آخر الاخبار

وزارة الدفاع الإماراتية تستدعي السفير اليمني وكبار الضباط والمسؤولين يحضرون اللقاء .. دلالات اللقاء ورسائل أبوظبي للشرعية.. عاجل حضرموت تتصدر أولويات الدعم الأوروبي: مشاريع اقتصادية وثقافية غير مسبوقة ووفد رسمي من الاتحاد الأوروبي يزور مدنها نزاع قبلي يتجدد في محافظة البيضاء يسفر عن أكثر من 50 قتيلًا وجريحًا وسط اتهامات للحوثيين بتغذية الصراع.. ''واعي'' تواصل اسكات الحوثيين على منصات التواصل الإجتماعي.. أين وصلت ''حملة التفاح'' وكم عدد الحسابات المحذوفة حتى الآن؟ واتساب يقترب من إطلاق نظام الهوية الموحدة ويتخلى عن الأرقام مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر يحذر من أجواء شديدة البرودة خلال الساعات المقبلة.. السعودية تمول مشاريع تنموية في مجال الكهرباء في 3 محافظات يمنية الإدارة الأمريكية تعلن إدراج أربع جماعات أوروبية على قوائم الإرهاب الرئيس العليمي يشرعن لقرارات عيدروس الزبيدي الباطلة عنصر حوثي متهم باغتصاب فتاة تحت تهديد السلاح ومكتب حقوق الإنسان يوثق الجريمة ويطالب بتحرك دولي  

رئيس لا يساوم على الدماء ولا يبيع السيادة
بقلم/ سيف الحاضري
نشر منذ: شهر و 27 يوماً
الأربعاء 17 سبتمبر-أيلول 2025 04:51 م
  

سياسة التنازلات من أجل البقاء أسقطت دولًا وأنظمة، وأسقطت معها منهجية تلك السياسة الفاشلة. فعلى مرّ التاريخ، لم يوجد رئيسٌ سارع إلى تقديم التنازلات للحفاظ على منصبه إلا وكانت نهايته السقوط والانهيار.

إن التمسك بقيم الدولة وأسسها وقوانينها ودستورها يمثل أهم عوامل البناء المؤسسي والنهضة الوطنية. ومشكلتنا اليوم تكمن في قيادة بات مطلوبًا منها تجاوز "الأنا" الضيقة، والتمسك بمكاسب الوطن العليا.

فالرئيس، بصفته موقعًا وظيفيًا وسياسيًا، مؤتمن على منجزات ومكاسب وطن كامل. وأبرز تلك المكاسب الحفاظ على السيادة، وصون الدستور والقوانين، وحماية مؤسسات الدولة. ومن يتنازل عن سيادة الدستور، فإنه يتنازل في حقيقة الأمر عن شرف مسؤوليته وأمانة موقعه.

الرؤساء، مثلهم مثل الجنود وسائر المناضلين، يضعون أرواحهم على أكفهم من أجل وحدة بلدانهم واستقرارها وسيادة القانون فيها. ولم يعرف التاريخ بلدانًا ضحّت بوحدتها واستقرارها، وتشرد شعبها وقُتل مئات الآلاف وجاع الملايين، فقط ليبقى الرئيس في منصبه، إلا في عالمنا العربي. واليمن اليوم يمثّل النموذج الأسوأ لذلك: بلد يُدفَع نحو الانهيار الشامل، وشعب يُمزّق ويُجوّع ويُقتل، وكل ذلك يهون أمام معادلة مشوّهة عنوانها: أن يبقى الرئيس في منصبه، ويحكم ما تبقى من اليمن خارج أراضيه.

هذه المعادلة سقطت. وما يحتاجه الوضع اليوم هو رئيس يقدّم نفسه فداءً لاستعادة سيادة الجمهورية اليمنية ومصالح الشعب، رئيس يعلن بصوتٍ عالٍ: لا لقانون المليشيات، ولا — وألف لا — للشراكة مع جماعات الإرهاب والطائفية وقتلة الشعب.

اليمن يحتاج رئيسًا يخاطب شعبه من الميادين وساحات القتال، رئيسًا يهبط إلى الخنادق ليمسح دموع جنوده ويواسي جراحهم، رئيسًا ينظر إلى أبناء الشهداء باعتبارهم مسؤولية وطنية كبرى ويضعهم في سلّم أولوياته.

أما الحديث عن تنازلات جديدة قد يقدمها رشاد العليمي لصالح مليشيات الانتقالي وبلطجيته، فهو خيانة وطنية صريحة، وإهدار متعمّد لما تبقى من مؤسسات الدولة، وتواطؤ مكشوف مع مشاريع إسقاط الجمهورية.

إن أخطر ما يواجه اليمن اليوم ليس فقط مليشيات الحوثي أو الانتقالي، بل عقلية الاستسلام والتنازل التي تسيطر على بعض من يتصدرون موقع القرار. فالتاريخ لا يرحم الرؤساء الذين قدّموا أوطانهم قربانًا لبقائهم، ولا يغفر للشعوب التي صمتت حتى ابتلعتها مشاريع التفتيت.

اليمن اليوم يحتاج رئيسًا لا يساوم على الدماء، ولا يبيع السيادة في أسواق التفاهمات. رئيسًا يواجه ولا يهرب، يضحي ولا يساوم، ويصرخ في وجه الجميع: اليمن أكبر من كل الصفقات، وأعظم من كل التنازلات.