مؤامرات دولية ضد الشرعية والتحالف
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 6 سنوات و شهر و 9 أيام
الجمعة 16 فبراير-شباط 2018 08:22 م
 

يبدو أن المشهد مايزال مكفهرا ومؤلما على كل الصعد خاصة وأن الاعبين الدوليين مازلوا ينظرون للحرب في اليمن والمنطقة بشكل عام كنوع من الاسترزاق "الاقتصادي "أولا وتمرير المشاريع الخاصة ثانيا بهدف الإحكام على المنطقة عسكريا وسياسيا. 

الحوثيون لعبوا دورا كبيرا وفاعلا في تمرير العديد من المخططات الدولية , عبر تمردهم عن أي حلول دولية ومحلية , واستماتتهم في المضي باللعب بالحرب كونها أحد أهم مصادر الدخل والثراء ,وأحد الأدوات القذرة التي يمارسونها كنوع من التقرب للوبي الدولي العابث بمصير المنطقة .

قرار الإدارة الأمريكية بتقليص الانفاق الكبير على العاملين في سفارتها بالعاصمة صنعاء وترحيل مئات العاملين منهم, قرار يوحي برغبة أمريكية في إطالة أمد الحرب حتى تستكمل رسم الخارطة الجهنمية التي تسعى لرسمها لمعالم " لشرق الأوسط الجديد ", جاء هذا القرار عبر إعلان السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر تقليص موظفي السفارة الامريكية" بسبب ما أسماها السياسات الجديدة لوزارة الخارجية حيث قال إنه تم تسريح 360 من الموظفين المحليين في السفارة بصنعاء.

قبل عدة أيام بثت قناة الحرة الامريكية خبرا خطيرا مفاده أن" البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية ) يطالب بميزانية قدرها ٦٨٦ مليار دولار لعام ٢٠١٩ من ضمنها ٨٩ ملياراً للحروب الدائرة في المنطقة .

وحتى تتضح مشاهد المؤامرة التي تحاك دوليا ضد اليمن لإغراقه في الحرب الأهلية وإطالة أمدها نتابع ما نشرته اكبر شركات الاستخبارات التابعة للقطاع الخاص في العالم المسماة "بوحدة الاستخبارات التابعة لمجموعة الإيكونوميست البريطانية في أحدث تقاريرها إن الحرب في اليمن من المتوقع استمرارها حتى 2022.  

المؤامرة الدولية عميقة وواسعة وتستدعي الاستمرار في استنزاف دول الخليج ماليا عبر إرغامها وإغرائها في شراء صفقات السلاح الحديث والمتطور، إضافة إلى توسيع رقعة المواجهات المسلحة في المنطقة.

ثمة تيارات في شمال اليمن وجنوبه يتماهون كلية مع المخططات الخارجية لاستهداف اليمن أرضا وأنسانا , وتفتيت أوصاله مقابل أجر العمالة والمصلحة الشخصية, وهنا يبرز عبدالملك الحوثي وعيدروس الزبيدي كنموذجين بارزين في ذلك الطابور.

تظهر المؤشرات أن ثمة هوامير كبار في داخل الوطن وخارجه, يرون في هذه الحرب استمرارا للمصلحة ودواما للمنفعة, ولذا يرفضون ممارسة أي دور لحسم المشهد وإنهاء الحرب والانقلاب , وفي مقدمة أولئك الأمم المتحدة التي تتغاضى على جرائم الحوثيين وتمردهم على الشرعية الدولية والمحلية ,ويبرز هذا التغاضي في مواقفها وتصريحات المسئولين عنها , بل وصل الحد إلى أنها جندت كل مواردها وبرامجها دعما للمليشيات لحوثية وتتعمد تجاهل أي إدانة ضد هذه العصابات التي تمارس أعتى الجرائم الارهابية , وهو تماه يكشف الصورة السمجة التي كشفت وعرت هذا الفجور الدولي في تعامله مع قضايا العالم الثالث وخاصة اليمن.

حتى اللحظة تسعى دول التآمر في توسيع رقعة الحرب لتبدأ من تركيا شمالا حتى اليمن جنوبا ,قد تكون اليمن قد سقطت في لحظ سهو لهذا الغدر المباغت لها , لتمرر تلك العصابات أجندتها الداخلية والخارجية , لكن تركيا وقفت حجر عثرة أمام تلك المؤامرات , وقطعت شوطا كبيرا في قصقصة أذرع الخيانة وفضحت تلك المؤامرات التي حاولت تقطيع اشلائها , حيث أعلن الرئيس التركي قبل عدة أيام أنه تم الكشف عن قيام الإدارة الامريكية بدعم الجماعات الإرهابية جنوب تركيا بأكثر من 5 آلاف شاحنة وألفيي طائرة محملة بالسلاح في غضون السنوات الأخيرة, كل هذا بعد فشل مخطط دولي كبير جدا تبنى مخطط الانقلاب ضد حكومة حزب العدالة .

رغم ضلوع العديد من الأطراف في تبني إعاقة الحكومة اليمينة من المضي في وجهتها , وبعث الحياة في أوصالها, إلا أن الامل كبير في جهود المخلصين داخل صفوف الشرعية والأشقاء في التحالف العربي للمضي معا , لتجاوز كل تلك الصعاب , وإعادة اليمن إلى واجهة المشهد, وإن غدا لناظره قريب .