آخر الاخبار
إلى دعاة تحريم الزواج المبكر ...من قتل نسيبة؟
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 19 يوماً
الخميس 04 مارس - آذار 2010 11:39 م

فليسمح لي القارئ الكريم أن أضع بين يديه التساؤلات التالية لدعاة تحريم الزواج المبكر أو العفة المبكرة والذين يحشدون كل طاقاتهم لفرض قانون يجرم الزواج المبكر ويعاقب كل أب يعف ابنه أو بنته، والذي يسمونه زورا منع زواج الصغيرات، ولو كانوا صادقين في دعواهم لجعلوا البلوغ سن الزواج وليس سن 18 التي يفرضها دعاة الإباحية الجنسية فنقول لهؤلاء المشرعين من دون الله

مطلب غربي

يا دعاة تحريم الزواج المبكر هل حلت مشاكلنا السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والصراع بين أبناء اليمن الواحد ولم يبق معكم غير تحريم الزواج المبكر؟ والذي تحشدون له كل الحشود ،من إعلام ومظاهرات ووفود ، وهل مطلبكم شعبي أم غربي؟ فان قلتم أنه شعبي فمقررات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية تكذبكم فوثيقة بكين التي وقعت من قبل دول العالم بمادتها 274تنص على \"ضرورة سن القوانين المتعلقة بالحد القانوني الأدنى لسن الرشد والحد الأدنى لسن الزواج وإنفاذ تلك القوانين بصرامة\" ووثيقة الطفل بعنوان \" عالم جدير بالأطفال\" التي أقرتها الأمم المتحدة في جلسة خاصة للجمعية العمومية في الفترة من 8 : 10 مايو 2002 وبالرغم من مطالبة الوثيقة – بوضوح- بالحرية الجنسية للمراهقين تحت سن الثامنة عشرة وتدعو إلي الحرية الجنسية قبل الزواج وحق البنات الصغار في الحصول علي خدمات الصحة الإنجابية كتنظيم الأسرة، كما تطالب أيضًا بضرورة تدريس الجنس في المدارس إلا أنها في المقابل تستنكر الزواج المبكر وتعتبره نوعًا من التعذيب والقهر حين تقول في البند رقم 40 النقطة الثامنة \" القضاء على الممارسات التقليدية الضارة أو التعسفية التي تنتهك حقوق الطفل والنساء مثل الزواج المبكر\" إذا هذا مطلب غربي

تلبيس على الأطفال

يا دعاة تحريم الزواج المبكر ، لماذا عندما تقودون مظاهرات بدعم من بعض السفارات الغربية عبر المدرسة الديمقراطية ، تقدمون أطفالا صغارا فيها لا يفقهون معنى الزواج؟ لماذا لا تقدمون الشباب والشابات من سن أربعة عشر فما فوق ؟ لأنكم تعرفون أنهم بفطرتهم يرغبون بالزواج كطريق للعفة ولن يخرجوا معكم .

التشريع لمنظومة

يا دعاة تحريم الزواج المبكر ،لو أننا أحصينا حوادث سير السيارات لوجدناها بالآلاف كم من نساء رملت ونفوس أزهقت وأطفال يتموا وأموال أتلفت ، هل يستدعي هذا منع السيارات أو منع ركوبها؟ أم التوعية والتوجيه ؟ وهذا هو ما نقوله لكي نرفع ما يحدث من ضرر حسب زعمكم في الزواج المبكر ،أننا نوجه ونوعي ،ونضع ضوابط شرعية وهذا ما قامت به لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية .

