آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

برغلي يتمشيع .. ياغارتاه
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 29 يوماً
الجمعة 27 يوليو-تموز 2012 10:46 م

الحديث مؤخرًا عن التمدد الايراني في تعز يذكرنا بفترة السبعينيات وأيام محمد خميس عندما كان يتم القبض على الشيوعيين, فإذا كانوا من أبناء محافظة تعز أو المناطق الوسطى أو الحديدة يتم تصفيتهم أو رميهم في معتقلات سرية لا تعرف الشمس طريقها إليهم وممارسة ألوان من التفنن في تعذيبهم حتى يفقدوا عقولهم.. أما إذا كانوا من أبناء المحافظات الشمالية يتم تركهم تحت مبرر "مابله زاد عليهم الشيطان" وهكذا كان وما زال الحال ذنبهم مغفور وحسناتنا سيئات.

ضجة أعلامية كبيرة عن التمدد الإيراني في تعز، والكثيرون يبدون مخاوفهم من المد الايراني في تعز وان ايران خصصت 10 ملايين دولار لإقامة مشاريع حيوية في مدينة تعز تتمثل في تقديم خدمات صحية وتعليمية وبأسعار تتناسب مع ذوي الدخل المحدود.. وهناك فاجعة كبيرة اهتزت لها بعض قيادات المشترك وامتدت لدول الجوار حين تم الكشف عن خلية مكونة من (50) استاذًا جامعيًا وأكاديميًا تم تجنيدهم من قبل ايران.. لكن هذا الاكتشاف لم يأتِ بأي تفاصيل! وماذا فعلت تلك الخلية بالوطن وماذا باعت من أراضيه وماهي الأجندة التي تنفذها؟.

عشرة ملايين دولار امريكي خصصت لأقامة مشاريع في تعز من قبل ايران.. هذه العشرة ملايين التي استكثرت على محافظة تعز، عشرة أضعافها قد استلمها اصغر شيخ من مشايخ قبائل الشمال من قبل الشقيقة الكبرى!! والميزانية السنوية المرصودة من قبل السعودية لهؤلاء المتمشيخين تقدر بعشرات الملايين مقابل بيعهم وطنهم وحماية الأراضي المباعة للشقيقة الكبرى! وهذه العشرات الملايين من الدولارات الأمريكية أو مئات الملايين من الريالات السعودية نقدًا تعتبر وطنية بمفهوم هؤلاء المطففين.. هكذا يقول ميزانهم وهكذا يفسرون وطنيتهم والتي تكلل كل عام بزيارة الأراضي المقدسة لقبض الميزانية والمطالبة بزيادتها وعلى الطريق يمرون على مكة المكرمة يستغفرون ذنوبهم معتقدين بأنهم قد طهروا ذمتهم لعام مضى استعدادًا لعام قادم على طريقة تصفير العداد.. أما أبناء محافظة تعز ومجرد التفكير بأقامة مشروع فيها من قبل دولة إسلامية فتلك هي العمالة بعينها.. ولو افترضنا أن تلك المشاريع من قبل الحكومة الإيرانية ستقام في صنعاء أو ذمار أو عمران ولن نقول صعدة، حينها تصبح المشاريع خيرية ومساعدة انسانية من دولة إسلامية.

كم أنتم غلابا يا أبناء تعز! مجرد التواصل مع أي جهة تقوم الدنيا عليكم ولا تقعد, حتى عندما اندلعت ثورة الـ11 من فبراير 2011م خرجت مسيرتان في صنعاء تهتف (لا براغلة بعد اليوم). لقد ارتكب البراغلة الخيانة العظمي في حق الوطن عندما ثاروا، لكن الأمر تغير عندما انظم إليهم بعض القبائل والمشايخ من أبناء المحافظات غير البرغلية.

