الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني
مقدَّم وشيخ قبيلته، مرجع وحَكم ووجاهة ومناضل ذو نزعة تحررية، ذلك هو فقيدنا الكبير، رمز حضرموت الاجتماعي، ونصير الضعفاء، ومحاميهم كما كان يقول عن نفسه، هو المقدم قانص بن مرعي بن سالم الجابري، رأس قبيلة آل جابر وشيخها الأول، أو الأول بين شيوخها.
ومقدَّم ليست رتبة عسكرية كما قد يتبادر إلى الذهن، بل هو اللقب الاجتماعي القبلي الذي يتقلده قديمًا وحديثًا شيوخ القبائل في حضرموت، يشبه إلى حد ما لقب "النقيب" في قبيلة بكيل الهمدانية، ولموضوع الشبه في العادات والتقاليد بين قبائل اليمن صلة بما نخوض فيه الآن من قبولٍ للوحدة، أو إعراض عنها.
رسميًا كانت بريطانيا التي أرادت التمدد إلى الداخل بعد سيطرتها على الساحل مضطرة للتعامل مع المقادمة (الشيوخ)، مارست معهم الترهيب حينًا، كما حدث للقبيلة التي نتحدث عن رمزها، ولقبائل أخرى، أو بالترغيب أحيانًا أخرى، وفي بعض الحالات بظلم أشد قسوة كثيرًا من السبب الباعث لاستخدامها، أُحيلُ هنا إلى الانتفاضات القبلية، شرارة المقاومة الوطنية الأولى ضد الاحتلال البريطاني، والنظام الإمامي، بصرف النظر عما أحاط بها من ملابسات.
بعد الوحدة أخذ الكثير من "المقادمة" يميلون إلى تفضيل لقب وصِفة شيخ وشيوخ، لشيوعها وللتعامل الرسمي معها في اليمن الكبير، لقد لعب الشيوخ أدوارًا مختلفة في الحياة الاجتماعية، وساهموا في الحياة السياسية، بل واندمج بعضهم في العمل الحزبي، لكن تجربة الاندماج هذه لم تطل كثيرًا لولوج المجتمع في مرحلة من الصراع لم تنتهي بعد، وبالتأكيد امتد أثر هذا الانقطاع على القبيلة.
شيخنا هذا وقد خبر النضال الوطني في مستقبل شبابه، أدرك بحسه الريفي معنى الدولة، فوقف يؤازرها كتنظيم فوقي للمجتمع يراه معني بكل أفراده، كان هذا ديدنه قبل الوحدة وبعدها، أدرك بفطرته وتجربته لاحقًا، معنى أن يُحترم القانون والنظام، مستوعبًا مكانته الاجتماعية على رأس قبيلة هي من أكبر قبائل حضرموت انتشارًا، مارس دور المصلح الاجتماعي بنكران ذات، وكان رجل القضايا الصعبة، عندما كانت هناك حاجة لكلمة عادلة فاصلة، فيما اختلف عليه متخاصمون.
رحم الله شيخنا المقدم والمستشار في المحافظة قانص الجابري، قليلين ونادرين هم الرجال من أمثالة، في ثباته على الحق، في قناعاته الوطنية التي لم تتغير مع تغير الأحوال، في خُلقه، وصدق قوله، وعفة نفسه، في كرمه وسعة صدره، رحم الله أبا صالح وأحسن الله مثواه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.