الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني
بأدائه القسم الرئاسي أصبح عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن خلفا للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. حلف أن يتعهد بالحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها، وأمامه عامان من حكم اليمن لتنفيذ هذا القسم العظيم، وكلنا ندرك أن مهمته لن تكون سهلة أبدا.
في رأيي خصمه الأول هو رئيسه السابق صالح الذي لا يريد أن يختفي من المشهد اليمني، حيث عاد سريعا من إجازته في لاس فيغاس ونيويورك بالولايات المتحدة، معلنا أنه سيحضر المراسم المقبلة، تذكيرا بوجوده وتحديا لخصومه. والأسوأ من ظهوره في الصورة الرسمية أنه عندما ترك الحكم خلف وراءه مسمار جحا كبيرا، حيث خلف ولده أحمد على الحرس الجمهوري مع ثلة من أقاربه يمسكون بأجهزة عسكرية أخرى.
اليمنيون اتفقوا، على الرغم من تحفظات قطاعات كبيرة منهم، على الصيغة السياسية لتكليف هادي رئيسا، راضين بالحكمة اليمانية التي ترى أن ما لا يدرك كله لا يترك جله. وبالتالي فإن إنهاء ثلاثة عقود من الحكم المتخلف لصالح يظل مكسبا، والجانب الأهم أن يبقى اليمن بلدا واحدا متماسكا، والاتفاق يحول دون النزاع. لقد تنازل اليمنيون كثيرا من أجل التوصل إلى حل وسط، وعلى صالح ورفاقه ألا يغامروا بإفساد حفل الرئيس ومستقبل الشعب اليمني.
وبالتالي إن نجح اليمنيون يكون اليمن قد سجل أنه أنجح ثورات الربيع العربي بتغيير الحاكم بأقل قدر من الدم والفوضى، إن أفلحت الخلافة الجديدة في بناء نظام جديد وتجنب الألغام التي نتوقع أن يزرعها صالح ورفاقه. والتحديات الأخرى كبيرة، بينها إقناع الانفصاليين الجنوبيين بأن هناك أملا حقيقيا هذه المرة أن يكون الجنوب جزءا فاعلا في إطار حكم عادل لكل اليمن. والوقت حان للمصالحة الشاملة وبناء دولة اليمن الكبير التي فشل الرئيس صالح في تحقيقها على الرغم من أنه يفاخر بأنه باني الوحدة، غير مدرك أن الوحدة ليست مشروعا عسكريا قسريا، بل شراكة، وكان من الممكن للجنوب أن يكون رافدا للنجاح السياسي والاقتصادي لحكمه، لكنه ضيق التفكير. كان هم صالح اختراع توازنات مبنية على التنازعات، مما أهله للقب مُرقّص الثعابين.
هادي وفريق الحكم الجديد سيكون عليهم مواجهة «القاعدة»، التنظيم الذي يسمم المجتمع اليمني ويحاول شق صفوفه قبليا ومناطقيا وطائفيا. وهذا التنظيم الإرهابي الذي فر من جبال أفغانستان إلى جبال اليمن لن يكون خصما سهلا، خاصة أن هادي مضطر لأن يعتمد على منظومة عسكرية قديمة.
والتحدي الأكبر سيكون في تحقيق تقدم اقتصادي، المعركة الأصعب من إسقاط صالح ومواجهة «القاعدة». فلا يوجد في اليمن بنية اقتصادية حقيقية، ولن يكون سهلا إعمار هذه الدولة التي تستحق مساندة عربية ودولية حتى تخرج من النفق الذي عاشته ثلاثين عاما.
فهل سيستطيع الرئيس الجديد هادي فعل هذا كله، وفي عامين فقط، هي مدة رئاسته؟
التحدي صعب.. لكن كما يقال إن وجدت العزيمة وجدت الوسيلة.
alrashed@asharqalawsat.com