آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

من يقف على يمين الاخر
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: 3 سنوات و شهر و 25 يوماً
الإثنين 01 فبراير-شباط 2021 08:35 م
  

مزاج المثقف في بلادنا يتلون بلون المقيل الذي يحضره ووريقات القات التي يمضغها .. وببساطة يمكنه ان يتخلى عن دور التنوير، الذي هو منوط به ويقبل بدور طبل ابن المقفع في كليلة ودمنة، الذي قال ثعلبه فيه" لعل أفشل الأشياء أجهرها صوتا و أعظمها جثة"..!!

اقول هذا لان بعض مثقفينا ارتضوا لانفسهم اللعب في هذه المساحة الضيقة، في ظل وجود تابوهات ثقافية تختطف الاضواء وتسيطر على المشهد وتحتكر رسمه وتقييمه ..

بعد جيل البردوني، والمحضار، والحضراني، وسبيت، وصبرة ، والمقالح ، والشرفي، وعبد الرحمن قاضي، ويحيى البشاري، وحسن اللوزي، والفضول، والديلمي، لم يظهر الجيل التالي من جيل الشباب، ممن لمع نجمه وجزل انتاجه الا لماما وعلى استحياء .. ذلك لان ابداعات هؤلاء (وهم مبدعون حقا) ظلت مرهونه بصك تصديق وموافقة باباوات المشهد الثقافي القديم - الجديد..!! فظل المثقف حبيس الرضى والمباركة ..!!

في زمن المد الاشتراكي بدا دور المثقف انه قد ارتقى قليلا من التابع الى الشريك، ولكن ليس في صناعة الحدث وانما في مناقشة الرأي في اروقة الفكر والفن والادب.

لذلك كان السؤال المتداول : من يقف على يمين الاخر ..؟!

هل السياسي يقف على يمين المثقف ام المثقف يقف على يمين السياسي ؟! على

ان الدارج في بروتوكولات ومراسيم الساسة هو تحديد موقع الاول من الثاني .. والاصل في السؤال هو من يوجه من؟! ومن يقود الاخر ؟!

المجاملة في السؤال تبدو طاغية، لان المثقف لم يكن يوما قائدا وموجها إلا فيما بجيد من فنه وابداعه .. غير ان هذه الجدلية برزت في اطار التوظيف والاستقطاب السياسي للمثقف في مرحلة ما بعد شيوع ما تسمى بنظرية "الفن للفن" .. اي الابداع في صناعة اللون وزخرفة الحرف وبناء الكلمة ، والاغراق في التذوق الفني للصورة و جمال النص ، بعيدا عن محتوى الفكرة وصراع الاضداد..

تعود النظرية للمدرسة الادبية الاوروبية "البرناسية" ذات الجذور اليونانية، التي تعاطى معها رواد الفكر والادب الاوروبي مطلع القرن التاسع عشر من امثال

فيكتور هوجو، وكانت، وبودلير ..

المثقف المعاصر في بلادنا اصبح في بعضه اميل لصناعة اللون وبناء الحرف بعد ان اغرقت الاجيال السابقة في الانتماء الملتزم ، حيث توزعت ولاءآتها بين المدارس والمناهح السياسية والفكرية المختلفة..

كان ذلك بديعا ومدهشا .. غير ان الاطر الابداعية والثقافية تشكلت تبعا لذات السياق، وفصلت على مقاس ذلك الانتماء ، الذي رسم جدارية نمطية جميلة، ولكن غاب فيها الاخر، وغابت معه جمالية التنوع والاختلاف .

المشكلة ان هذا الاطار "المؤدلج" للثقافة خلق معه جيلا من المثقفين يناقشون النصوص والصور والحركات باحكام معلبة وجاهزة..

فاذا جاء الابداع من منبر او سلطة لاتنتمي لمنبره او سلطته وقف تلقائيا على نقيضه إن لم يعمد إلى محاربته ..

فالابداع الذي لا ينتمي لمدرسته هو مجرد هراء وتطفل على مائدة مذهبه .. والتكريم الذي لا يخرج من تحت عبأة ما يؤمن به هو تمظهر لكسب الشهرة وتلميع لذات المسئول او المؤسسة المعنية .. وحتى رعاية انتاج المبدع وتأمين سبل اشهاره هو في رأيه مؤامرة، ونوع من الخداع، الذي لا يؤمن مكره..!!

هذه هي القاعدة التي سرت وطفت على السطح على الاقل خلال الثلاثة عقود الماضية .. ولله في شأننا شؤون .