مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
يتساءل الكثير من الذين يتابعون العدوان الهمجي الوحشي الذي يشنه جيش الاحتلال الصهيوني على أبناء غزة تساؤلات كثيرة من أبرزها : لماذا يقصف جيش الاحتلال الصهيوني المستشفيات والمنازل ويقتل المدنيين في غزة بتلك الوحشية ويعجز عن تحقيق أي تقدم على الأرض ؟!
وإلى متى سيستمر هذا القصف الهمجي ؟!
وهل سينجح جيش الاحتلال في اقتحام غزة برا ؟! وما هي مآلات وتداعيات عدوان الاحتلال على غزة ؟ وللإجابة على هذه التساؤلات نقول :
لقد شكلت معركة " طوفان الأقصى " في السابع من تشرين أكتوبر الجاري مفاجأة صاعقة لجيش وقادة الاحتلال ولمواطنيهم ، بل وللعالم العربي والإسلامي والعالم أجمع . فهذه العملية التي لم يكن يتوقعها أحد كانت عملية ناجحة مفاجئة ، وجاءت نتائجها صادمة لجيش وقادة الكيان المحتل ، ومذهلة
أدهشت العالم أجمع ، حيث استطاعت الفصائل الفلسطينية بإمكانياتها المحدودة السيطرة على مواقع عسكرية كبيرة وهامة وبسرعة قياسية ، كما أسرت المئات ، وبلغ القتلى رقما قياسيا لم يحدث في إسرائيل منذ عقود فحطمت المقاومة كل ما بنته اسرائيل على مدى العقود الخمسة الماضية من التسلح والتدريب والتصنيع الحربي والدعاية الإعلامية الموجهة التي لم تكتف برسم صورة أسطورية للجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر ، بل صورت " إسرائيل " بصفتها الدولة القوية المتطورة التي تمتلك السلاح النووي وأحدث الأسلحة النوعية ، والمتفوقة عسكريا وتكنولوجيا وعلمياً واقتصادياً على محيطها العربي .!
هذه الصورة الذهنية التي كانت قد ترسخت في أذهان الكثير من قطاعات الرأي العام العربي والعالمي انهارت في ساعات ، لتظهر حقيقة إسرائيل بجيشها المترهل الرخو ، واستخباراتها الفاشلة ، وأمنها المتفكك . الكيان الصهيونية تلقى هزيمة مذلة لم يتلقاها منذ عقود من السنوات ، ولذا فإن قياداته في ورطة كبيرة ، وفي حالة من الهستيريا والتخبط ، يريدون الانتقام واستعادة هيبة الدولة الصهيونية بأي ثمن ، يريدون عمل أي " إنجاز " يعيد الثقة لقادة الاحتلال وجيشها ، ولو بقصف المستشفيات وقتل الآلاف من المرضى والأطفال والنساء ، وقصف الأحياء السكنية وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها .! قيادات الاحتلال في حالة صعبة من التخبط والارتباك رغم الدعم الأمريكي والغربي الكبير سياسياً وعسكرياً وإعلامياً ، لم يستوعبوا حتى اليوم ما حدث تماما ، ما زالوا يعيشون في حالة من الجنون كأنهم ذلك الثور الإسباني الهائج الذي دفعوا به من الحظيرة إلى الحلبة فجأة ، فصار دون أن يستعد أمام العالم ولذا فقد ارتبك وتخبط ، وهو في هذه الحالة المزرية لا يرى أمامه إلا الخرقة الحمراء المصبوغة بلون الدم فيندفع إليها بكل جنون وتهور حتى ولو كان فيها حتفه .!
ولذا فالاحتلال المتخبط المنهار يقصف ويقتل المدنيين ليل نهار وبكل وحشية ، لأن قادته ـ كما ذكرنا سابقا ـ يريدون استعادة هيبة دولتهم ، وإعادة الثقة لجيشهم ، وإرضاء مواطنيهم ، كما يريدون الانتقام وإشفاء غليلهم من المدنيين العزل وبأي شكل ، فهم بنظرهم مجرد " حيوانات همجية " .!
