آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

تجمعُ الإصلاح بين الصدفة واللؤلؤة
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 3 سنوات و 5 أشهر و 30 يوماً
الإثنين 28 سبتمبر-أيلول 2020 10:18 ص

 ثلاثون عاما هي عمرُ التجمعِ اليمني للإصلاح ، في ممارسة العملِ السياسي . ومنذ انطلاقته سطعَ قويا سياسيا ، راسخاً دعويا ، يحظى بشعبيةٍ واسعة بين أوساطِ المجتمعِ . وتنبه الخصومُ سريعا إلى ما يمثله الإصلاحُ من تهديدٍ على مراكزهم ونفوذهم ، ولكنهم أدركوا أنهم لن يهزوا شعبيتَه ويهزموا صفَه بما تتعاملُ به دولٌ عربيةٌ أخرى ضد خصومِها من المكونات الإسلاميةِ بالعنف والاعتقال ، أو الحظر والنفي ، وغيرها .

فتدارسوا أمرَهم جيدا ، وشرعوا في مخططٍ يدفعُ بالإصلاحِ جبراً في إتجاهٍ يؤدي به إلى تنازلاتٍ وموازنات تسايرُ الضغطَ المحيطَ به ، بينما يبذرون هُم تدريجيا حبيباتِ شكٍ خفي في نفوسِ أبنائِه ، يتمُ رَيُّها بفيضانٍ إعلامي ، يثيرُ الشبهاتِ من حولهم ، ويتكررُ مرارا على مسامعهم .

فكان من ضمن مخططِهم : - الدفعُ بالإصلاح كليا نحو السياسة على حساب الدعوةِ . مما سيؤدي إلى هز الثقةِ في دعاته ومنهجِه ، حتى يصبحَ في نظرِ غالبِ الناسِ كلُ خطابٍ وطرحٍ منهم تكسبا سياسيا . - الاستعانةُ بجماعةِ السَلَفِ ، ومثقفي السلطةِ في نشر الشبهاتِ عن فكره وأهدافِه ، ليظلَ في دوامةِ الدفاع فقهيا ، ومتاهةِ التحليلِ سياسيا ، ومعضلةِ التعليل اجتماعيا ، فيضعف نشاطُه الاجتماعي ، ويقل اختلاطُه بالناس في برامجه المعتادةِ ، وسيؤدي قليلا أو كثيرا إلى تضادٍ وجدلٍ فكري لدى المؤَطَرين واللبنةِ الأساس ، فيغادر بعضُهم حلقاتِه وتنظيمَه .

  • تجفيفُ ينابيعِ مواردِه ومؤسساته وهيئاتِه واستثماراتِه ، وخفضُ حصصِه المستحقةِ من موازنة الدولةِ ، بما يعرقلُ خططَه وميزانيةَ دوائره .
  • واغلاقُ أهمِ محضنٍ تعليمي وتربوي لديه متمثلا في المعاهد العلمية ، وتفريقُ طلابه ومعلميه ، ودمج مناهجِه .
  • - شنُ حملةٍ إعلامية مركزةٍ تُحَملُه فسادَ غيره لمجرد مشاركته المحدودة ، والتركيزُ عليه دون غيره ، هجوما وتشنيعا على مواقفَ وقراراتٍ حكومية لم تكن له كلمةُ الفصلِ فيها .
  • والتشكيكُ في وطنيته وتحالفاته ومواقفه ، واتهامه بالتسلق الشعبي والاستغلال الدعوي
  • . - فتحُ بابِ الدنيا أمامهم ، للأخذ بما يَعُدونَه مشبوها ومكروها وحراما ، فيكون يوما وصمةَ ذنبٍ تحيطُ بهم عند كلِ حوارٍ وجدال ، وبما يمنعهم من التصدي للمخالفات والمفاسدِ ، كونهم ممن يأخذُ حصتَهم منها .
  • واليوم مع تأزم الجبهات والوضع ، وهجرة القادة وتباعد التواصل ، ومع شبه انقطاعٍ تامٍ لِحِلَقِ المتابعة والتثقيف ، وتعطل برامج الدعوة الربانية والأنشطة التربوية ، تعاطى البعضُ القاتَ ، وعاقرَ ما كان قد هجره من العادات والآفات اجتماعيا وسلوكيا .
  • وما أبرئُ نفسي ! . وهنا يطولُ التفصيلُ في هذا الشأنِ ، وما كتبتُ إلا غيضا من فيضِ مخططِ الخصوم ضدنا ، والذي بكلِ أسى سارعت نحوه خُطانا .
  • وخلاصةُ القولِ ، لقد آوى كثيرون إلى صدفة الإصلاح حبا وولاءً لنور اللؤلؤة المتجذرة في المحارة الطيبة ، وثقةً في نقاء عناصرها ، وفهما لحقيقة جوهرها ، وتصديقا لخلوصها من الشوائب والزيف ، وتأكدا من صلابة بنيانها ، وتقديرا لسبقها بين أقرانها ، واستعصائها عن الخدش والتزييف .
  • فلم تكن يوما المحارةُ هي سببَ اقبالِهم ، ولا علة ولائهم ، وإنما هي اللؤلؤةُ وما تمثله من خيرٍ ونماء ونورٍ وهدى .
  • فإن كانتِ الصدفةُ اليوم تتكيفُ مع المخاطر حولها ، وتحاكي شكلَ ما يحيطُ بها ، فإنَّ ذلك كلَه إنما هو حمايةٌ منها لتلك اللؤلؤة ، من أطماعِ قراصنةِ النور ، ومكرِ سماسرة القصورِ ، ومِمَن يبتغي خدشَ جدارِها وثقبَ بنيانِها ، وقلعَ جذورِها ، والتزينَ بها رمزا لعظمته .
  • وهذا أمرٌ يمكن تفهمه والتعايش معه مهما كان كمُ التلونِ والمسايرةِ ، وكيفُ التنازلِ والتوازنِ . ولكن ما لا يمكن تفهمه والقبول به ، إن كان قد تغلغلَ في صدفة المحارة شيءٌ من الطحالب الضارةِ والفطرياتِ السامة ، ثم ترسخَ في أركانها وتجذرَ في أساسها ، فأحاطَ باللؤلؤة ، لمحوِ مآثرها وتأكيدِ عدم صلاحيتها ، حتى تصبحَ الصدفةُ خاليةً من قلبها الحي المنير .
  • وهنا فكم حجمُ مَن سيغادرُ صدفةَ المحارةِ الخاوية ، مستحدثا صدفةً جديدةً لما ارتبطوا روحيا بنقاءِ باطنه ، وتوحدوا فكريا بسمو جوهره .
    • شخصيا أستبعد ذلك التغلغلَ ، ولكن يراودُ النفسَ هاجسُها ، فيقاومُه بضراوةٍ وثباتٍ سمو التربيةِ والولاءُ ، وذلك بعون الله كفيلٌ بصدِ كلِ وسوسةٍ ووأدِ كلِ نجوى .