لنفترض حقيقة أن هناك تواصلًا بين أساتذة جامعيين او أعيان من تعز مع ايران, فما العلة في ذلك؟ إيران دولة إسلامية ولها وزنها وثقلها وهي عمق استراتيجي للأمة الأسلامية .. أما إذا أخذنا الجانب الآخر من تواصل بعض أبناء تعز مع إيران بصورة مباشرة أو غير مباشرة, فماذا يعني ذلك؟؟ هل يعني بأن هناك حركة تشيع في تعز؟!! وما ضير ذلك وهم يعتقدون أن تشيعهم هروبًا من طائفة البراغلة أو اللغالغة وسيصبحون مواطنين درجة أولى؟!.. فهناك بعض من أبناء الطائفة الزيدية تحولوا إلى سلفيين (وان كانوا لم يتخلوا عن مذهبهم الذي فطروا عليه "سلفيون دون تفريط بالزيدية").. والله أعلم.. كما أن حرية المذاهب مكفولة في دستور الجمهورية اليمنية بل حرية الديانة مكفولة ولا يوجد في الدستور ما يجرم هذا الأمر, فهناك حركات تنصيرية في اليمن وهناك يهود، وزيود, وإسماعيليون, وهناك كنيسة في صنعاء وكلهم أتباع لكهنتهم أو الآيات من خارج اليمن.. كما أن هناك سنة او من يطلق عليهم بالبراغلة او اللغالغة وهم مواطنون درجة ثانية في اليمن رغم انهم يشكلون الأغلبية المطلقة.

ايران متواجدة في اليمن منذ عشرات السنين والتمدد الإيراني رقعته تبدأ من ذمار مرورًا بصنعاء وعمران وإلى صعدة وليس في ذلك أي غرابة. ايران دولة اسلامية لها اهتماماتها بمن ينتمون الى مذهبها الرسمي.. بالأخير كلنا مسلمين.. هكذا كان ينظر البراغلة لهذا الأمر.. فعندما تم تشييد المستشفى او المستوصف الأيراني في شارع الستين بصنعاء لم نرَ في ذلك اي غرابة او توغل او تدخل إيراني في شؤون اليمن بل كان من حق البراغلة حينها ان يطالبوا ايران بأن تشيد مستشفى مماثل في تعز او الحديدة او اب او عدن.. لكن البراغلة نظروا اليها من ناحية عاطفية تنسجم مع الناحية المذهبية، كما ان البعثات الدراسية الدينية للمدينة المقدسة (قمٌ ) في ايران تدخل في اطار التعاون والتبادل الثقافي بين اليمن وايران كون المبتعثين من ابناء الطائفة الزيدية.. وهنا لا نملك إلا ان نذكر قول الله تعالى (ويل للمطففين).. لاحول ولا قوة إلا بالله.

أحد الدبلوماسيين اليمنيين يصرح للشرق الأوسط ان الحرس الثوري الأيراني يكثف نشاطه التجسسي في اليمن تحت غطاء تجاري وطبي؟؟ فما الجديد في حديثه؟!! هناك أفواج تبتعث من اليمن للدراسة في ايران وهناك افواج تبتعث من اليمن للتدريب العسكري وهذا كلام ليس بالجديد ومعروف من عشرات السنين ويدخل في اطار التعاون والتفاهم بين أبناء الطوائف الزيدية والشيعية في اليمن من جهة والحكومة الإيرانية من جهة أخرى, وبالأخير لم نرَ في ذلك غرابة, فإيران دولة مسلمة تمد يد العون لليمن وان كان لها مصالح فالمصالح متبادلة.

