سعر ثابت للسعودي والدولار مقابل الريال اليمني ..تعميم ملزم لكافة شركات ومنشآت الصرافة
ألمانيا تبلغ قبل نهائي بطولة أوروبا للسيدات بفوزها على فرنسا بركلات الترجيح
قطاع غزة يقترب من مرحلة الموت الجماعي.. وإسرائيل تمارس سياسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين
المقاومة الفلسطينية تتوعد العملاء والعصابات في غزة بالمحاكمة تمهيداً للقصاص
وسط صمت دولي وخذلان عربي .. مجزرة إسرائيلية جديدة بحق منتظري المساعدات في قطاع غزة
آلاف المواطنين في مأرب ينفذون وقفة غضب تضامناً مع غزة وتنديداً بسياسة التجويع الإسرائيلية
الإجرام الحوثي يطارد ما تبقى من صحفيين وكتاب في صنعاء .. تقرير حقوقي يوثق فضائع مليشيا الحوثي
نقابة أكاديميي جامعة إقليم سبأ تطالب بألف دولار كحد أدنى للرواتب وإنقاذ العملة
أشهر المنصات في واشنطن تفتح أبوابها للمليشيا الحوثية في تجارة الأسلحة الأمريكية والإتجار في تهريبها وسط تجاهل رقابي واسع ..
كانت في أزرار ملابس نسائية.. واشنطن تشيد بنجاح الحكومة اليمنية في ضبط كمية كبيرة من المخدرات بمنفذ الوديعة
في مشهد جيوسياسي ملتهب، تتضارب المعلومات وتتكاثر التكهنات حول طبيعة وحجم الضربة الأمريكية التي استهدفت المفاعلات والمنشآت النووية الإيرانية. فبينما يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن هذه المنشآت “دُمّرت بالكامل”، مهدداً بـ”القصف المتكرر” إذا ما تجرأت طهران على التفكير مجدداً في تخصيب اليورانيوم، تتردد أصداء تقارير إعلامية مسربة تشير إلى أضرار أقل جسامة، مثيرة بذلك حالة من الغموض حول حقيقة ما جرى على الأرض. لم يقتصر الأمر على التصريحات الأمريكية وحدها، فقد زاد من تعقيد المشهد حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن إعداد خطة لضرب إيران. هذه التصريحات، مضافة إلى المعطيات المتضاربة حول الضربة الأمريكية السابقة، تثير تساؤلات حادة حول ما إذا كان “وقف إطلاق النار” الشفهي الذي أعلنه ترامب مجرد هدنة مؤقتة، أم أنه يمثل تحولاً حقيقياً في مسار التصعيد. فإلى متى يمكن لهذا الهدوء المصطنع أن يصمد قبل أن يعود لهيب التصعيد ليشتعل من جديد، ربما بوجوه جديدة وأهداف أكثر وضوحًا؟
تصاعد الجدل بشكل خطير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشد الإيراني علي خامنئي بعد إعلان “وقف إطلاق النار” بين إسرائيل وإيران. ففي الوقت الذي وصف فيه خامنئي ما حدث بأنه “انتصار” لإيران، مؤكدًا أن بلاده وجهت “صفعة قوية” للولايات المتحدة وإسرائيل رغم الضربات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في نطنز وأصفهان وفوردو، كان رد البيت الأبيض سريعًا وحاسمًا.
المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية وصفت كلام خامنئي بأنه مجرد “محاولة لحفظ ماء الوجه”، مشيرة إلى أن الضربات الأمريكية كانت دقيقة ومؤثرة. ترامب نفسه لم يتأخر في الدخول على خط السجال بلهجة شديدة، مخاطبًا خامنئي مباشرة: “لقد هزمت”. وكشف ترامب عن معرفته الدقيقة بمكان تواجد خامنئي خلال الحرب، مؤكدًا أن المرشد “يعلم أنه يكذب عندما يتحدث عن انتصاره”.
ولم يكتفِ ترامب بالتوبيخ، بل لوّح مجددًا بالخيار العسكري، مشددًا على أن “المهمة في إيران كانت ناجحة جدًا”، وهدد صراحة: “سأفكر في قصف إيران مرة أخرى بسبب التخصيب”. هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع صور أقمار صناعية تُظهر عودة النشاط إلى منشأة فوردو النووية. ترامب وضع شرطًا واضحًا لتهدئة الأوضاع، قائلاً: “على إيران العودة إلى النظام العالمي وإلا فإن أمورها ستصبح أسوأ”. وأشار إلى أنه أوقف العمل على تخفيف العقوبات على إيران بعد بيان خامنئي الذي اعتبره إهانة، مضيفًا: “كان على خامنئي أن يشكرني لإنقاذه”.
تؤكد تقارير متعددة أن طهران بدأت بالفعل بإعادة تشغيل بعض الأنشطة في منشأة نطنز النووية بعد الضربات الأميركية التي استهدفتها. ورغم أن واشنطن وصفت هذه الضربات بأنها “مدمرة”، فإن إيران تؤكد أن الأضرار كانت سطحية ولم تمس البنية التحتية الأساسية للتخصيب. وفقًا لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فإن أجهزة الطرد المركزي ووحدات التخزين لم تُصب بأذى، وتم نقل معظم المواد الحساسة، بما في ذلك اليورانيوم عالي التخصيب، إلى مواقع غير معلنة قبل الهجوم. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية تحركات لوجستية مكثفة في محيط نطنز وفوردو قبيل الضربة، ما يعزز فرضية أن إيران كانت تتوقع الهجوم واستعدت له. الرسائل الرسمية الإيرانية ركزت على أن “البرنامج النووي لن يتوقف”، بل إن بعض المسؤولين أشاروا إلى أن الهجوم الأميركي قد يدفع طهران إلى تسريع أنشطتها النووية، وربما حتى إعادة النظر في التزاماتها بمعاهدة حظر الانتشار النووي.
على صعيد متصل، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن الوكالة لا تملك معلومات عن مكان وجود ما يزيد على 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، والذي أكد مسؤولون إيرانيون نقله قبيل الضربات. وأوضح غروسي أن نطنز تعرضت “لأضرار جسيمة للغاية” في إحدى قاعات أجهزة الطرد المركزي، وأن أصفهان لحقت بها أضرار أيضاً، مما يتناقض مع تأكيدات طهران بأن الأضرار كانت سطحية.
الموقف الإسرائيلي لم يكن بعيدًا عن هذا التصعيد، فقد أمر وزير الدفاع الإسرائيلي الجيش بـ”إعداد خطة ضد إيران”، مؤكدًا أن “الخطة التنفيذية ضد إيران تشمل منعها من التقدم النووي وإنتاج الصواريخ”. هذا التهديد الإسرائيلي أتى بالتزامن مع معلومات كشفت عنها القناة 12 الإسرائيلية، تفيد بأن “إيران تحاول استخراج اليورانيوم المخصب تحت الأرض في نطنز”، ما يزيد من المخاوف حول محاولات طهران للحفاظ على قدراتها النووية وتطويرها سراً.
الجدل الدائر بين ترامب وخامنئي، إضافة إلى التهديدات الإسرائيلية وتحركات إيران النووية المشبوهة، يرسم صورة قاتمة لمستقبل الهدوء. إن “وقف إطلاق النار” الذي أُعلن يبدو هشًا للغاية، وربما يكون مجرد فاصل لالتقاط الأنفاس قبل جولة جديدة من المواجهة