صاروا في تخبطهم وردة فعلهم الهوجاء يرتكبون جرائم مجازر وحرب مخزية ويواصلون ارتكاب بالمزيد منها ، فهم بحسب الكثير من المحللين ـ لا يستطيعون التوقف عن قتل المدنيين لأنهم سيتهمون بالهزيمة أمام حماس ، وبالتفريط بأمن وسيادة الدولة ، وبأسراها لدى فصائل المقاومة في غزة ، كما ستقام لهم المحاكمات العسكرية ، وستشكل لجان التحقيق ، وستصدر بحقهم الأحكام القاسية ، وفي الوقت نفسه لا يستطيعون تنفيذ عملية برية في غزة لأنها ستكون مصيدة لهم ، سيقاتلون أبناء غزة في وسط منازلهم وأنفاقهم وشوارعهم التي يعرفونها جيدا ، ولذا سيخسرون ، صحيح سيكون الضحايا من الجانبين بالآلاف ولكن أبناء غزة لا يخافون الموت كما يخافه الجندي الإسرائيلي المتشبث بالحياة والذي يفتقر للعقيدة القتالية ، ولن تغامر قيادة الاحتلال بالزج بآلاف من الجنود ليقتلوا في غزة ، ولذا فهم في ورطة تاريخية بمعنى الكلمة .
🟢 لماذا يعجز الاحتلال عن اجتياح غزة ؟
منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى قبل عشرة أيام يتوعد جيش الاحتلال بتنفيذ عملية برية في قطاع غزة ، ورغم حشده الكثير من القوات لمناطق قرب غلاف غزة وتمركزه بها استعدادا للعملية البرية المزعومة إلا في الحقيقة غير قادر على تنفيذ عملية برية في غزة .
لماذا ؟ لأن عملية طوفان الأقصى دمرت معنويات الجندي الإسرائيلي بعد أن شاهد المئات من الأسرى من القيادات والضباط والجنود يجرهم مقاتلو المقاومة جراً ، كما رأى جنود الاحتلال مقتل المئات من الجنود والمستوطنين فأيقنوا بأن القتال مع رجال المقاومة يعني الموت المؤكد لهم ، ولذا فهم منهارون نفسياً ومعنوياً ومن قبل بدء القتال ، والكثير منهم ــ كما تؤكد مصادر كثيرة ـ فروا من الجبهات بذرائع شتى ، وكثيرون منهم يتعرضون لنوبات صرع وتشنجات ومحاولات انتحار . هذا الجيل من المقاتلين في جيش
الاحتلال الصهيوني غير مؤهل لخوض عملية عسكرية برية ، هم شباب قدموا من دول شتى بغرض الحصول على حياة رفاهية في دولة اسرائيل ، جيل تجند لأجل الراتب والامتيازات وليس لأجل القتال والموت جيل رخو يفتقر لعقيدة قتالية صلبة وإن تسلح بمعدات كثيرة ونوعية ففي داخله خواء ورعب وخوف ، الجيل القديم من المقاتلين الصهاينة والذي كان الكثير منهم على استعداد للموت من أجل تأسيس " دولة اسرائيل " لم يعد له وجود ، ولذا يؤكد الكثير من المحليين والخبراء العسكريين من مختلف الجنسيات على أن أي مغامرة من الاحتلال بتنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة ستعني الزج بآلاف من جنود في محرقة موت مؤكد . إضافة إلى أن الجانب الأمريكي الداعم الأكبر للصهاينة والذي صار يشارك بقوة في إدارة المعركة لا يريد عملية عسكرية كاملة في غزة خشية توسع المعركة وجرها إلى صراع محتمل مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا وإيران وتركيا وغيرها .
🟥 إلى متى سيستمر العدوان على غزة ؟
تبدو هذه الحرب الصهيونية الهمجية على قطاع غزة وكأنها مفتوحة ولا سقف لها ، فقادة الاحتلال حتى الآن يرون أنهم لم يحققوا شيئا يرون أنه يمثل إعادة لهيبة الدولة ، وليس لديهم ما يبرئ ساحتهم أمام الرأي العام الإسرائيلي ، مثلا : لم يستطيعوا اغتيال أية قيادات بارزة من فصائل المقاومة ، ولم
ينجحوا في تدمير القدرات العسكرية لفصائل المقاومة ، أو إجبارها على إيقاف قصف المناطق الإسرائيلية بالصواريخ ، وفي الوقت نفسه هم يخشون من الرأي العام الإسرائيلي الذي يتهمهم بالفشل العسكري والاستخباراتي المخزي ، وبالتقصير بحماية المواطنين في اسرائيل ، وبالتسبب بما حدث من هجوم مفاجئ دمر سمعة اسرائيل وتسبب بأسر المئات من جنودها ومواطنيها الذين تم اقتيادهم إلى قطاع غزة ، ولذا لا يستطيعون إيقاف هذه المجازر بحق المواطنين العزل في قطاع غزة ، وهذا ليس تبريرا لهم ولكنه الواقع الذي يتخبطون فيه ويمضون من فشل إلى انهيار ، ومن هزيمة إلى كارثة .!
