يمانيون في القاهرة ومقهورون في اليمن!! (2-1)
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 8 أيام
الأربعاء 14 يوليو-تموز 2010 05:26 م

كثيرون هم اليمنيون في قاهرة المعز تعرفهم بملبسهم وحديثهم ، طلاب في الجامعات والدراسات العليا ورجال أعمال ومرضى جاءوا للعلاج ودبلوماسيون وسياسيون في استراحة ترانزيت وآخرون جاءوا للنزهة وقضاء الإجازات وشهر العسل.

ولنكن واقعيين فليس كل رحلة على متن الطائرة إلى القاهرة يشعر المسافر وكأنه في عربة إسعاف كبيرة لكثرة المسافرون للعلاج كما يردد البعض ففي كثير من الرحلات تصبح "طيارة العيانين" كما يطلق عليها موظفو المطار مزحة ثقيلة تشعرك كيمني بالدونية والإهانة.

• اليمنيون أجدع ناس

قليلون من يستقبلهم معارفهم أو أقاربهم بسياراتهم ، الأغلبية يستقلون سيارات الأجرة ومع السائق المصري الذي خبر اليمنيين تكون البداية. 

سائق أجرة في منتصف العمر يستقبلك بابتسامة : اليمنيين أجدع ناس ، أنتو أصل العرب ، أنا قريبي حارب في اليمن أيام زمان أيام الإمام والثورة ويضيف بنبرة فخر: إحنا محررين اليمن ، يفاجئك السائق بمعرفة أسماء مدن ومناطق من اليمن ويعرض عليك إذا كنت تحتاج شقة للإيجار بسعر مناسب ويبدي استعداده لأن يوصلك بسيارته أثناء فترة إقامتك و"يفسحك" على الأماكن التي تريد زيارتها: عاوز تروح الأهرامات هوصلك تشتي تصيف بالإسكندرية أو مارينا؟ أعرف ناس هناك وهيجيبوا لك شقة ويعملوا لك تخفيض تشتي تروح الأقصر يا عيني على الأقصر وجمالها برضه هناك أحبابي وأصحابي تحت أمرك يا باشا نورت مصر يابيه.

• يمنيون في الكازينوهات والأقسام :

ما إن يضع اليمني قدمه في مطار القاهرة الدولي حتى يشعر أنه خرج من سجن كبير وقاسي اسمه اليمن وانتقل إلى عالم جديد مليء بالحياة والحركة والانفتاح.

انتقال اليمني إلى مصر يعني الانتقال إلى بيئة أخرى بعيدة عن وطأة العادات والتقاليد التي يلتزم بها البعض في اليمن كعادة وليس كقناعة ودين مثل النقاب البعض يخلعنه في المطار ويلبسن الحجاب والبعض يخلعن النقاب والحجاب ويتركن لشعرهن ونفوسهن فرصة للتحرر السلبي المؤقت ولكن هؤلاء قليلات فيما أعتقد .

يصل بعض اليمنيون مصر وكأنهم خرجوا من سجن إلى العالم ليعيشوا حياتهم التي حلموا بها (يا نفس ما تشتهي) : كازينوهات ، ملاهي ، ومهرجانات ، دور سينما ومسارح ، تسوق في مراكز تجارية فخمة ، مطاعم ع الكورنيش ، جولة في مركب ع النيل ، زيارة أماكن أثرية

في القاهرة يمنيون يتعرضون للنصب والسرقة وآخرون وهم قليلون يتحولون إلى فتوات وأبطال أكشن يقيمون خناقات في الكازينوهات بسبب فتاة ليل ويدخلون أقسام الشرطة ويخرجون بغرامة واتصال من السفارة وكثيراً من التوبيخ والشتائم . 

• لليل مذاق خاص

الليل في قاهرة أم الدنيا المحروسة مصر له مذاقها الخاص كلما مضت الساعات كلما زادت الحركة معظم المحلات مفتوحة على عكس المدن اليمنية حيث تغلق المحلات قبل منتصف الليل وبعضها من بعد صلاة العشاء في ملمح قروي له بعض السلبيات وكثيراً من المزايا الناس في المسارح ودور السينما وعلى المطاعم والعائمة وعلى القوارب والمراكب التي تمخر عباب النيل ، مواكب أفراح وحفلات زفاف تقابلها في الشارع أو على سفينة عائمة ، خناقات ومطاردات وشباب وشابات يعيشون حياتهم بمرح وصخب. 