الحمل المبكر ليس ضررا

يا دعاة تحريم الزواج المبكر ان قلتم أن الزواج المبكر يعني الحمل المبكر وأنه ضرر على الحامل نقول لكم لن تحمل الأنثى إلا بأمر الله، والله هو الذي غرس الجنين في رحمها قال تعالى:\" فجعلناه في قرار مكين\" فإذا جاء وقت الميلاد والخروج قال تعالى \" ثم السبيل يسرة \" فهل أنتم ارحم بهذه الفتاة من الذي قدر لها أن تحمل ؟ وهل ظلمها سبحانه وتعالى ؟ فجئتم بعد بلوغها تؤخرون زواجها وحملها رحمة بها \" كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا\"

إحصائيات مرعبة

يا دعاة تحريم الزواج المبكر هل أتتكم هذه الإحصائيات ؟ أجرت الرابطة الأمريكية للنساء الجامعيات عام 2002م على 2064طالبا وطالبة في الصف الحادي عشر- ثاني ثانوي- تبين أن 82% منهن قد اعتدي عليهن جنسيا واليكم معلومة أخرى بلغ عدد الحوامل مبكرا- طبعا من الزنا – في أمريكا 900000خلال عام 96م وفي بريطانيا عام 2005 تم بأمر وزارة الصحة توزيع 53638واقي مجانا على طلاب المدارس من سن 13-15سنة وفي بريطانيا واسكتلندا ارتفع حمل الصغار 11% في 96م وفي عام 97م ارتفع عدد المولودين لأمهات صغار من الزنا 37% أليس هذا بسبب الاختلاط والثقافة الجنسية المبكرة وتجريم الزواج المبكر؟؟إذا كانت الأخلاق لا تعنيكم كما أنها لا تعني الغرب فنحن أخلاقنا دين نتعبد الله بها قال صلى الله عليه وسلم \" إنما بعثت لا تمم مكارم الأخلاقي \" فارجوا أن تفكروا بالمسألة من الجوانب الأخلاقية .

يا دعاة تحريم الزواج المبكر ألا تعلمون إن مصر التي شرعت قانون منع الزواج المبكر وصل فيها الفساد الأخلاقي إلى نقطة خطيرة فقد أكدت دراسة أعدتها د. فادية أبو شهبة- أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة- أن هناك 20 ألف حالة اغتصاب وتحرش جنسي تُرتكب في مصر سنويًّا؛ أي أن هناك حالتي اغتصاب وتحرش تتم كل ساعة تقريبًا، وقدَّرت الدراسة أن حوادث الاختطاف والاغتصاب تقع بنسبة ١٥% منها من صغار السن، وبمعدل حادثتين كل يومٍ تقريبًا.فهل تريدون أن نصل الى هذا المستوى من الاخلاق ؟ ان الغرب الذي تقلدونه ليس له أخلاق وهو يريد أن يجرنا الى مربعه فلماذا تكونون انتم جنوده في ذلك ؟

كل شيء أباحه الله مصلحة

يا دعاة تحريم الزواج المبكر إن دعواكم بمنع الزواج المبكر فيه مصلحة أو دفع مفسدة فهو باطل ، لأنه ما من فساد في حياة الناس إلا حرمه الله وما من صلاح إلا أباحه الله ، هذا اعتقادنا كمسلمين ،هل تتصوروا أن الله لم يعلم بأضرار الزواج المبكر فيحرمه، فجئتم أنتم بعلم لا يعلمه هو _حاش لله – وهو المنزه عن النقصان المتصف بالكمال قال تعالى \" أأنتم أعلم أم الله \" إن التحليل والتحريم بيد الله وحده قال تعالى \"أم شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله\" فان قلتم: أن ابن عمر قيد الزواج من الكتابيات وهو مباح، قلنا :انه قيده أو كرهه فقد احتج بقوله تعالى (ولا تنكحوا المشركات) وبقوله في سورة الممتحنة: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) فما هي حجتكم أنتم؟ وهذا رأيه ولم يوافقه عليه أحد ،وكان بديل ابن عمر الزواج بالمؤمنات، وأما بديلكم سيكون الزنا

استدلال في غير محله

يا دعاة تحريم الزواج المبكر أما استدلالكم بحديث بريدة عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما- فاطمة- رضي الله عنها-، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: \"إنها صغيرة\" فخطبها علي-رضي الله عنه- فزوجها منه، وهذا إسناد صحيح كما ذكر الالباني والحديث لا يدل على المنع إنما يدل على مقاربة السن، لأنه قال إنها صغيرة أي مقارنة بعمر وأبي بكر ثم قال :\"فخطبها علي\" ولم يقل ثم خطبها علي، فالفاء هنا تفيد الترتيب مع التعقيب ،إذا زوجها علي ،لقرب سنها من سنه فلم تكن بالنسبة له صغيرة كما هو لعمر وأبي بكر.

