آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

نقطة نظام - هنا لندن
بقلم/ كاتب صحفي/حسين الصادر
نشر منذ: سنة و 5 أشهر و 26 يوماً
الأحد 02 أكتوبر-تشرين الأول 2022 06:58 م
 

قبل 98 عام اطلقت هيئة الاذاعة البريطانية ارسالها الأذاعي في ذلك الوقت كانت الأمبراطورية البريطانية لاتغيب الشمس عن مستعمراتها من الهند في الشرق وحتى كندا في اقصى الغرب، ضمت مستعمراتها أمم وشعوب وأعراق مختلفة وأديان ولغات وأقليات من كل جنس ولون..

وكانت بي بي سي هي نافذة التواصل الى رعايا التاج في اركان المعمورة كانت بي بي سي أول مؤسسة جمعت بين الرسمية والأستقلالية غير انه لايمكن فصل بي بي سي عن سياسة الحكومة البريطانية..

في العالم العربي أستمع أجيال من الساسة لبي بي سي عبر ارسال القسم العربي وكانت تحظى بمصداقية كبيرة. اعتمدت بي بي سي على تكتيك بسيط لكسب المصداقية هو اعطى حيز محدود في القصة الصحفية أو الخبر لسردية تمثل وجهة نظراخرى اذا كان الخبر يمثل عدة أطراف ،وبالنسبة للعرب كان ذلك هو عنصر الثقة الكبيرة التي منحوها لبي بي سي فالعرب ينتمون لثقافة أحادية، وفي الخمسينات من القرن الماضي عندما بدأ العرب يصارعون من أجل الأستقلال، كانت بي بي سي هي النافذة التي يتطلع القادة الى ما تنشره ويطمحون للحديث عبر اثيرها..

ومثلت بي بي سي مركز الاعلام في ذلك العصر..

تراكمت المعرفة لتطوير الرسالة الإعلامية عبر عقود من الزمن وتكونت الفكرة الأيجابية لدى المستمع بشمولية الرسالة، من الأخبار الجادة والقصص الخبرية ولأدب والتاريخ والعلوم والمال والأقتصاد والفن والموسيقى والسينماء وتعليم الأنجليزية عبر الراديو ،وانفردت بي بي سي بقدرة كبيرة في جانب تعليم الانجليزية واستطاع كثير من المستمعين عبر سلسلة الأنجليزية با الراديو ان يلبي احتياجه من اللغة الانجليزية عبر شراء البرامج اللغوية والمكونة من كتب وكاسيتات.

شكلت الصحافة البريطانية رافد قوي لبي بي، سي حيث تزود الاذاعة المستمع با اقوال الصحف البريطانية من مقالات وتحليلات وتقارير ،وقبل عقود طويلة كان المواطن العربي يحفظ أسماء الصحف البريطانية الرئيسية أكثر من اي صحافة عالمية أخرى، بينما كانت الصحافة العربية تحبو تحت سيطرة الحكومات.

ولاتخفي الصحافة البريطانية هيمنة وتسويق ثقافة هيمنة الأخ الأكبر للثقافة الغربية. ومع الزمن اصبحت بي بي سي مدرسة اعلامية وعندما نقول مدرسة فهذا يعني الأسلوب، ويمكن وصف اسلوب بي بي سي انه خلاصة النظريات الإعلامية التي تقترب بشكل كلي من الطموحات المستقبلية للفرد أو العقل الجمعي للناس حسب الجغرافيا والظروف المحيطة بهم..

وفي الوقت نفسه ابراز مركزية الغرب والتقليل من نجاحات الأنظمة المستقلة للتو وفيما يتعلق بالقضايا والهموم اقتربت كثيراً من المهمشين والقضايا ذات الطبيعة الأنسانية الصرفة ( كوارث طبيعية، مجاعات امراض الخ) وممكن يلاحظ المتابع الدقيق ان هناك عدالة ما في توزيع التغطيات بين اليسار واليمين وبالنسبة لكاتب هذه السطور يرى يسارية بي بي، سي أكثر من يمنيتها. في منتصف التسعينات تمددت مدرسة بي بي، سي عبر ميلاد شبكة الجزيرة القطرية وانتقل ثلة من مذيعي بي بي سي المخضرمون ليطلوا على مستميعهم من شاشة عربية وابرزهم سامي حداد وفيصل القاسم وجميل عازر..

وظل الاختلاف موجود في الأسلوب وربما لعبت الجغرافيا دور في أختلاف الأسلوب.. اشتغلت الجزيرة على فكرة الدفع بنظرية التقمص الوجداني لدى الشعوب والدفع بها نحو مشاركة سياسية واسعة. وتلتقي المدرستان وتفترق لكنهما تتجاور في كثير من القضايا الكبرى ( الربيع العربي مثال) التكنلوجيا تفرض واقع جديد قال بل قيتس في يوم من الأيام قبل عقدين من الزمن سوف نجمع وسائل الإعلام في جهاز استقبال واحد وهو الحاصل الأن...

فرضت التقنيات الجديدة العودة الى الأصل وهو النص المكتوب بالنسبة للخبر، وهذا يعني هيمنة الصحافة بمفهومها الجديد وبما شاركت ملايين الصحفيين ( المواطن الصحفي) ومع الانفجار التقني ورحيل عصر الأمية تلاشى صوت الراديو ، ان اغلاق ارسال بي بي سي العربي يعود في جزء منه الى هجرة المتلقي للراديو ويمكن ملاحظة ذلك في المجتمع مقارنة بالماضي. وبالنسبة لبي بي سي فهي تبث من خلال ثلاثة نوافذ الموقع الصحفي والتلفزيون والراديو، وبالنسبة للأخبار ربما هي نفسها المرئية والمسموعة مع متطلبات الوسيلة فقط، ويظل الموقع الصحفي هو الأهم كونه لايلزم المتلقي بوقت محدد ويمكن للدول الفقيرة الأستفادة من هذه التجربة فيما يخص تخفيض النفقات.

لكن هذا القرار يعطي مؤشر ان عصر الراديو بشكله التقليدي قد ولا وبدأت رحلت الأفول ، واننا امام مرحلة دمج جديدة بين المرئي والمسموع، وهذا يتطلب طريقة جديدة بالنسبة للبرامج والأخبار ..

* كاتب صحفي وباحث ومدير التحرير با أذاعة مارب