• د الشميري دبلوماسي ناجح

يعد الدكتور عبد الولي الشميري سفير اليمن في مصر وبشهادة الأغلبية نموذج رائع ووجه مشرق للدبلوماسية اليمنية الراقية فقد تحولت السفارة في عهده إلى خلية نحل عاملة على خدمة اليمنيين ومتابعة قضاياهم في مصر وما أكثرها والرجل بثقافته الواسعة وعلاقاته الكبيرة يقدم خدمة كبيرة لليمنيين في مصر هذا يدله على المستشفى المناسب والطبيب الماهر في العلاج ويتصل بالطبيب ليقوم بالواجب ويخفض لصاحبنا في تكاليف وهذا يرشده إلى أستاذ الجامعة الذي سيساعده في إنجاز البحث العلمي وهذا يدله على صاحب بيوت للإيجار محترم ويساعد الطلبة وهذا يرسله إلى المسئول الذي سينجز له عمله وهكذا وفوق هذا هو مثقف تعرفه النخبة المصرية جيدا من خلال مشاركته الدائمة والفاعلة في الندوات والمؤتمرات والمهرجانات والمناسبات ومن خلال كتبه وإصداراته ومنتداه الثقافي "منتدى المثقف العربي" الذي لمع نجمه في سماء الثقافة العربية لسنوات ثم عصفت به رياح السياسة الهوجاء والحسابات المالية للرجل ولا يعني هذا أن الرجل الذي ستنتهي فترته كسفير بعد أسابيع قد حاز الكمال ولكنه يسدد ويقارب وكثيرا ما تقحمه السلطات اليمنية في أعمال يستنزف من خلالها رصيده من الاحترام والتقدير عند الناس وهكذا هي السلطة الحاكمة في بلاد العرب أوطاني نافخة كير تحرق ثياب من يقترب منها ويناله من غبارها. 

• الطلاب والبحث عن "الأنتيم"

وطالما أن الجو في مصر مفتوح للتعارف وتكوين العلاقات العاطفية فهذا الطالب اليمني الذي يدرس في جامعة القاهرة والذي تابع لسنوات الأفلام المصرية ويعرف ممثليها الأبطال والكومبارس يرى أن الدراسة في مصر فرصة لا تعوض ليعيش قصة حب مع فتاة مصرية سيختارها من بين زميلاته لتكون "الأنتيم" ولا يوجد لديه مانع من أن يتزوجها زواج "عرفي" وطالما أنه نجل مسئول كبير ولديه إمكانيات مادية هائلة فقد أشترى فلة فاخرة في حي راقي وأشترى سيارة فخمة آخر موديل بفتحة سقف تلفت الأنظار لتكون بوابته لخطف قلوب الفتيات وتخيل نفسه كالممثل "حسين فهمي" في شبابه في البداية تعرف على إحداهن دعاها على شرب العصير ثم عرفها بنفسه وبالوظيفة المرموقة التي يشغلها أبوه في اليمن وعرفته بنفسها ثم فوجئت به يهديها جوال فاخر

- كده من أولها ما يصحش!!

وقبلت بعد إلحاح شديد من وأيمان مغلطة

- إبقى رجعي لنا الهدية بهدية وحقبلها على طول

بعد يومين دعاها على الغداء في مطعم فاخر وتعرف عليها أكثر وعرض عليها إيصالها بسيارته للجامعة كل صباح لكنها رفضت بشده

بعد يومين فوجئ بها تجلس مع طالب آخر في المطعم فثارت في نفسه حرائق الغيرة ولكنه تراجع وتجاهل صاحبنا الأمر حتى لا يقال عنه "دقة قديمة" و"متخلف" ثم إنها ليست خطيبته ولا بنت عمه فكر فعلا في خطبة إحداهن لكنه تذكر حتى هذا الأمر في حال حدوثه فلن يمنعها من الخروج مع زملائها والتواصل العادي معهم ضحك بسخرية وتمتم:

قد المطوعات المعقدات أخرج من المنفتحات!!

وأكتشف أنه يصعب عليه تشفير إحداهن لحسابه إلا بتضحيات كبيرة وطول فترة أو بانضمامه لطلبة الإخوان المسلمين فلديهم طالبات محجبات ومتفوقات ويرفضن بأدب الخروج مع زملائهن وتكوين علاقات صداقة خارج أسوار الجامعة والنقاش معهن داخل الجامعة ينحصر حول المنهج الدراسي والمحاضرات فقط.