وأهم ما في الأمر أن إيران لم تنهب أراضي يمنية ولم تحارب وحدة أراضينا ولم تذل أبناءنا واخواننا في اراضيها وتستعبدهم وتسومهم انواع الذل والهوان, وتشحنهم في المركبات مكبلين بالقيود الى اليمن!!.. إيران لم تحرق أبناءنا على الحدود!! إيران لم تسخر أموالها لقتل الشخصيات الوطنية في البلد ولم تحارب الجمهورية وتدافع عن الملكية.. كما انها لم تمنع ابناء الطائفة الشيعية من الحج الى مدينة قم الإيرانية ولو كانت مكة المكرمة تخضع لسلطة ايران لما منع المواطن اليمني من الذهاب للعمرة او زيارة الأراضي المقدسة كما حدث مع الشقيقة الكبرى عندما حرمت اليمنيين من دخول اراضيها او زيارة بيت الله لمجرد اختطاف احد دبلوماسيها وان كانت اسباب الاختطاف ما زالت غامضة لا يعلمها إلا المختطفون والسفارة السعودية فقط.. اختطاف دبلوماسي حرم كل اليمنيين من زيارة الأراضي المقدسة بينما كرامة الكثير من اليمنيين تمتهن ويعاملون أسوأ المعاملة خلافًا لاتفاقية الطائف والتي من ضمن بنودها أن يُعامل اليمني في السعودية كمواطن سعودي مقابل احتلال جزء من الأراضي اليمنية لفترة زمنية محددة، ولكن ألغيت تلك الفترة وضمت تلك الأراضي إلى اراضي الشقيقة الكبرى بإراضي جيرانها.. ولا أحد يستطيع مجرد الحديث عن ذلك.

مشايخ بعشرات الآلاف يجاهرون صراحة ووقاحة ودون خجل او حياء, ليس منا كيمنيين فنحن نعرفهم ولكن على الأقل يستحون من الدول والشعوب الأخرى؛ عندما يجهرون بأن رواتب شهرية يتقاضونها من الشقيقية الكبرى (اللهم اجعلها صغرى بحق هذا الشهر الكريم) بل وتبلغ الوقاحة بشيخ مشايخ أن يقر باستلامه ميزانية من السعودية لقاء حمايته لحدودها معتبرًا ذلك قمة الوطنية (قبيلي الزلط هي وطنيته).

لماذا قامت الدنيا على التمدد الايراني في تعز؟!! في حين لا يجرؤ أحد على التحدث عن المخابرات الأمريكية والجيش الأمريكي فوق الأراضي اليمنية ومكتب الـ اف بي اي في صنعاء والسفير الأمريكي الذي يحكم اليمن ويدير الحكومة الانتقالية بالتنسيق مع المخلوع وزبانيته وأجهزة الاستخبارات الغربية في صنعاء.. والطائرات بدون طيار في سماء يمننا تفتك بالمدنيين الابرياء بذريعة محاربة الارهاب؟!! والسواحل اليمنية المخترقة من قبل البوارج الألمانية والفرنسية والأمريكية.. واليمن مرتمية كالطفل الوديع في احضان امريكا منذ اجتياح الجنوب وكل ذلك يعتبر من باب الوطنية.. ولكن أن يزور احد من محافظة تعز ايران او تفكر ايران بان تنفذ مشاريع في تعز فتلك هي خيانة وعمالة وتدخل ايراني!!.

القضية ليست قضية حوثي أو إيراني.. وحدوي أو انفصالي.. زيدي أو برغلي، قضيتنا هي المواطنة المتساوية، فليس بالضرورة حين يكون النظام عميلًا أن يرهن الشعب لعمالته، مشكلتنا هي الدولة المدنية والمواطنة المتساوية, وخلاف ذلك فالكل حُر يفعل ما يريد.. المشكلة مشكلة نظام وليست مشكلة ايران. المشكلة مشكلة مسؤولين ومشايخ عملاء يبيعون ويشترون بالوطن وبمصالح الوطن وليس بإيران.

كلمة أخيرة...

كم أنتم مساكين يا أبناء تعز!! إذا تنفستم فأنفاسكم تحصى!! وإذا تواصلتم مع أي دولة فأنتم عملاء.. حتى البلاطجة منكم يعاملوا معاملة احتقار.. بل إن أذيال النظام من ابناء تعز مهانين ومنتقص من كرامتهم وهذه الحسنة الوحيدة التي نحتسبها للنظام الطائفي المناطقي.