عاما من الإفلاس السبتمبري و خمسة عقودا اخرى من التضليل
بقلم/ فخري العرشي
نشر منذ: 9 سنوات و شهرين و يوم واحد
الثلاثاء 22 سبتمبر-أيلول 2015 11:51 ص
لكم تغنيت كثيرا بأعياد اليمن الوطنية بمختلف مسميتها الثورية و القومية و الوحدوية و أعياد الجلاء و دحر المستعمرين وما الى ذلك من المسميات ، و لها كرست جل إهتمامي في العقدين الأخيرين من مسيرتي المهنية بعمل سلسلة من الإصدارات الصحفية في إطار مؤسسة ابزرفر سابقا، وتلاها صحيفة ناشيونال يمن و ملحقاتها الصحفية، و التى ساهمت و بشكل فاعل في رسم ملامح توجهي الحالية لارتباطها بشكل أو بآخر في إظهار الجوانب الفكرية و السياسية للثورات الوطنية التى ناضل من أجلها الآباء و الأجداد في الإطار العريض للتخلص من آثار فكر و غطرسة التفرد بالحكم في عهد الإمامة.
في مثل هذا اليوم بداء مشوار العد العكسي لي كمؤسسة فردية (ناشيونال يمن) مع الاستعداد للعودة للمربع الأول بعد الشعور بالحركات المشبوة بالاطاحة بأركان الدولة التى لم تكن تشكل رقما مهما بوجودها كدولة تحمي سيادتها قبل أي شيء آخر. 
كان الخوف من التقهقر و الوقوع في الفشل و إعلان الإفلاس و الإطاحة بما بني أكثر من الخوف و الوقوع تحت رحمة المليشيات، لكون الفشل هنا سيقضي على مشروع فردي بحت، طالما ثابرت أن يستمر تاركا خلفي جما كبيرا من التحديات اليومية والتى ماتزال تطاردني حتى هذة اللحظة. 
لكم هو صعب أن تنهار بشكل بطئ و الأصعب بأن الإنهيار الذي سيحدث او يحدث لك لا يعني بالضرورة بأنك شيء مهما في وجودة دولة هي بالأساس لم ترتكز في بناءها على إيجاد فكرة المؤسسات الوطنية كي تخشى عليها من الوقوع كما هو الحال اليوم. 
أتحدث في هذا المقام عن صحيفة ناشيونال يمن بكونها صحيفة مستقلة ذات طابع مهني لا و لم تكن مصنفة تحت رأيه حزبية أو مؤسسة سياسية تؤثر و تتأثر بفكر التيار و خطاب الحزب أو الجماعة، و إنما كصحيفة انجليزية تهتم بتفاصيل الخبر، و تهتم أيضا بتقديم المواضيع السياسية و الإجتماعية و الاقتصادية بفكر تحليلي يصب بالدفع نحو تحسن مساق المسار الصحيح لبناء الدولة المدنية الحديثة التى لم تأتي بعد.
بالفعل أصبحت اليوم أقرب للمثل القائل ما تركز علية ستحصل علية، و كان الخوف من المجهول هو مصير فشل ثورة 53 عام ضد الإمامة، يقابلة اليوم في الضفة الاخرى الاحتفال بالمولد الأول للثورة الحوثية التي نسفت ما قبلها بدعوى فردي رجعي مطلق ارتكز في مضامينة على محاربة الفساد القديم مؤسسا في ذات الوقت لفساد من نوع آخر. التفاصيل ليست ذات أهمية هنا. 
اليوم و بعد 53 و عام حوثي آخر، أشعر بأن مصير اليمن سيكون اتعس مما يتداولة المتفائلين حتى لو انصبت علي اليمن كل خيرات الخليج و العالم أجمع. . ببساطة لغة الفرد و لغة الفئة و العصبة و التكتل ستكون عناوين بارزة في مصير تقاسم الدوله،بل في إطار محاصصة الأفراد بينهم البين.
 هذة العنوين بحد ذاتها كفلية بإنهاء كل عمل مؤسسي قادم يرتكز على مبدأ الشراكة و المساواة،فتكريس المساواة لن يكون من نصيب الأفراد المستقلين أو من ينشدون حكم الدولة. 
ليس تقليلا في مستقبل اليمن كبلد يمتلك من الموارد البشرية و الطبيعة ما يؤهله أن يكون في مصاف الدول التي تشن علية حربا ضروس تحت مسمى عودة الشرعية في هذة الايام. بل هي قراءة شاملة للعقود الخمس الأخيرة التي فشلت فيها الدولة من تحقيق هذا الحلم البسيط برغم قدرتها على تحقيق الأهداف التي من أجلها قامت ثورة سبتمبر. 
 السؤال هنا، هل نتصور و لو حتى من باب التفاؤل بأن المتصارعين اليوم بمختلف مسميتهم الثورية و الشرعية ان يتركوا لنا فرصة في الدخول معهم في المستقبل القريب أو العاجل كشركاء مستقلين؟
 كلا و الف كلا!!. . إنها مرحلة تقاسم بإمتياز و ما دون ذلك هو هراء خالص الذكر و مضيعة لمن يسعى لإثبات الذات بشكلا هزيل . .