هل تشعل صواريخ خيبر الايرانية حرباَ اقليمية واسعة النطاق... أم انها مجرد تهديد
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: 4 أسابيع و يومين و 10 ساعات
السبت 14 يونيو-حزيران 2025 08:02 م
  

في مايو 2023، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن “صواريخ خيبر ستُطلق قريبًا، والعالم سيُصدم بما يراه”. هذا الإعلان أثار الكثير من التوتر في المنطقة، خصوصًا مع استمرار المواجهات بين إيران وإسرائيل.

اسم “خيبر” له دلالات تاريخية ودينية عميقة وفق مصدر عسكري لموقع “صوت بيروت انترناشونال”. هناك نوعان رئيسيان من صواريخ “خيبر”.

الأول هو صاروخ خيبر (خرمشهر-4)، وهو صاروخ يعمل بالوقود السائل وتم الكشف عنه في مايو 2023، ويصل مداه إلى حوالي 2000 كيلومتر. هذا المدى يسمح له باستهداف إسرائيل وأجزاء واسعة من المنطقة وحتى أجزاء من أوروبا إذا أُطلق من غرب إيران. هو مصمم لحمل رؤوس حربية تقليدية قوية، وإيران تزعم أنه قادر على حمل رؤوس حربية ثقيلة جدًا تصل إلى 1800 كيلوغرام. كما تركز إيران في تطوير هذا الصاروخ على زيادة دقته. الأمر الأكثر إثارة لقلق هو سرعته العالية جدًا عند العودة إلى الغلاف الجوي، والتي تُقدر بحوالي 12 إلى 15 ضعف سرعة الصوت، مما يجعل اعتراضه صعبًا للغاية على أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية.

النوع الثاني هو صاروخ “خيبر شكن”، وهو أحد أبرز الصواريخ الباليستية الإيرانية من الجيل الثالث. يعمل هذا الصاروخ بالوقود الصلب، مما يجعله جاهزًا للإطلاق بسرعة أكبر مقارنة بالصواريخ التي تستخدم الوقود السائل. كُشف عنه عام 2022، ويمتلك مدى يصل إلى 1450 كيلومترًا، ما يجعله قادرًا على ضرب أهداف في عمق إسرائيل إذا أُطلق من غرب إيران. يصل رأسه الحربي إلى سرعة تتراوح بين 7 إلى 9 أضعاف سرعة الصوت بعد الانفصال، أي ما يعادل حوالي 8500 إلى 11000 كيلومتر في الساعة. يتمتع هذا الصاروخ بدقة عالية في الإصابة وقدرة على المناورة في المرحلة الأخيرة من رحلته ليتمكن من اختراق أنظمة الدفاع الجوي. وبحسب مصدر العسكري المطلع على تطورات السلاح الإيراني تحدث لموقعنا، فإن هذه المواصفات التي تُظهر مدى خطورة النظام الصاروخي الإيراني، هي ما تُفسر إصرار الولايات المتحدة على إدخاله كجزء أساسي من محادثات الملف النووي، وهو ما ترفضه طهران بشدة مؤكدة أنه برنامج دفاعي غير قابل للتفاوض. التقارير تشير إلى أن كلا النوعين من صواريخ خيبر قد استخدما في الهجمات الأخيرة.

الوضع بين إيران وإسرائيل تصاعد بشكل حاد. إيران أطلقت بالفعل عدة موجات من الصواريخ على إسرائيل، ووسائل الإعلام الإيرانية ذكرت أن “صواريخ خيبر ستطلق قريبًا على إسرائيل” وأن العالم “سيُصدم”. وتقارير أخرى تشير إلى استخدام صواريخ “خيبر شكن” في الهجمات الأخيرة، وبعضها نجح في تجاوز الدفاعات الإسرائيلية وإحداث أضرار. في المقابل، نفذت إسرائيل ضربات جوية واسعة النطاق على إيران، استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية وصاروخية. أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تصدت للكثير من الصواريخ، لكن بعضها نجح في الوصول إلى أهدافه، مسببًا أضرارًا وخسائ.

يتابع المصدر في 13 و14 يونيو 2025، شنت إيران هجومًا واسعًا على إسرائيل، أطلقت عليه اسم “عملية الوعد الصادق 3”. جاء هذا الهجوم ردًا على غارات إسرائيلية سابقة استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية وأدت إلى مقتل عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين. تضمن الهجوم الإيراني استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة ، صواريخ باليستية أُطلقت بالمئات من داخل إيران، وطائرات مسيّرة (بعضها انتحاري لإرباك الدفاعات الجوية)، وصواريخ فرط صوتية مثل “فتاح” التي تتميز بسرعتها العالية وقدرتها على المناورة. تُعد “عملية الوعد الصادق 3” تصعيدًا كبيرًا في المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل. وقد أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ، وقامت بتفعيل أنظمة الدفاع الجوي مثل “القبة الحديدية” و”آرو” لمحاولة اعتراض الصواريخ القادمة.

هذا التصعيد أثار مخاوف كبيرة من نشوب حرب إقليمية أوسع. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا الطرفين إلى التهدئة. بعض الدول، مثل باكستان، أيدت حق إيران في الدفاع عن النفس، بينما أدانت المملكة العربية السعودية الضربات الإسرائيلية. الولايات المتحدة أكدت مساعدتها لإسرائيل في إسقاط الصواريخ الإيرانية، لكنها نفت أي تورط مباشر في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، مفضلة الحلول الدبلوماسية. هذا الصراع المستمر، بجانب التهديدات الإيرانية الواضحة، يشير إلى وضع خطير يتطور بسرعة