الى من يطلقون المبادرات لوقف الإقتتال في تعز
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 14 يوماً
الإثنين 10 أغسطس-آب 2015 03:00 م

لا يوجد في تعز إقتتال! هناك عدوان وأبشع أنواع الإرهاب يُمارس بحق أبناء تعز.. الإقتتال عادة يكون بين دولتين أوطائفتين أو طرفين متخاصمين.. تعز وأبناء تعز ليس لديهم خصومة أو إختلاف مع احد، ولم يعتدوا على أحد.
لا يوجد إقتتال في تعز حتى يتحدث المنسلخون أو من يدعون أنهم وسطاء عن وساطات ومبادرات لوقف الإقتتال!! لانعلم كيف تحول القتلة من أبناء تعز الى وسطاء؟؟ كيف يكونوا وسطاء وهم في قائمة العار منذ عام 2011م.
قبل عام كان هناك من يترجى الحوثي والمخلوع بعدم جر البلاد الى بحر من الدماء ويقدمون مبادرات وحلول مُذلة ومُهينة للشعب ورُفضت! كيف يفاوضون وهم الأقوى بالسلاح والعتاد؟ الحرس الجمهوري والامن المركزي و90٪من الوية الجيش قد تواطئت وباعت شرفها العسكري.
قبل شهور من بدء حرب تحرير اليمن اقتحموا البيوت ودخلوا غرف النوم وخزنوا فوق اسرة نوم معارضيهم ووضعوا القات والبردقان فوق الأسرة وعاثوا فسادا في ارض اليمن..
قبل شهور من بدء حرب التحرير كان رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع والكثير من الوزراء تحت الاقامة الجبرية في صنعاء.
رفضت عصابات المخلوع والحوثي الاعتراف بشيء اسمه "دولة".. الدولة هي دولتهم ودولة عبدالملك الجارودي، وصنعاء هي رابع عاصمة تسقط تبعيتها لدولة فارس.. نعم انهم يقودون اكبر نثره في تاريخ اليمن على حد تعبير الاعلامي الرائع محمد الربع.
أنتهى الحوار الوطني وظلت مخرجاته حبر على ورق، فالدستور هو عبدالملك الجارودي والشعب اليمني العظيم هو شعب عبدالملك الجارودي.. والمخلوع يتراقص على خطب صبي مران.. كيف لا وهو يرى كافة مخططاته الدموية الجهنمية تنفذ بالحرف الواحد، وتسير كما هو مخطط لها.. وانتشى انصار المخلوع وزبانيته وترنموا مدندنين (مالنا إلا علي)..
وعندما انقلب السحر على الساحر تحرك أنصار المخلوع بوقاحتهم المعهودة ليظهروا بثوب المصلحين الخائفين على الوطن والشعب.. الوطن الذي دمروه والشعب الذي أمتصوا دماءه واكلوا لحمه.
عن أي مبادرات يتحدثون!! هناك إعتداء وعدوان على تعز وسفك دماء بوحشية وحقد على أبناء تعز من قِبل فئة ضالة متمردة، تقتل الآمنين وتروع الأطفال والنساء والشيوخ.. قتلة ولصوص يحملون القاب غريبة لم نعهدها ابو ركبة وابو بطن وابو رقبة وابو ابليس، انهم زنابيل الزنبيل الكبير عبدالملك الجارودي، انهم يلقبون انفسهم أنصار المسيرة القرآنية!! حاشى لله ان يكونوا انصاراً للمسيره القرآنية ومسيرتهم قد بدأت بالقتل والإعتداء على دور العبادة وتفخيخ المساجد والبيوت وانتهاك حرماتها والقتل والخطف ونشر الرعب في اي مكان يمرون به.. أتوا من الشمال واقصى الشمال وانضم اليهم المتمردين من الجيش أتباع المخلوع عفاش ومدوهم بالعتاد والسلاح المنهوب من المعسكرات وصبوا نيران دباباتهم ومدفعياتهم ورشاشاتهم على السكان الآمنين العُزل.. أحتلوا المستشفيات والمدارس وكل التباب المرتفعة ونشروا دباباتهم ومدافعهم المنهوبة وقناصاتهم في كل مكان ليقتلوا كل جسم يتحرك امامهم.. لماذا؟؟ تأتيك اجاباتتهم الغبية انهم تكفيريين "تواعش"!!
ومع اغراقهم للبلاد في بحور من الدماء ونهب كل ماتصل اليه ايديهم دون أي وازع ديني او اخلاقي او انساني، يستمر عدوانهم ويتعاظم غير آبهين لدعوات ومناشدات وقف عدوانهم والتراجع عن تمردهم على الدولة..
