آخر الاخبار

عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي   وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب'' جريمة ''بئر الماء'' في مقبنة تعز وأسماء الفتيات الضحايا.. بيان حقوقي يطالب بردع الحوثيين والتعامل معهم بحزم هيئة كبار العلماء السعودية تنبه إلى ''حالة لا يجوز فيها الحج بل ويأثم فاعله''! أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب محافظات شرق اليمن رغم التطورات في البحر الأحمر.. واردات الوقود والغذاء الواصلة الى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين ترتفع بنحو 30% دولة أفريقية تعطل إبحار أسطول الحرية التركي نحو غزة بـضغوط إسرائيلية

رسالة الى الرئيسين أوباما وهادي
بقلم/ فيصل بن جابر
نشر منذ: 10 سنوات و 8 أشهر و 25 يوماً
الجمعة 02 أغسطس-آب 2013 04:35 م

أنا مهندس يمني من حضرموت، أعمل موظفا عند وكالة يمنية تعنى بحماية البيئة. أنا أكتب اليوم لأني قرأت في الأخبار أنكما ستلتقيان في البيت الأبيض يوم الخميس 1 أغسطس/آب، لمناقشة "الشراكة اليمنية الأمريكية في مكافحة الإرهاب".

وعانت عائلتي شخصيا في هذه الشراكة. فمنذ عام مضى في أغسطس/آب، حيث تسببت إحدى غارات الطائرات بدون طيار على قرية أجدادي بمقتل صهري سالم بن على جابر، وابن أخي وليد البالغ من العمر 21 عاما.

السيد الرئيس أوباما، قلت في خطاب سابق إن الولايات المتحدة "في حرب مع منظمة إرهابية لا تمانع في أن يقتل أكبر عدد ممكن من الأمريكيين إذا لم نوقفهم قبل ذلك." وأضفت أن "هذه الحرب تشن بشكل متناسب باعتبارها الخيار الأخير ودفاعا عن النفس."

السيد الرئيس هادي، في رحلة إلى الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، زعمت أن "كل عملية في اليمن، قبل أن تقع، تحصل على إذن من الرئيس."كما أكدت أيضا أن "الطائرات بدون طيار متقدمة تكنولوجيا على العقل البشري."

فلماذا، إذن، أرسلتما في أغسطس/آب الماضي الطائرات بدون طيار لتهاجم صهري وابن أخي البريئين في بيتهما الآمن؟ عائلتي ليست عدوكما. في الواقع، إن الرجلين اللذين قتلتهما كانا يعارضان تنظيم القاعدة علنا وبقوة. لقد كان صهري سالم إماما. وفي يوم الجمعة السابق على مقتله، ألقى خطبة في جامع خشامير أعلن فيها صراحة مقته الأيديولوجي تجاه تنظيم القاعدة. ولم تكن تلك أول خطبة له من هذا النوع، لكنها للأسف كانت الأخيرة.

ولم تتلقى عائلتي خلال أشهر حزنها وحدادها أي اعتراف أو اعتذار من الولايات المتحدة الأمريكية أو اليمن. لقد ناضلنا كثيرا من أجل أن نوفق بين مأساتنا وبين كلمات خطاباتك.

كيف كان ذلك "الدفاع عن النفس"؟ كانت عائلتي تخشى من أن تستهدف الميليشيات سالم بسبب مواعظه ضدها. لم نتوقع أبدا أن يأتي موته من فوق، وعلى يدي الولايات المتحدة. لقد خسرتم في مقتله حليفا قويا - في الواقع، بسبب كلمة قتله التي انتشرت بسرعة في المنطقة، أخشى أنكم خسرتم الآلاف من المناصرين لكم.

كيف كان هذا العمل خيارا أخيرا؟ لم تكن قريتنا ساحة معركة. لم نتلقى أي تحذير ولم يقم رجال الشرطة عندنا بأية اعتقالات. ابن عمي الشاب وليد كان رجل شرطة، قبل أن يقضي مقتولا بغارات طائراتكم بدون طيار.

وكيف كان هذا "بشكل متناسب"؟ لقد دمرت ضربات طائراتكم مجتمعنا. في اليوم السابق على الضربات، كانت خشامير مكتظة بالاحتفالات بعرس أكبر أبنائي. ويظهر فيديو الاحتفال سالم والشاب وليد يرقصان بين الناس. تقليديا، يدوم هذا الاحتفال أياما- لولا تلك الغارة. بعد ذلك، مضت أيام قبل أن أستطيع أن أقنع ابنتي الكبرى بمغادرة المنزل، هذا بسبب الرعب الذي خلفته تلك الغارات.

لقد خلفت تلك الغارات درسا قاسيا لا يزال في بدايته، ليس في قريتي وحسب، بل أيضا في كل حضرموت واليمن. أخشى أن هذا الدرس يقول إنه لا إدارة الولايات المتحدة ولا إدارة اليمن تهتمان بالتمييز بين الصديق والعدو. في الخطابات التي أعقبت الغارة قال أحد الزعماء المحليين إنه، بما أن سالم لم يكن آمنا فهذا يعني أن لا أحد منا في أمان.

إن صمتكما أمام هذه المظالم يجعل الأمور أكثر سوءا. إن كانت الغارة خطأ، فإن عائلتي - مثل كل العائلات المفجوعة سابقا -تستحق اعتذارا رسميا. 

حتى هذا اليوم لا أتمنى أن يقع أي انتقام من الولايات المتحدة أو الحكومة اليمنية. لكن لا يشعر كل اليمنيين الشعور ذاته. كل بريء تقتلونه يتسبب بازدياد عدد من تحاربونهم.

لقد بدأت اليمن كلها تنتبه إلى الطائرات بدون طيار - وتعارضها.هذا الشهر فقط، مؤتمر الحوار الوطني اليمني، ما وهو مؤتمر شبه دستوري تدعمه الولايات المتحدة، أقر بشبه الإجماع منع الاستعمال غير المنتظم للطائرات بدون طيار في بلدنا. وفي حيت أكتب لكما هذه السطور وأنتم مجتمعان في البيت الأبيض يردنا اليوم خبر في اليمن عن سقوط ضحايا في حضرموت نتيجة ضربة من طائرة بدون طيار.

بكل احترام، أنتما لا تستطيعان الاستمرار بهذه التصرفات وكأن موت الأبرياء أولئك في عائلتي لا يهم. إذا رفضتما كرئيسي الولايات المتحدة واليمن إن تهتما بالمشاعر الشعبية العارمة في اليمن، فسوف تخسران أهدف حربكم ضد الإرهاب.

شكرا لكما على اهتمامكما بهذه الرسالة. وسأكون ممتنا لردكما