آخر الاخبار

أردوغان يتوعد بمواصلة كشف جرائم إسرائيل : هتلر العصر نتنياهو لن يفلت من المساءلة تعرف كيف تحمي نقسك من أساليب الاحتيال الاصطناعي.. إليك التفاصيل أبو عبيدة في ظهور جديد يكشف عن السيناريو الأوفر حظا للتكرار مع أسرى إسرائيل في غزة تعرف على الدولة العربية التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً في سرعة الإنترنت الثابت والمتحرك الزنداني يضع المبعوث الأممي أمام الخطوات التصعيدية للحوثيين مؤخراً على المستويين العسكري والاقتصادي شوارع إسطنبول تختنق وتغرق بطوفان بشري لوداع الشيخ عبد المجيد الزنداني وصلاة الجنازة عليه ماذا قال عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة في رحيل الشيخ عبد المجيد الزنداني ؟ الرئيس العليمي يواجه المبعوث بما يجب عليه فعله مع الحوثيين ويؤكد التزام مجلس القيادة بخيار واحد تحذير طبي من الإفراط في تناول هذا المسكن إسرائيل وصفته بـ ''صيد ثمين جدا''.. من هو القيادي في حزب الله الذي اغتيل اليوم بغارة جوية جنوب لبنان؟

نحو نضال جديد
بقلم/ جمال انعم
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 24 يوماً
الإثنين 28 ديسمبر-كانون الأول 2009 04:20 م

ينقضي عام يمنيٌ أكثر قتامه , عامُ حرب , من صعده إلى أكثر من صعيد , ثقيلاٌ تلاحقت فيه الفواجع والخطوب والانهيارات .

أسوأ كوابيسك على الإطلاق أن تصحو عارياً بلا وطن , أن تفتح عينيك على الوهم , أن ترى نفسك بعد 47 سنه من الركض بعيداً عن الدار , أن ترى الدولة التي أملت أعشاراً وعشائر لا تقبل العشرة , مر عامٌ شهد إخفاق الجميع , الحاكم والمحكوم , عامٌ وجدت فيه اليمن نفسها خارج اليمن , خارج الدولة , خارج الزمن , إستعادت صوتها العصبيات , حين ضاع صوت الوطن , حين ضاع الوطن كحمى وحامٍ , بقاء العصبيات على حالها ضمن النسق العام دليلاٌ على توقف عمليات الصهر , والتحول إلى مفهوم الدولة ومفاهيم المواطنة .

العام 2009 م سجل كل الخيانات التي أرتكبت بحق الدولة من قبل كل الأطراف , الكل يجد نفسه ضحيةً لتلك الخيانات , بقاء العصبويات نتاج تسيد قيم التخلف , يتحمل الحاكم مسئولية كبرى في إستمرار تغذية هذه الأشكال إنطلاقاً من اعتقاده بسهولة إبرام تعاقدات معها تبقيه في سدة السلطة وتبقيها في قلب الغنائم , وانطلاقاً من إدراك كونته الخبرة بألا حسابات لتلك الجهات خارج المصلحة والمنفعة المتأتية من علاقة " الزبائنيه " بينها وبين الحكم , وفي المحصلة نكتشف ألا ضمان لإستمرار تلك العلاقة وألا ضمان لإستمرار أي مصالح تتم على حساب الدولة وتقويض مبدأ المواطنة .

نرى على نحوٍ واضح مدى إتكاء النظام في صراعاته الداخلية على تلك العلاقة , ما يحدث من تجييش للقبيلة في حرب صعده نموذج على إستمرار مراهنة الحاكم على أدوات ما قبل الدولة , مؤشر على إستمرار التعامل مع القبيلة خارج مواضعات الدولة عموماً , وهو مالم يخدم القبيلة على الإطلاق , ماذا يعني أن تبقى القبيلة مجرد بندق يمكن توجيهه حتى صوب ذاته , يجب إعادة الإعتراف بالقبيلة بصورة أخرى تعيد إليها الإعتبار والحق في المصلحة على قاعدة المواطنة المتساوية لا مقابل خدمات أو حسابات أخرى .

العام المنصرم كشف للجميع خسارة كل الرهانات التي تمت على حساب اليمن , مالم يذهب للدولة لم يذهب لصالح أحد , لم يذهب إلا لصالح هذا الخراب .

في الجنوب مثل إنتعاش الحس العصبوي خطراً على نضالات أبناء الجنوب وأبناء الشمال في الوطن الواحد , المناضلون اللذين وجدوا في " الجنوبية " راية سهلة للتجييش تسوغ إدارة الظهر لعمر من النضال ضمن الحركة الوطنية والكفر بكل الأفكار والمبادئ الرحبة التي تسع العالم , هؤلاء اللذين يحاولون إثبات أن العصبية هي جوهر القضية , هؤلاء اللذين خرجوا قبائل تنكر العرف والتعارف , هم الأخطر على قضية الجنوب العادلة .

في لعبة توازن القوى , من المهم أن لا يفقد اللاعبون الكبار توازنهم فيضطرون للإتكاء على كل أعوج وأهوج , قد تصير لعبة خطرة وقاتلة أوراق الضغط التي لا تمسكها بيدك لا تلبث أن تضغط عليك , في فترات اليأس قد تلجأ قوى التغيير للنفخ في فزاعات من خارجها كي تخلق نوعا من التوازن أو من أجل تسويات معينة , لعبة السلطة ذاتها قد تكررها المعارضة وبإختلافات شكلية .

أرفض منطق أكلت يوم أُكّل الثور الأبيض , لعبة الأمس لها منطقها الخاص وثور الأمس ليس ثور اليوم ,الملعب غير الملعب واللاعبون ليسوا هم الآن .

الإستقواء بكل ما هو خارج السيطرة نتائجه وخيمة ولم تحصد حركات التغيير سوى الضعف من ذلك , لم تقوي سوى الفساد وسلطة الفاسدين , لهؤلاء الخارجين حساباتهم وأجندتهم ولا شئ أخطر من تعارض طموحات العمل وتناقض خيارات التغيير , هؤلاء الذين يدخلون السوق كفتوات لتخويف المعلمين الكبار ولإيجاد توازن رعب سرعان ما يخلون بكل التوازنات.

أمام الحراك اليوم تحديات كبيرة أهمها : حماية نضاله من السقوط في خدمة التخلف والحيلولة دون تحوله إلى مجرد ساحات لتفريغ النقمة وإعلان عودة إحياء العصبيات المقيتة لا عودة إحياء الروح والأمل في إمكانية عبور هذا المخاض نحو ميلاد يمن جديد ..

لايمكن بأية حال أن يأتي من أفكار بالية وتصورات قديمة ولا عبر مناضلين ينتمون لأزمنة غابرة.