مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران
ما ألفناه عن أبواق الأنظمة المستبدة عامة, وأدواتها
التي تستخدمها ، كيف تقوم بصناعة عمليات التجميل لممارسات النظام وتلميع صورته ،
فتحول قمعه إلى أمن ، وظلمه إلى عدالة ، واستبداده إلى حرية ، وفساده إلى إصلاح ،
وشموليته إلى تعددية ، وقبضته البوليسية إلى انفتاح وديمقراطية
.
كما تحول تراب
الوطن وحصبائه إلى ربيع أخضر، وهضابه وجباله إلى كنوز ومعادن ثمينة، وبيدائه
وصحاريه إلى واحات خضراء ترقد فوق بحار من النفط أو الغاز, أو المياه
.
و
تحول هزائم النظام إلى بطولات وانتصارات ، ونكساته إلى أمجاد وأعياد وطنية ،
وتخلفه إلى رقي ومدنية ، وعصاباته وطائفيته وشلليته إلى مساواة وعدالة اجتماعية ،
وعمالته وتآمره وخياناته إلى تضحية وتفان ووطنية
.
وتصور فقر المجتمع وبطالته
, نهضة اقتصادية ، وانتشار الجهل والأمية قفزة
علمية . والفساد المستشري إصلاحا وتقدمية ، وتزوير الانتخابات نزاهة وشفافية
.
ويوصف الحاكم بأنه الزعيم الأوحد وملهم الأمة ، فهو هدية الأرض, ومنحة السماء
لهذا الشعب المعطاء ، الذي وهبه الله هذا القائد الفذ ليفخر به الوطن, ويتيه به عجبا
أمام الدنيا والتاريخ ، فيتشرف الشعب به ، ويفخر أمام العالم بزعامته ، حتى يسمّون
الوطن باسمه فخرا واعتزازا، كأنما حاز ملكية الوطن وحوله إلى مزرعة له ولحاشيته ،
وأما الشعب المسكين فما هم إلا عبيد وأجراء مسخرون لخدمته ، بل إنهم يتشرفون
بالعبودية لخدمة الزعيم الأوحد
.
ويصور الشعب على أنه صفوة البشرية ، وخيرة بلاد
الله في خلقه ، تمتد جذوره في الحضارة إلى آلاف السنين ، ولا تتسع الكتب والمجلدات
الضخمة لتدوين بصماته الحضارية ، وانتصاراته المجيدة ، وتاريخه المشرق ، وموقعه
الاستراتيجي المتميز، وشعبه الذكي المنتج
.
كل هذا يتم في أيام الرخاء للحاكم
عندما يكون الأمن مستتبا, والكرسي مستقرا، فإذا ما هبت نسائم الفجر, وانطلقت رياح
التغيير، وتناثرت شظايا الثورات ، وسقطت عروش المستبدين, وزملاؤه من الطغاة
والمستبدين ، وشعر باهتزاز الكرسي, وزلزلة الأرض وهي تموج من تحته ، عندها تتغير
لهجة المستبد وأبواقه من النفاق إلى دجل ساذج, وخداع ومراوغة للشعب مكشوفة وتملق
رخيص ، ليلتف على مطالب الجماهير ويثير البلبلة بينهم, ويقوم بتنازلات شكلية هامشية
تفضلا وامتنانا ، وجرعات مسكنات رخيصة موضعية ، لتقدم موضوعا تافها للأبواق ،
ليصدحوا به ويجعلوا منها الفرصة الثمينة ، وابتسامة الحظ الوحيدة للجماهير
الثائرة
.
ويبدأ أنصار النظام من المنتفعين والملتفين حوله ،
وممن ربطوا مصيرهم بمصير هذا النظام البائس ، إنهم يخافون الحرية لأن الشعب غير
معتاد على ذلك وقد تسيل الدماء ، وقد تؤدي الحرية إلى حرب أهلية .... وغير ذلك
مما يجر الخراب والدمار للبلاد
! !.
إذن لقد كان ثوار اليمن الذين استبدلوا الملكية بالجمهورية,
حتى ينال الشعب حريته مخطئون, ومتجنون على هذا الوطن، إذ منحوه الحرية وهو غير مؤهل
للثورة والجهاد والتضحية لأجلها
.
وإذا كانت اليمن بشعبها الذي
تمتد جذوره في الحضارة إلى آلاف السنين ، وبعد كل ذلك الاستبداد والاستعباد الذي
يطبق عليها ,غير مؤهلة للحرية والإصلاحات ، فهل هناك دولة من حولنا محتلة أو مضطهدة
مؤهلة للثورة ضد أعدائها حتى تنال حريتها ؟
!
إذا كان كذلك, فهي دعوة
مفتوحة لجميع الشعوب المحتلة والمضطهدة والمسحوقة أن تسارع فتصالح أعداءها وتعتذر
عن سابق ثوراتها ونضالها ، وتحمد هذا المستعمر الصهيوني لفلسطين أو الاحتلال
الأمريكي في العراق،
لما لهؤلاء المحتلين والمستبدين على هذه الشعوب الجاهلة, والمنغلقة من فضل, وأياد
بيضاء بهذا الاحتلال والاستبداد ، لأنها بمصادرة هذه الحرية تجنبها المشاكل
والخلافات الداخلية والحروب الأهلية ، وتحقن دماء المواطنين بدل أن تسير أنهارا في
شوارع الوطن
! .
أليست طرفة جميلة, ونكتة ظريفة يصدر بعضها من رأس النظام ، وبعضها
الآخر من أعوانه وأجهزة قمعه ، الذين بحسبون حساب ما بعد الثورة, وينظرون إلى
مواقعهم وما يحل بهم, بسبب ما أوغلوا في ظلم هذا الشعب وانتهاك حقوقه بإذلاله
واستعباده
.
إن ثمن الحرية الحقيقي أرخص بكثير من ثمن العبودية، إن ثمن
الحرية يدفع مرة واحدة, ويسجل أبطالها روادا للأمة, ورموزا لتاريخها المشرق, في
صفحات الشرف والعزة والكرامة
.
وضريبة الاستبداد والذل والاستعباد تدفع كل يوم ، ويسطر تنابلها, كغوغاء متخاذلين, وعبيدا جبناء في صفحات التاريخ
الكالحة السوداء ، لتبقى وصمة عار تلتصق بهم على مر الزمن..