حزب الله اللبناني أعطى الإذن بالتفاوض حول الحدود البرية
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: سنة و شهر و 18 يوماً
الجمعة 06 أكتوبر-تشرين الأول 2023 05:27 م
 

عندما يلوح طيف كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، لا بد أن ترتبط زيارته إلى لبنان بالحدود الجنوبية البرية وهو ما عبر عنه خلال زيارته الأخيرة لمن تنحصر بهم مهمة التسهيل والمساومة ، وهو أمر شهدناه خلال المفاوضات ترسيم الحدود البحرية التي غنمت إسرائيل في ختامها الحق بحقل “كاريش” وفق مصدر متابع لهذه المفاوضات.

عقب التوقيع لا بد من الإشارة الى كلام الرئيس السابق ميشال عون الذي وصف هذا الترسيم بالتاريخي متبنيا إنجازه، مع العلم أن عملية التفاوض بدأت بصفارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعلن عام ٢٠٢٠ عن التوصل إلى اتفاق إطار لترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية أممية ووساطة أميركية .

انطلق مسار التفاوض الذي ترنح مرات عديدة ومر بمطبات وتعرجات ، لاسيما حين بدأ تحديد الخطوط التي حصرت بالخط ٢٩ و٢٣ ، إلى أن استقر على الخط ٢٣ بعد المد والجزر الذي تعرض له المرسوم المعدل الذي يحمل الرقم ٦٤٣٣ و يبين أحقية لبنان بالخط ٢٩ لكن الرئيس عون حسم الامر باعتبار خط الترسيم هو النقطة ٢٣ بعدما انتقلت المفاوضات إلى قصر بعبدا.

احتفل بالترسيم الإنجاز وبدأت إسرائيل بإنتاج ونقل النفط الخام قبل أن يجف حبر التوقيع بدأت إسرائيل بالإنتاج وحملت اول ناقلة نفط ٧٠٠ الف طن في شباط من العام ٢٠٢٢ ومازال لبنان بانتظار ان يخرج حقل “قانا” ما في باطنه الذي سيتشارك مع إسرائيل بشكل غير مباشر بحوالي ١٧ ٪؜ من عائداته. إن التفاوض حول الحدود المرسمة عام 2000 ليس مستحيلا وفق المصدر، لا سيما وأنه ورد في كلام الرئيس بري يوم إعلانه عن اتفاق الإطار الذي لم يحصره بالبحر بل شمله البر. يعتبر المصدر ان الأمور ليست مستحيلة في عملية التفاوض البري، وستسلك الطريق نفسه في ما يتعلق بالأفرقاء المعنيين بغياب رئيس للجمهورية.

بانتظار ما سيحمله الموفد الأميركي الذي أكد في ختام زيارته الأخيرة على أنه حان الوقت لمراجعة الإطار الذي سمح بالتوصل إلى نتيجة على الصعيد الحدود البحرية والعمل كذلك على سلام بري “إلا ان التفاوض البري قد يسقط ورقة “حزب الله” كمقاومة وهو ما يتطلب الحصول على ثمن ان وصلت الأمور الى خواتيم تشبه الترسيم البحري.

من خلال ما تراكم من معطيات يضاف إليها كلام أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي اعتبر الأمر من مسؤولية الدولة اللبنانية مع إشارته إلى أن أي خطوة تساعد على تحرير الأرض ستلقى أيضا التضامن والتعاون بين المقاومة وبين الدولة اللبنانية في المرحلة المقبلة”. كلام نصرالله اعتبره المصدر إشارة واضحة إلى أن قطار المفاوضات قد ينطلق ،ولكنه سيخضع لتسويات قد تكون داخلية وخارجية في آن .

ولا يبدو أنه في المدى المنظور خصوصا أن كلام الأخير، لم يتضمن أي تهديد أو رفض، انما فتح الباب لما قد يحمله الموفد الأميركي الذي كان من المرتقب وفق بعض التسريبات ،انه قد يزور لبنان خلال الشهر الجاري .

في الختام مسار الحدود البحرية ما دونه عواقب لاسيما فيما يتعلق بمزارع شبعا التي مازالت موضع جدل لناحية لبنانيتها لاسيما وانها تقع في قلب المثلث اللبناني –السوري- الإسرائيلي وهي تتبع لمنطقة العرقوب، التي تتميز فيه كموقع جغرافي استراتيجي، باعتبارها حلقة وصل مع المستوطنات الإسرائيلية الشمالية والجولان. لكن النقطة الأهم اعتراف النظام السوري بلبنانيتها، في ظل تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه مع الدبلوماسي الأميركي فريديريك هوف انها سورية