الإنتِخَابَاتُ الرّئاسِيّةُ المِصْرِيّةُ وَمَوْقِفُ الإخْوَانِ مِنْهَا!!(1)
بقلم/ محامي/احمد محمد نعمان مرشد
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 11 يوماً
الأحد 15 إبريل-نيسان 2012 04:26 م

يثور جدل كبير حول الانتخابات الرئاسية في جمهورية مصر العربية بعد نجاح ثورتها في 25/يناير/2011م. وإذا كان الشعب المصري قد نجح في إسقاط الرئيس السابق ونظامه وحزبه ونجحت الشعوب العربية الأخرى الثائرة على أنظمتها الجمهورية الاستبدادية التوريثية العائلية أمثال الأنظمة في تونس واليمن وليبيا وسوريا الذي يحتضر الآن. فهل ذلك النجاح المُشرّف كافٍ وحده ؟ أم لزوما على الشعوب المذكورة مواصلة ثوراتها حتى إحلال النظام البديل الذي تختاره وتثق به من الثوار والمعارضة بعيدا عن الملوثة أيديهم ممن عملوا مع الأنظمة السابقة في المناصب العليا أو الحساسة منها لاسيما وان القوى التقليدية من بقايا الأنظمة الساقطة لا يزال البعض منها في مناصبهم المختلقة عسكرية كانت أو مدنية أو سياسية وولائها ما زال للأنظمة القديمة وهي تسعى بشتى الوسائل والطرق لإعادة صناعة الأنظمة الساقطة من جديد عن طريق انتخابات تتولى إداراتها بنفسها أو بواسطة الموالين لها بُغْيَة العودة لحكم البلدان العربية من جديد باسم الشرعية الدستورية المزورة والكاذبة مستخدمين في ذلك مختلف الوسائل غير المشروعة التي اعتادوا عليها آنذاك في تواريخ ما قبل ثورات الربيع العربي فيكون حالهم كالذي ( تخرجه من الباب فيعود من الطاقة) وما دام والثورات في خطر فيكون لزاما على الثوار خاصة والشعوب عامة التيقض التام والنباهة المستمرة والعمل الدءوب حتى يتمكنوا من التغيير الكامل في جميع شؤون السلطة ابتداء من البرلمانات ومرورا بالحكومات وانتهاء برئاسة الدول وبذلك سيفوتون الفرص على بقايا الأنظمة التقليدية السابقة . والمتتبع للشأن المصري فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية التي يتم الإعداد لها حاليا سيلاحظ حقدا دفينا وحملة مسعورة وهجوما شرسا من قبل بقايا النظام السابق التابعين للحزب الوطني المنحل وأيضا من قبل المجلس العسكري وذلك ضد مرشحي الثورة والمعارضة وأبرزهم في الساحة المهندس خيرت الشاطر مرشح حزب الحرية والعدالة المعارض التابع لحركة الإخوان المسلمين صاحبة القاعدة العريضة والحاصلة على أغلبية الأعضاء في مجلس الشعب المصري الجديد كما أن الحملة مستمرة ضد بقية مرشحي المعارضة من سلفيين وغيرهم لاسيما وان موقف المجلس العسكري اليوم يختلف تماما عن موقفه الايجابي الذي كان عليه في بداية الثورة ناهيك أن نسبة 70% تقريبا من الإعلام المصري ما زال بيد بقايا الفاسدين من النظام السابق فتراه وتسمعه يُطبل ويُزمر لمرشحي بقايا نظام الحزب المنحل وضد مرشح حزب الحرية والعدالة وغيره من مرشحي المعارضة وهنا يجب أن يُدرك الجميع سواء المصريون أو الشعوب العربية الثائرة أن بقايا النظام المصري القديم بدأ يعيد إنتاج نفسه من جديد كنموذج لبقايا الأنظمة العربية المخلوعة وذلك من خلال دفعه لرموز الفاسدين من النظام السابق لتقديم أنفسهم مرشحين لرئاسة الجمهورية في مصر العروبة والكنانة أمثال ( عمر موسى واحمد شفيق رئيس الوزراء السابق ـ واللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق) الذي شارك في قتل وسجن وتعذيب وإخفاء عشرات الآلاف من أحرار مصر المعارضين للنظام السابق وقامت الثورة المصرية ضدهم وضد رئيسهم المخلوع مبارك . فهل يظن أولئك أن الشعب المصري غبيا ومغفلا وجاهلا إلى هذا الحد الذي يتوقعونه ؟ إن شعب مصر سَيرُد عليهم بالقول: ( إن الغباء والجهل والسذاجة ) بكم انتم أيها المرشحون وبالمجلس العسكري الذي دفعكم للترشح والذي ينتمي إليه ابرز المرشحين عمر سليمان . أمَا تدرون أن تجريب المجرب محال؟ ناهيك أن ما أثاره أولئك عبر إعلامهم العميل من تساؤلات غبية منها كيف لجماعة الإخوان المسلمين أن تنزل مرشحا للرئاسة وقد سبق لها التصريح بعدم القيام بذلك ؟ غير أنها تراجعت وأنزلت لها مرشحا . وأثاروا ضجة حول ذلك وكأن هؤلاء ما جربوا السياسية فجعلوا من الحبة قبة ومن الأكاذيب قبلة لهم والحقيقة أن السياسة لا يوجد فيها صادق أو كاذب وإنما هي فَنُّ الممكن وليس من العيب التصريح بعدم إنزال مرشح للرئاسة من قبل جماعة الإخوان المسلمين ثم يعدلون عن ذلك ويقدمون مرشحا . لاسيما وان المتغيرات والأحداث دفعتهم إلى ذلك وهذا شيء طبيعي ومن حقهم ولا عيب في ذلك ولا خطأ. فجماعة الإخوان قد حصدت أغلبية مقاعد مجلس الشعب لِمَا تتمتع به من شعبية كبيرة في أوساط المصريين وفي العالم العربي ولها تاريخ عريق حيث تم تأسيسها في الثلث الأول من القرن العشرين على يد مؤسسها الإمام الشهيد ( حسن ألبنا) رحمه الله وسبق للأنظمة المصرية المتعاقبة حضرها من مزاولة العمل السياسي وحرمانها من ذلك لعقود من الزمن وأودع قادتها ومفكروها والشباب الناشط فيها السجون والزنازين وخلف القضبان بدون أي جرم أو ذنب سوى أنهم يدعون إلى الحق والحرية والعدالة والمساواة وقد حانت الفرصة اليوم لهم ولغيرهم من الأحزاب الليبرالية المعارضة أن يتولوا الركب ويقود السفينة بأنفسهم إلى بر الأمان ويعيدون لمصر حضارتها وعزتها وسمعتها وكرامتها بعد أن دنسها نظام مبارك المخلوع وأوقعها في الحضيض . وانه لشرف للشعب المصري وللشعوب العربية الثائرة أن يتولى مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة رئاسة الدولة المصرية فانتصارها في مصر يُعد انتصارا لجميع الثورات العربية وتراجعها إلى الورى تراجعا للثورات العربية فيُفسح المجال لبقايا النظام السابق من الظهور مرة أخرى وبظهورهم وعودتهم لحكم مصر عودة لبقايا الأنظمة المخلوعة في العالم العربي وإذا بنا نحتاج إلى ثورات عربية من جديد لكن الحقيقة تقول :الليل ولى لن يعود وجاء دورك ياصباح