لقد انقلبوا على مخرجات الحوار الوطني بدعوات من امامهم السيد عبد فارس، الذي شبعهم بروح المذهبية والطائفية وحلل لهم كل حرام، فرفضوا الإنصياع لصوت العقل، وعلا عوائهم بصرخات كاذبة وشعارات كاذبة.. وشاركتهم الكلاب تلك الصرخات من كثرة ترديدها.
في بداية عدوانهم على تعز وجدنا من يتواطأ معهم وينخرط تحت رايتهم الحقيرة، بل ووجدوا دعما مخفياً وظاهرا من بعض الخونة من أبناء تعز والذين ظاهروا بخياناتهم، لم نسمع صوتا لأولئك الخونة الصامتين والذين جلهم من حزب الخراب والدمار حزب المؤتمر الشعبي العام.
عندما كانت الكفة تميل لصالح المعتدين لم يظهر اؤلئك الوسطاء بمبادراتهم السفيهة سفاهتهم، بل كانوا شركاء اساسيين في التأمر على تعز.. أتوا اليوم!! اليوم وبعد مضي أربعة شهور من القصف والتدمير والقتل والخراب في تعز وفرض حصار اقتصادي علي أبناء تعز، حتى في شهر رمضان الكريم لم يرحموا ابناء تعز، اليوم وبعد أن ادخلوا الحزن الى كل بيت بفقدان عزيز ودمروا بيوتاً على قاطنيها .
اليوم وبعد أربعة شهور من القتل والتدمير والممارسات الوحشية واجبار المواطنين على النزوح من منازلهم لنهبها، ورفضهم الاستماع لصوت الضمير والدعوات لهدنة انسانية، بل استغلوا الهدنة الانسانية للإمعان في القصف والتدمير والقتل والحرق.
أين كان أولئك الوسطاء السفهاء بداية العدوان على تعز وأبناءها؟؟ كانوا ينتظرون ساعة استكمال صالح والحوثي استيلائهم على تعز ليشاركوا بانتصارات دولة فارس باليمن.
الآن نشطت ايدي ايران عبر دولة عربية لإنقاذ عملائهم باليمن فالمبادرات في هذا الوقت بالتحديد مع المليشيات المتمردة الرافضة ليست اكثر من مؤامرات على الشعب اليمني حيث ان ما يحدث في تعز ليس وليد اللحظة، تعز تتعرض لمختلف انواع القصف الهمجي الوحشي وقنص المواطنين في بيوتهم والمارة في الشوارع، اين كانت تلك المبادرات وتعز تتعرض للحصار والتجويع!!؟؟
القبول باي مبادرات بعد كل هذه التضحيات معناه العودة لنقطة البداية وحرب اخرى قادمة.. لماذا المبادرات ؟؟
ليس هناك مايستدعي الدخول باي حوارات او تقديم مبادرات.. ان كان هناك ثمة بوادر حسن النية فما على المعتدين سوى وقف عدوانهم والعودة من حيث اتوا.. اما الحديث عن مبادرات وتسويات في وقت تتدفق فيه تعزيزات ميليشيات صالح والحوثي فذلك ضربا من السخف!!.
وان كان صالح واتباعه والحوثي يعتقدون انهم قد حققوا مكاسب على الأرض وسيساومون بها من خلال سياسة الامر الواقع فذلك هو الهراء بعينه.. فالواقع قد تغير على الأرض وأصبح الأمر بيد الشعب والدولة الشرعية.
ان الحديث عن المبادرات ليس بالأمر الجديد على تعز فقد خبرها أبناء تعز وهم يعلمون جيدا متى يأتي توقيت تلك المبادرات؟ ولماذا؟
تعز يسيئ لها نفر من ابناءها المرة تلو الاخرى وهم مستعدون للإساءة اكثر واكثر كلما سنحت لهم الفرصة فمن اءمن العقوبة أساء الادب وهم في كل مرة يتمادون في إساءتهم وعمالتهم وخيانتهم التي يدفع ابناء تعز ثمنها غالياً من ارواح فلذات اكبادهم وعلى تعز هذه المرة ان تخرس كل الاصوات النشار المجاهرة بعمالتها وخيانتها لتكون عبرة لمن لا يعتبر.. وقد سمعنا مؤخرا عن اصوات تطالب بالتسامح وتلك الاصوات شاذه وهزيلة وليس من حقها ان تعفوا وهي لم تصب بأذى.. هناك شهداء واولياء دم هم من يقررون اسقاط حقهم.. فحدود الله ليست للمجاملات والعلاقات الشخصية او محل بيع وشراء وكل شخص يطالب بالإعتداء على حدود الله فقد عصى الخالق.. قال تعالى (تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون).

مشاهدة المزيد