ولذا لا يستطيع أي محلل سياسي أو خبير استراتيجي أن يحدد إلى متى سيستمر هذا العدوان ؟ ،
فقادة الاحتلال يريدون التخلص من الفصائل الفلسطينية بشكل نهائي من خلال تدمير قدراتها وقتل بعض قياداتها ، وتدمير شبكة أنفاقها ، أو اقتحام بري محدود لغزة من أي جهة وتقطيع مناطقها إلى عدة مناطق وهذا مخطط مطروح بقوة ولكنه لم يتحقق حتى الآن ، ومن المستحيل أن يكتفي قادة الاحتلال بقتل المدنيين في غزة دون أن تقدم شيئا يعيد لها ولو بعض الثقة والهيبة التي فقدتها في عملية طوفان الأقصى .
ربما قد توقف اسرائيل عدوانها لو حققت اختراق كبير في غزة ، أو استطاعت تدمير قدرات المقاومة العسكرية أو بعضها ، أو اغتيال قادتها ، أو وصول الضحايا المدنيين لرقم كبير مرعب يشفي غليل هؤلاء القادة ويعيد لها بعض ماء الوجه وبعض الثقة والهيبة المفقودة ، أو بضغط أمريكي كبير إذا وجدت الولايات المتحدة أن الحرب لا تخدم مصالحها ، وهذه السيناريوهات كلها مرهونة بعوامل شتى ، وما تقوم به قيادات الاحتلال لا تعدوها كونها مجازر بشعة بحق المدنيين ، ومحاولات فاشلة لاختراق جبهات المقاومة .
◾ مآلات العدوان الصهيوني على غزة :
رغم الخطاب الأمريكي الغربي عموما والذي ضغط بقوة على الأنظمة العربية المعنية بهذه القضية وأرهبها وأفقدها الصلابة المطلوبة والمواقف المنشودة ، ورغم التجييش الأمريكي والصهيوني العسكري والسياسي والإعلامي ، ورغم هذه المجازر الوحشية بحق أبناء غزة ما تزال المقاومة قوية متماسكة وتقود العمل العسكري بكل استراتيجية مدروسة وبثبات وتخطيط ناجح ولذا ففي كل الأحوال ستكتب المقاومة كلمة النهاية كما كانت صاحبة المفاجأة التاريخية في البداية .
لكن لا أحد يستطيع أن يحدد ملامح النهاية بكل دقة فالمعركة لا تزال مفتوحة ونهايتها ستكون مرهونة بمدى توسع المعارك ودخول جبهات جديدة في المعركة ، كدخول جبهة حزب الله في جنوب لبنان ، أو فتح جبهات جديدة في الأيام القادمة ، أو دخول أطراف إقليمية ودولية المعركة بشكل أو بآخر ، وحدوث مفاجآت جديدة تزيد الاحتلال ارتباكا وتخبطا وتؤثر على سير المعركة .
لكن بغض النظر عن النهاية التي ستكون فإن مآلات هذه الحرب هي لصالح المقاومة الفلسطينية على المدى القريب والمتوسط والبعيد فأبناء فلسطين ليسوا أقل من أبناء فيتنام أو أفغانستان ، كما أن كل المعطيات والمؤشرات في الواقع تؤكد تراجع دولة اسرائيل في كافة المجالات :
انقسامات حادة ، صراعات سياسية ، ترهل في الجيش ، فشل ذريع في الإستخبارات ، تفكك أمني وأخلاقي واجتماعي ، وعوامل عديدة تؤكد تراجع دولة اسرائيل كثيرا رغم الدعايات الكاذبة والدعم الغربي المهول.
أما إذا أضفنا إليه ما فعلته بها عملية " طوفان الأقصى " ونتائجها ، وما ستحققه المقاومة في المستقبل خاصة وأنها تمتلك كل هذه الجاهزية والقدرة على التصنيع الحربي والصمود والتخطيط وإدارة الحروب بشكل استراتيجي فاعل ، إضافة إلى قدراتها على الصمود وتجاوز الواقع الصعب حيث استطاعت رغم الحصار والإمكانيات المحدودة وعدم وجود الدعم العربي والإسلامي المنشود استطاعت أن تهزم اسرائيل وتدهش العالم وتصنع ذلك الرعب فيكف لو تراجع الدعم الدولي للكيان الصهيوني ، وحصلت المقاومة على امكانيات كبيرة ودعم دول كبيرة وفاعلة في المنطقة ؟ تخيل حينها ماذا ستصنع ؟!
ومن المؤكد بأن هذا سيحدث في المستقبل ففي كل الظروف والأحوال لن تظل أمريكا على حالها ومؤشرات تراجعها صارت حقائق ، كما لن يظل موقفها من الاحتلال كما هو ، ولن تظل الأنظمة العربية الخانعة الخاضعة في كراسيها إلى الأبد ، ولن تظل الشعوب والقوى الوطنية بعيدة عن صناعة القرار بشكل دائم، والأيام بيننا .