطلقة على اليمن، ورفض الشراكة المحلية، وحربها المباشرة لكل مبادئ حقوق الانسان، ومصادرة الرأي، وتخليق نموذج الولي الفقيه، بتكريس مبدأ المرشد والقائد الاعلى، وهو مانعكس على طريقة ادارتها للمناطق المسيطرة عليها، وعلى مدى سبع سنوات لم تتوقف التقارير الدولية عن الاعتراف بجرائم الجماعة وتوثيقها، والاشارة المؤكدة بالوقائع والشهادات لممارساتها التي ارتقت الى الجرائم ضد الإنسانية وخرق القانون الدولي والانساني، لتتوج بعقوبات اصدرتها أعلى سلطة دولية ممثلة بمجلس الامن، على قيادات وكيانات حوثية، ثبت قيامها باعمال ارهابية داخليا وحارجيا، ليصل الى توصيف المجلس للجماعة جماعة ارهابية.
يعلن الرئيس الأمريكي انه مصر على إنهاء الحرب في اليمن، وهو مطلب مجمع عليه, ويتوق له الشعب اليمني ويتمناه، لكن اليمنيون يدركون ان السردية الأمريكية لحربهم ضد الحوثي ابعد ما تكون عن الواقع، ويعلمون ان دعوته لا تهدف الى تحقيق سلام دائم وعادل، وانها دعوة تتجاوز ازالة اسباب الصراع، ولاتنهي جذورها الفكرية والعقدية، وبالتالي ليست اكثر منن خطوة لفرض سلام زائف قد يوقف معركة لكنه لن ينهي الحرب.
يصر الحوثي على رؤيته المستقبلية للدولة، ويرفض مبدأ الشراكة والتداول السلمي للحكم، ويحمل مشروعا يستحيل ان يستوعب سياسيا كل اليمنيين، ويعمل على تأسيس نظام حكم يحتفظ فيه بسيطرة كلية على القرار السياسي والاداري، متكئا على سلاح ضارب يرفض مجرد مناقشة تسليمه في اتفاق محتمل.
وما يبدو من الرؤية الأمريكية البريطانية، انها تحمل تطابقا كليا لخطة الحوثي، ولاهدافه، دون مراعاة لحق اليمنيين في دولة بابسط متطلباتها، وعملية سياسية طبيعية تضع كل كيان يمني في وضعه وحجمه الشعبي، وتحقق مبدأ المساواة وسيادة القانون والدستور.
واختصارا: حتى لو تم الضغط لانجاح سلام هزيل وغير عادل في اليمن، يُفرض فيه الحوثي وسلاحه ومشروعه على الشعب اليمني، ويحقق لبايدن انجازا يرفع من نسبه الضئيلة في استطلاعات الرأي في بلاده، والتي تعتبره اسوأ رئيس امريكي، فالمؤكد ان سلاما فاقدا لشروط استمراره، سيكون ترتيبا مقصودا لصراع قادم، فلا الحوثي سيتوقف عن مشروعه العنصري، ولا الشعب اليمني سيقبل ان يرتهن لجماعة ارهابية صفرية، ولا أمريكا واممها المتحدة ستتوقف عن الانتهازية وادارة الازمات، وتوظيف الجماعات الارهابية، خدمة لاهدافها في المنطقة.