آخر الاخبار

سعر ثابت للسعودي والدولار مقابل الريال اليمني ..تعميم ملزم لكافة شركات ومنشآت الصرافة ألمانيا تبلغ قبل نهائي بطولة أوروبا للسيدات بفوزها على فرنسا بركلات الترجيح قطاع غزة يقترب من مرحلة الموت الجماعي.. وإسرائيل تمارس سياسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين المقاومة الفلسطينية تتوعد العملاء والعصابات في غزة بالمحاكمة تمهيداً للقصاص وسط صمت دولي وخذلان عربي .. مجزرة إسرائيلية جديدة بحق منتظري المساعدات في قطاع غزة آلاف المواطنين في مأرب ينفذون وقفة غضب تضامناً مع غزة وتنديداً بسياسة التجويع الإسرائيلية الإجرام الحوثي يطارد ما تبقى من صحفيين وكتاب في صنعاء .. تقرير حقوقي يوثق فضائع مليشيا الحوثي نقابة أكاديميي جامعة إقليم سبأ تطالب بألف دولار كحد أدنى للرواتب وإنقاذ العملة أشهر المنصات في واشنطن تفتح أبوابها للمليشيا الحوثية في تجارة الأسلحة الأمريكية والإتجار في تهريبها وسط تجاهل رقابي واسع .. كانت في أزرار ملابس نسائية.. واشنطن تشيد بنجاح الحكومة اليمنية في ضبط كمية كبيرة من المخدرات بمنفذ الوديعة

الحوثي المفاعل النووي الإيراني في جنوب الجزيرة العربية
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: 3 أسابيع و 5 أيام و 5 ساعات
الثلاثاء 24 يونيو-حزيران 2025 04:38 م
 

تمتلك إيران مفاعلاً ضخماً في جنوب الجزيرة العربية، اسمه: الحوثي. 

في العراق ولبنان تتحرك إيران على مستوى ما دون الدولة. في الحرب القائمة بين إيران وإسرائيل [وهي ضرب، في الحقيقة، أكثر منها حرب] تمكنت الدولتان العراقية واللبنانية من كبح الميليشيات التابعة لإيران. بينما واصلت صنعاء إطلاق الصواريخ والتهديدات. 

 

في اليمن يمتلك الإيرانيون الدولة بأكملها، لا مجرد تشكيلات و"عصائب". واليمن، كما نراها الآن، هي دولة تحكم صنعاء، يعيش فيها ثلثا السكّان، محاطة بفراغ كبير يطلق عليه "الشرعية".

 

الحوثيون هم الكنز الاستراتيجي لإيران، وهم شبكة "فوردو" التي عجزت القوات الأميركية عن تحطيمها خلال 15 شهر من الضربات الجوية والصاروخية. قطاع الطرق الذين لم يزوروا مدرسة صاروا يملكون الطيران المسيّر، بعيد المدى، والصواريخ الموجهة عن بعد والقادرة على إصابة سفن في أعالي البحار! كنز إيراني ضخم ومستدام. لا توجد سلطة عليا في اليمن سواهم، ولا يمكن كبح جماحهم. عزلتهم الداخلية والخارجية تجعل من إيران طريقاً إجبارياً. إيران المصابة تعرفت قيمة وأهمية ذلك الكنز، علاقة فوق إيديولوجية، تجاوزت حتى سخرية المؤسس حسين بدر الدين من فكرة الإمام الغائب. هناك إمام حاضر، وقد وصل إلى صنعاء وبنى معامل للمسيرات ومصانع للصواريخ. صار الحوثيون، بفضل الإمام الحاضر، إلى قوة صاروخية قادرة على منع تصدير النفط من الحقول اليمنية، وعلى بث الرعب في السعودية. أنا المجنون، يقول الحوثي، أستطيع إيلامكم، بمقدوري أن أوقف مطارات المملكة العربية السعودية، ولا يمكنكم إيذائي. فأنا بلا اقتصاد، ولا خرائط، ولا سياسة، ولا شعب. الناس الذين ترونهم ليسو شعبا، هم خدم السيد وحشمه، ويمكن استبدالهم. كان لديّ مصنعا إسمنت ورصيف بحري، ضربتهم إسرائيل، أنا الآن حرّ من الخوف ومن الحذر. 

 

ضبع سارح، امتلكته إيران وأطعمته، وجعلته ينبح وقتما تشاء. إلى أين ستذهب به حظوظه، أو لنقل: أين ستقف حدود مغامراته؟ هو الآن آخر مخزن صواريخ آمن. يتحدث الإسرائيليون الآن عن التهديد الوجودي الإيراني من الدرجة الثانية: الصواريخ. من المتوقع أن تصل إلى أغلب المخازن والمصانع في إيران، فالبلد مرتع خصب للموساد، يشك فيه كل فرد بالآخر، ويخون فيه القائد نائبه والنائب قائده. لم يحدث في التاريخ أن امتلأ نظام حكم بكل ذلك القدر من العملاء، حتى إن مسؤولين إيرانين قالوا صراحة إنهم يتعرضون للتهديد والابتزاز من مسؤولين آخرين "على ارتباط بالموساد".

 

 المواجهة الأخيرة بين الحوثيين وأميركا أكدت للإيرانيين أن المخبأ اليمني آمن إلى حد كبير. ربما سيتوجب عليهم مستقبلاً بناء وطن بديل للصواريخ في اليمن، وخفض مستوى "التعويل" على الميليشيات العراقية واللبنانية، فذلك النوع من الشبيحة لا يصلح سوى للفوضى الداخلية.

 

في مواجهة الحوثي لا أحد. هو الآن في أضعف حالاته، ولكنه يواجه لا أحد. 

هو واحدٌ، لأنه ما من أحد سواه.