من القاتل؟

يا دعاة تحريم الزواج تناقلت وسائل الإعلام في الأسبوع قبل الماضي تأييد محكمة استئناف تعز للحكم الصادر على المدعو أكرم.... - عمره سبعة عشر عاما - الذي قتل الطفلة نسيبة .... ذات الخمس السنين ،تلك الجريمة التي هزت المجتمع بأسره اغتصبها ثم قتلها ليغطي على جريمة الاغتصاب بجريمة القتل ،والسؤال الذي أوجهه إلى دعاة منع الزواج المبكر ،لكل جريمة دوافع ،فما الذي دفع أكرم إلى تلك الجريمة ؟ نسيبة وأكرم ضحيتان للثقافة الجنسية المبكرة التي لا تحاربونها بل بعضكم منهمك فيها حتى الثمالة ، إن الهيجان الجنسي الذي تمارسه مواقع الإباحة والفجور ،وقنوات الخنا والشذوذ ، وصحف التبرج والسفور ، هو سبب السقوط الأخلاقي والبذرة السيئة لمثل هذه الجرائم ، وهذا ليس تبريرا لتلك الجريمة بقدر ما هو تحليلا لما هو حاصل، وكم من قصص اغتصاب لم تعلن، وجرائم زنا لم تظهر ، وأمراض جنسية لم تنشر، بسبب هذه الموجة العاتية من العواصف الجنسية ، ثم العجيب إن هؤلاء هللوا لحكم الإعدام بحق القاتل المغتصب ،الم يسألوا أنفسهم لولا أن الشريعة تعتبره مكلفا لما وقع عليه الحكم، وهذا عكس ما يطالبون به من جعل سن الطفولة إلى 18سنة ،بمعنى أنه لن يحاكم بهذه القضية كونه حدث .إذا فجعل سن الطفولة 17سنة معناه لن يخضع أي مجرم تحت هذا السن للعقاب مع أنه صار مكلفا وفق الشرع الإسلامي.

اثر اجتماعي مدمر

يا دعاة تحريم الزواج المبكر، الإسلام عندما يشرع لا يشرع لجزئيات أو لأحداث فردية ، إنما يشرع لأمة ضمن منظومة متكاملة ، فتحريم الزواج المبكر له عواقب أخلاقية تدمر المجتمع ، انه حصار للعفة المبكرة، ودعوة للعهر المبكر ، فعندما ينمو أطفالنا وسط لهيب الغريزة الجنسية ،ويمنعون من الزواج فما هي النتيجة الذهاب إلى الحرام والإجرام كما حدث \"لأكرم ...\" وله عواقب اجتماعية كارثية،فنسبة الزواج المبكر في اليمن تمثل ما يقارب 65% اذا لم تكن أكثر فماذا يعني منع هذه النسبة ؟ إنها العنوسة المحنطة ، هل تعلمون أن الفتاة في أغلب المناطق اليمنية إذا بلغت سن 18 سنة صارت عانس ؟

مشروع علمنة

يا دعاة تحريم الزواج المبكر نحن نعلم أن هناك قوانين أخرى تستعدون لعرضها لتخليص المنظومة القانونية في بلادنا من الشريعة الإسلامية ولكن كما قال تعالى \" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين\" وأهل الإيمان لكم بالمرصاد فلا تغتروا بوقوف السفارات والمنظمات الغربية معكم فالله معنا