وزير الدفاع و معركة كورونا
بقلم/ فؤاد الحميدي
نشر منذ: 4 سنوات و 5 أشهر و 26 يوماً
الأربعاء 27 مايو 2020 06:51 م
مؤخرا، تحول الفيس بوك -وجميع منصات السوشال ميديا الاخرى- الى مناحات افتراضية ومجالس عزاء الكترونية.. كثيرون ممن نعرفهم او نعرف من يعرفهم او يقرب اليهم يغادرون كل يوم، تشيعهم عيونٌ دامعة وقلوبٌ مكلومة وعبارات عزاء وجلة.. جنائز الموت تتكاثر كلما توسعت رقعة غزو هذا الفيروس الخبيث..دائرة الفقدان تتسع بين كل فينة وفينة.. نقطة -اخر سطر حياة انسان- تكتب بين كل لحظة ولحظة ..اجراس -نهاية ارواح- تقرع بين كل ثانية وثانية. لكل من كان او مازال يشكك بوجود كورونا في اليمن او يمتعض لسماع وقراءة رسائل التوعية او يتهاون بالاجراءات الاحترازية للوقاية من هذا الفيروس الماكر-نقول الوضع جد خطير والامور خرجت عن السيطرة وما كنت تظنه خارج حدودك قد يكون تجاوز خطوطك الحمراء اليك ..وما كنت تحسبه لم يتعد اسوار منطقتك قد يصل غدا فناء منزلك..وما كنت تتمنى ان لا تلتقيه اليوم قد يحل -غدا- زائرا عندك او عند احد افراد اسرتك.. لا تلق باللوم على سُلطاتٍ لم تطلعك على الحقيقة الكاملة ولا ببيانات المعركة الكورونية التى تدور رحاها بصمت حولك.. لاتصدق الارقام الرسمية لأعداد المصابين والضحايا.. فمن اعتوره عُجزه او اعمته حساباته السياسية الضيقة او ابكمته مصالحه على حساب مصلحتك- لهو غير قادر على مد يد المساعدة اليك.. لا تكابر- بمقدرتك -ك يمني- على صد (عدوان) كورونا، فكورونا لا يمتلك طائرات F-15 ببنك اهداف غبية ولا يمتلك جيشاً يجيد قاداته تجميع القروش وإعمار الكروش.. كورونا – ياعزيزي – عدوان من نوع آخر..عداون قد تكون اداته انت او امثالي وامثالك.. هو غافل عنك مالم تفتح له بابك ..ضعيف مالم تصنع نصره بتهاونك..فأنت المسئول الاول عن خط دفاعاتك .. تعلّم من كل ما يقال وينشر من تعليمات وتسلح والتزم باجراءات الوقاية والسلامة لتستعد للدفاع او ايضا للمواجهة ان حدث وانهارت حصونك ووصل اليك. لا تنتظر فرجاً اوروبيا ولا ترياقاً امريكيا ولا عوناً امميا.. لا تدعو الله ان يحنن قلب العالمين عليك ..فأنت لست لديهم سوى بطل مسلسل كرتوني تدور احداثه منذ 5 اعوام..و انت لست لديهم- في احسن احوالك- سوى درويش يصارع قرني بقرة حلوب..لك منها نطحها ولهم حليبها. لا تستجمع كل فتات ايمانك الآن فقط وتضع حياتك وحياة من تحب ومن تعول في يد القدر..ايمانك بالقدر لا يعني ان لا تأخذ الحذر والاتكال يحيلك الى اسوأ حال..وثق ان من خلقك هو نفسه من وضع مسئولية سلامتك في يدك ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) مااسلفت من القول ليس تهويلا اوتخويفا يوهن من عزمك ويضعف من قوتك بل هو تحذير لك وللفت انتباهك لئلا تكون انت من يخرق السفينة ..فتهاونك هو خرق سفينة عافيتك وعافية احباءك ومن هم حولك وتذكر دوما انك انت وزير دفاع صحتك (نفسيا وجسديا) في معركتك مع كورونا.