صورة توثق ظهور مفاجئ للسنوار في شوارع قطاع غزة يرعب الكيان الصهيوني - قام بجولة ميدانية لخطوط المواجهات مصادر خاصة تكشف لمأرب برس عن شركة صرافة يتولى ارادتها سراً أرفع قيادي عسكري في المليشيات مدرج ضمن قائمة العقوبات الدولية السعودية تستضيف مباحثات مستقبل غزة بحضور امريكي وبريطاني وعربي تفاصيل لقاء اللواء سلطان العرادة بالسفير الصومالي .. ملفات وقضايا مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل لجنة السلم المجتمعي وزارة الداخلية تقر آلية صرف رواتب منتسبيها وتوقع عقدا مع بنك الإنماء اللجنة الأمنية بتعز تناقش الإجراءات المتعلقة بتعزيز الحماية للمنظمات الدولية ثورة الجامعات الأمريكية.. تربك التيار الصهيوني ... الشرطة الأمريكية تعتقل 93 طالبا مؤيدا لفلسطين بجامعة كاليفورنيا وزاره الدفاع الإسرائيلية توجه بسحب أحد ألويتها العسكرية من قطاع غزة تهديد أميركي يستهدف تيك توك ويتوعد بقطع علاقاته
هناك ما يشبه الطرفة التاريخية. فمنذ العام 1993 استقالت الحكومات الأميركية عن كل أدوارها المتعلقة بالرعاية الاجتماعية. يقول المفكرون الأميركيون: بعد أن تأكدت أميركا من سقوط الاتحاد السوفيتي تخلت عن الرعاية الاجتماعية. كانت تستخدمها كأداة من أدوات الصراع ضد المنطق الشيوعي الذي يقدمه الاتحاد السوفيتي. بعد انهيار الأخير أعادت أميركا توزيع قواتها في العالم، وكذلك ألغت طيفاً كبيراً من مظاهر الرعاية الاجتماعية لمواطنيها. في العام 95 احتفلت بغورباتشوف في فندق الفيرمونت، سان فرانسسيكو، ودشنت مرحلة أكثر وحشية من الليبرالية المتحررة عن رقابة الدولة. كانت النتيجة انهيار أغسطس 2009م، كما تنبأ اقتصاديون مرموقون. وكما فشل في تخيله أيضاً اقتصاديون مرموق.
أتذكر هذه الأحداث بينما أتابع الأخبار المحلية. الجنرال علي محسن ينتظر قراراً رئاسياً بتوليته منطقة عسكرية. بصرف النظر عن "أين"، فإن السؤال: لماذا؟. كان الجنرال قد أعلن مرات عديدة: سأستقيل بعد الثورة. وفيما يبدو فإن كل إعلاناته الأخلاقية الرفيعة كانت مجرد أداة من أدوات صراعه مع صالح. قبل أشهر قال لوسيلة إعلامية خليجية إن الوطن يحتاجه في هذا الظرف الحرج. لكنه قال أيضاً إن هيكلة الجيش تهدف إلى الخروج باليمن من الظروف الحرجة. سيعجر محبوه الآن في الدفاع عن بقائه في قيادة الجيش في الأزمنة مابعدـ الحرجة. أي: في زمن ما بعد الهيكلة. لطالما قال إنه يخاف علينا من أحمد.
ولكن أحداً لم يخبره أننا نخاف منه أكثر من أحمد. في أحسن الظروف: كمثل أحمد. بالنسبة لنا، على وجه الخصوص بعد هيكلة الجيش بالطريقة التي اطلعنا عليها، فإن أحمد لم يعد اسماً ذا بال. على وشك أن يصبح مثل الحرس الجمهوري: اسماً وهمياً، أو خيالاً . ليس من المنطقي أن يحرس شخصٌ شخصاً آخر رغماً عن أنفه. سورة الكهف قالت للرسول: فلعلك باخعٌ نفسك على آثارهم. الجنرال يبدو، بطريقة ما، كما لو أنه باخع نفسه على آثارنا، ليحرسنا بالإكراه. للتاريخ: عمل الجنرال ثلث قرن لمصلحة العائلة، وعامين لمصلحة الثورة. تبييض الثلث قرن بعامين هو لون من التجارة غير الشريفة، ينطوي على الربا والخداع والربح غير المشروع. يصعب نكران ما فعله الجنرال للثورة، لكن من السهل تذكر أن الجنرال لو لم يفعل ذلك لكان الآن يبحث عن عشّ في بيروت، أو روما.
لقد فعلت الثورة أموراً عظيمة: فكت الحصار عن الفرقة المدرعة، باعتراف الجنرال، وأعتقته. من ظواهر الكوميديا الراهنة: الثورة حررت حماتها. لكن الثورة، مع الزمن، تحدِّث فلسفتها وتطور رؤيتها للمخاطر. فهي استثمار في المستقبل، وقطيعة جذرية مع الماضي. ضمن مبادئ العدالة الانتقالية يمكن تبييض جزء كبير من كوارث الماضي بتسويات تاريخية أخلاقية، كما كتبنا سابقاً. ذلك أمر يختلف كلياً عما تفكر به الآن، أيها الجنرال.