الدكتور أحمد عبيد بن دغر كلمة للتاريخ
بقلم/ د. عبدالواحد نعمان الزعزعي
نشر منذ: 6 سنوات و شهر و 9 أيام
الثلاثاء 16 أكتوبر-تشرين الأول 2018 09:51 ص

ما الذي كان سيُضير الرئيس هادي أن يشكر الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء السابق بسطرٍ من الوفاء لرجل عمل معه في أحلك الظروف وأصعبها!؟

إنْ كان الرئيس هادي رضخ لقوة إقليمية يدرك أنها تتربص ببلده الشر فأستجاب لنرجسيتها حفاظاً على سفينة الوطن أن تغرق وراية الوطن أن تمزق فهو معذور ومضطر والضرورة تبيح المحظورات كما يقال، أما إن كان تعمد الإساءة لشخص د. بن دغر وتقصد الأضرار بسمعته فمن ذا الذي سيجريء أن يعمل مع الرجل ممن يحترم ذاته!

كثير من يقول ان هادي دائماً يتخلص من رجاله الأقوياء نتيجة إملاءاتٍ لا تريد له إلا السقوط، ومع ذلك تأتيه الفرص تباعاً لتبقيه في هرم السلطة وقد كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وكأن الرجل كما يقول المثل العامي "على نيته"

الدكتور أحمد بن دغر جاء لرئاسة الحكومة والبلد في وضع حرب وكل مؤسسات الدولة معطلة ومع ذلك إستطاع بصبر وتحمل كبيرين بناء مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقته عدن من الصفر بعد أن كانت تلك المؤسسات الحكومية في المحافظات المحررة أشبه بالأطلال في كل هياكلها المؤسسية والإدارية..

إستطاع د. بن دغر أن يعمل بجد وتفاني من أجل عودة مؤسسات الدولة رغم الحرب الشرسة التي واجهته من قوى داخلية وأخرى خارجية لا تريد لحكومته النجاح والإستقرار في تطبيع الحياة في المحافظات المحررة وكاد أن يدفع حياته لذلك ولم يداهن أو أن يخضع بل كان دوماً يرفع صوته ناصحاً ومحذراً بنبرة السياسي المحنك والمصلح الإجتماعي المشفق

سيقول كل من كان الدكتور . أحمد عبيد بن دغر يقف أمام مشروعه الكثيرُ من القدح والذم - مع أنني لا أنزهه من فسادٍ هو وحكومته - لكن القليل من سيقول كلمة حق في رجل أتى إلى الحكومة في وضع استثنائي ولم يترك له المجال ليعمل دون معيقات ومطبات ونقبلُ منه جهد المُقل.

شخصياً أقدر مواقف الرجل وأرى انه يستحق كل التحية والتقدير لأنه لم يتنازل عن ثوابت الوطن ولم يحد عن إيمانه بالثورة والجمهورية ومشروع اليمن الإتحادي.

انتصر على من أراد أن يجرح كبريائه بتلك الكلمات الكبيرة والمعبرة حينما هنأ خـَلَفهُ ليقول لمن أراد أن يأخذ بالثأر منه لست أبالي أن أكون رئيساً للوزراء ام مواطن يمني فمن أتى من بعدي لن يكون كما أردتم..
تحية للدكتور أحمد عبيد بن دغر لأنه كان صخرة منيعه أمام أطماع قوى إقليمية توسعية كانت بكل جشع تسعى لوضع يدها على أطلال وطن ممزق لتسلب ما بقي من قوته الكامن تحت الأرض أو في شواطئه وجزره وموانيه.