الوطن بخير.. لكنهم الحاقدون!
بقلم/ كاتبة صحفية/سامية الأغبري
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 26 يوماً
الجمعة 28 أغسطس-آب 2009 01:40 ص

البلاد بخير لاصراعات ولاحروب ولادماء تسفك في صعده ولاقتل للمتظاهرين والمحتجين في جنوب الوطن,لا اضطهاد ولا قمع ولا استبداد ولا استعباد.

البلاد بخير فبفضل الكهرباء النووية لا تنقطع أبدا, ولا أزمة مياه ولا أزمة غاز- الغاز متوفر وبسعر رخيص ,المياه متوفرة في عدن ومن قتل او أصيب او اعتقل هم مجموعة مشاغبين آيادٍ خفية تحركهم - وليسوا مواطنين يبحثون عن ماء يروي عطشهم ,كان عليهم أن يصمتوا ويرضوا بما قدر لهم من الحكومة كما أبناء محافظة تعز الذين لسنوات طويلة وهم يعيشون أزمة مياه لاتعاني منها أي محافظة أخرى ومع هذا قبلوا العيش بما تقدمه لهم الحكومة كل شهر دون تذمر! أسعار المواد الغذائية مناسبة وغير مرتفعة,والشعب لا يتضور جوعا.

الوطن بخير لا اختطاف للأجانب ولاحتى لليمنيين يد الدولة في كل مكان وفي كل بقعة من ارض اليمن, والقانون سيد الجميع, نحن في ظل دولة نظام وقانون من قال أن القبيلة هي من تحكم والفوضى سائدة في البلد موتور وحاقد وكاذب!

إعلام المؤتمر يقول الوطن بخير لكن أصحاب النظارات السوداء الحاقدين على الوطن ووحدته وثورته ونظامه الجمهوري والحاقدين على ماحققه المؤتمر الشعبي العام الحاكم من منجزات عملاقة للوطن ورفاهية وعدالة للمواطن - ينكرون كل ذلك, ولايرون خيرات الوطن وثرواته وهي تتوزع على المواطنين دون استثناء, لايرون المواطنة المتساوية فمواطن سنحان هو كمواطن عدن وتعز- مواطن إب والحديدة هو كمواطن حاشد وهمدان, لافرق بينهم الجميع هنا سواء! أولئك الحاقدون لا يرون كل ماتحقق لأنهم ينظرون من خلف نظاراتهم السوداء وهم أما(انفصاليين أوحوثيين وعملاء وخونة) وإلا كيف ينكرون ماتحقق في العهد الميمون للمؤتمر أدام الله عزه!

طالما الإعلام الرسمي قال إن الدنيا بخير والوطن بخير إذاً الدنيا بخير, ولايهم ما نراه نحن في واقعنا من ضيم وبؤس وفقر هل نصدق أعيننا وواقعنا المرير ونكذب إعلام الحاكم وزمرته!

عجبى! على من ينكر الواقع ويحمل غيره المسؤولية, عجبى! على من يرفض الاعتراف بأزمات ستطيح حتما بالوطن وتدفع به إلى قعر الهاوية, مع أن الإعتراف بوجودها يساهم في حلها ورأينا إلى أين أوصلنا تجاهلها وإنكار وجودها .

ولازال يرفض الإعتراف أننا في نفق مظلم لم نر بصيص نور أو أمل يجعلنا نتفائل أن غداً هو أفضل ومستقبل مشرق ينتظرنا, والحقيقة ما ينتظرنا- مستقبل مظلم أسود.

في محافظة عدن إنطلقت ثورة مياهٍ سلمية وكالعادة وجهت بالرصاص وحملة الاعتقالات ,خرج المواطنون مطالبين بمياه هذا ما كفله لهم الدستور كيف لهم الحياة دون ماء؟ خرجوا عزل لكن رجال الأمن المدافعون عنا عن حقوقنا من يحمون دماءنا وأموالنا وأعراضنا أطلقوا عليهم الرصاص قتلوا وسفكوا الدماء واعتقلوا فقط لان التظاهرة والاحتجاج في عدن! وعدن مبعث قلق ورعب للنظام ليس خوفا على الوحدة بل لان الحراك الجنوبي يشكل خطرا على وجودهم في السلطة على!انه رعب -هستيريا وجنون ينبئ بالسقوط الذي ننتظر, وإلا ما مبرر إطلاق النار على المتظاهرين وحملة الاعتقالات؟ بأي حق يوجه أشاوس وشجعان الأمن أسلحتهم تجاه المواطنين؟! انقطعت المياه لأسبوع في محافظة عدن فثار الناس أما في تعز فأنهم منذ سنوات طويلة جداً والمياه تنقطع لاشهر ولم يتذمر او يشكو أبناءها ولم يحركوا ساكنا! مرة أخرى يعلمنا أبناء المحافظات الجنوبية معنى ان نكون أحراراُ نطالب بحقنا مهما كانت التضحية وهاهم يقدمون الشهداء والجرحى ثمنا لحقوقهم.

وصعده جرح الوطن النازف كلما قلنا سيلتئم أنكئه تجار الحروب ووكلاءها, صعده تغرق بدماء قتلى الوطن وبدموع ذويهم ودموع المشردين الفارين من جحيم الحرب إلى نار التشرد ,ليست صعده وحدها من يودع ء القتلي هناك من كل مكان من شرق الوطن وغربه شماله وجنوبه , كبار وصغار شيوخ ونساء وشباب يسقطون في هذه الحرب اللعينة, في صعده ينامون ويصحون على أصوات المدافع وأزيز الرصاص,ونواح الثكالى ودموع الأرامل.

بيوت أصبحت خرابا ومزارع وأراضٍ حرقت,دمرت وأحرقت الحرب كل شيء, مالذي يحدث وعلام يقتل بعضهم بعضا؟ من أجل ماذا تزهق الأرواح وتسفك الدماء؟ 

كل هذه الحروب والأزمات والوطن بخير!

وداعا للعدالة

غدا الجمعة يوارى جثمان الشهيد الدكتور درهم القدسي الثرى وستوارى معه بالطبع العدالة وهيبة دولة بلا هيبة, ليدفن غدا بجانب الدكتور الشهيد قانون الغاب الذي لايسرى الا على فئة من الناس وغيرها هي فوق القانون,أشهر طويلة وأسرته وزملائه ينتظرون العدالة و الإنصاف لكن دون جدوى لان القاتل من فئة من هم فوق القانون ولأننا ففي بلد تحكمه القوة والمزاجية وليس النظام والقانون لن تجد العدالة, هذا هواليمن التعيس الذي أبتلاه الله بفئة حاكمة فاسدة مصلحتها فوق كل اعتبار- بلد الموت يحيط بمواطنينه من كل مكان, فحيثما يتجه المرء ترافقه رائحة الموت , إما برصاص طائش او عنجهية جندي او في صعده او في مستشفى وأنت تؤدي عملك كطبيب, وان لم يكن بالرصاص ببيارة مفتوحة او بسلك كهربائي, يخرج المواطن ولا يتوقع العودة الا محمولا.

رمضان كريم وكل عام والوطن بخير!