حمد بن جاسم من قطر يُقرع جرس الإنذار: سوريا على أعتاب التقسيم.. ودول الخليج في مرمى الخطر
غوتيريش يقرع ناقوس الخطر: هجمات الحوثي في البحر الأحمر
ترامب يتوعّد روسيا ويعد بإعلان "مدوٍّ".. والناتو يتكفّل بتسليح أوكرانيا بالكامل
من داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية.. نتنياهو متهم بالخيانة
بعد توسيع الرئيس الأمريكي نطاق الحرب التجارية العالمية .. اسعار الذهب تعلن ارتفاعها
الذكاء الاصطناعي يرسم ملامح الكرة العالمية.. وسان جيرمان يتصدر المشهد كأفضل فريق في العالم
سان جرمان يقسو على ريال مدريد برباعية ويلحق بتشلسي الى النهائي
انتهاك جديد للخصوصية دون علمك... غوغل تفعّل ميزة خطيرة على هاتفك
أسرار ومعلومات جديدة عن بناء الأهرامات
الأمم المتحدة تبدأ تحركا جادا لمواجهة تزييف المحتوى بالذكاء الاصطناعي
لست أستلّ غضبي من قِراب الحقد على عصابةٍ جوفاء خرجت من باطن الجرف، ولا على زيف الإمامة المتقيّحة التي تعوي من كهوف مرّان كأطيافٍ مسكونة بالعفن والتاريخ المنخور. فعدوّك حين يُعرّي سلاحه في وجهك، يفتح لك باب الشرف لتقاومه، ويمنحك يقين العداوة الواضحة التي لا التباس فيها ولا غدر.
لكنّ طعناتي النازفة، وجرحي الذي لا يندمل، ونقمة قلبي المحتقن، لا يوجهها صوب العدوّ المعلن، بل نحو أولئك الأنذال المندسّين في النَسَب والقربى، المتساقطين من جذورنا، من دمنا، من قاماتنا الموروثة. أولئك الذين تنكّروا لملح التراب ورائحة الجدود، وباعوا شرفهم في سوق الميليشيا كما يُباع الرقيق في سوق العبيد.
هؤلاء ليسوا مجرّد منحرفين عن الطريق، بل خونة مكتملو الأركان، تحوّلوا من جيران إلى أدلّاء، من أبناء عشيرة إلى جواسيس على أهلهم، من أصحاب مأدبة الأمس إلى مرشدين لسفّاحي اليوم، فدلّوا القتلة على ديارنا كما يدلّ الراعي الذئب على زريبته.
هم من فتحوا الدروب الملتوية أمام سكاكين العدو، هم من أوصلوا الرصاصة إلى قلب الشهيد الشيخ صالح حنتوس، لا عن جهل ولا عن غفلة، بل عن خيانة محسوبة، عن وضاعة ممنهجة، عن تجرّدٍ سافل من كل قيمة تستحق البقاء في ذاكرة الرجال.
تصوّر أن قاتلك ليس عدوًا يختبئ خلف الجبهة، بل ابن عمّك الذي شرب معك من نفس الدلّة، وشاركك مجالس الأنس، ثم قادك إلى مصيرك بابتسامة مدسوسة بالسمّ.
أي لعنةٍ هذه؟
أي نذالةٍ أكبر من أن يبيعك من يحفظ اسم أمّك؟
لقد سقطوا لا من رجولتهم فحسب، بل من سجلّ القبيلة، ومن صكّ المروءة، ومن تقاليد الشرف التي نُقشت فينا منذ أول وهج للنار في مواقدنا.
صاروا سيوفًا بيد جلّاد فارسي، بيادق لمعمّمٍ مسكون بحلم العرش السلالي، عبيدًا لمشروع طائفي تآكل في بلاده فتمدد كالعفن إلى بلادنا. صاروا مطايا للخنوع، وعرابين للذبح، وعرقًا فاسدًا يسري في شرايين الوطن كالسمّ الزعاف.
الحوثي لم يغزُنا بحدّه، بل بنعل خائنٍ يقيم بيننا، يفتح له الأبواب، ويغلقها خلفه، ويترك دماءنا على الأرصفة كأنها لا تعنيه.
والله ما سال دم صالح حنتوس إلا بعد أن صافح قاتله واحدٌ منّا، وما وصلت يد الحوثي إلى عنقه، لولا أن دلّها أحد الذين نشأوا بيننا، وأكلوا من قدورنا.
اسمعوها جيدًا، ولتسجّلها الذاكرة بحروف من لعنٍ لا يمحى:
الخونة لا تسقط خيانتهم بالتقادم، ولا تُغتفر زلّاتهم كما يُغتفر الذنب للعائد.
سنكتب أسماءهم كما يُكتب اسم السفاح،
وسنُعلّق صورهم على جدران العار كما تُعلّق صور الطغاة في ساحات السقوط.
القصاص ليس وعدًا ننساه... بل قدر نُعدّ له، ونُربّي عليه أبناءنا، ونَستبقي لأجله ذاكرتنا ساخنة.
العدوّ الذي يواجهك في الساحة خصمٌ شريف،
أما من يغدر بك من الخلف، فهو نفاية الرجولة، وقيح الوطنية، وظلّ الطعنة المستديمة.
وسيأتي يومٌ... تُرفع فيه الستائر، وتُنكشف فيه الوجوه، وسنقولها بلا وجل: أنتم لستم مجرّد أداة في يد الحوثي... أنتم خيانته المبطّنة، أنتم ذئبه الذي يلبس جلد الخروف، أنتم خنجره حين تعب يده، وصوته حين يخرس لسانه.
ولن تفلتوا من الحساب... فدم الشهيد ينادي، والكرامة تستصرخ، والزمن لنا لا لكم.