الدكتورة أنصار الفضل الهيج .. في ذمة الله
بقلم/ هادي أحمد هيج
نشر منذ: 9 سنوات و 5 أشهر و 27 يوماً
الجمعة 29 مايو 2015 11:22 ص

  ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )

ترددت كثيرا ان اكتب نعي ابنتي الحبيبة انصار .....

خشية ان انكأ جراح قلبي كيف لا وهي جزءاً من حياتي ، كنت أتعامل معها تعاملي مع رجل ناضج بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، فأستشيرها في أخص الخصوصيات دون تحرج شعورا مني بقربها الى روحي ويقينا بنضج رأيها وصواب مشورتها ، وكانت فعلا عند هذا المستوى رغم صغر سنها ومرضها .

كما خفت لشدة حزني الذي لم استطع ان أشكوه الى احد خشية ان يتخلخل تماسك الاسرة وينهار كثير من أهلي الذين بتماسكي يتشجعون ، وبتحملي يقفون ، وبابتسامتي يطمئنون ، ان اكتب كلمة فيها ولو شيئ لا يذكر من التذمر الذي لا يرضي ربي ومعاذ الله ان يصدر ذلك اللهم سلم سلم .

ابنتي وشقيقة روحي ام أنصار ليس العزاء لك بل لي أنا فالدكتورة كما تعلمين وكنت تشاهدين خلجة من خلجات قلبي كيف لا وهي المستشار الأمين والسكرتير الصحفي بل لا أبالغ ان قلت انها المشجع لي والمحفز للكتابه بل بعد ان تراجع المقال كونها المصحح اللغوي والمنسق الصحفي ، أسألها بكل أريحية قبل ان تصدره وتنقحه وتزيد فيه وتنقص منه وتهذبه ، ما رأيك في المقال ؟ تبدي رأيها بكل وضوح ، فتعجبني اراؤها ، بعدها نتفق نصدره ام لا ، ولولا خوفي عليك وحيائي من الله لآرتميت بين أحضانكم ابكي حتى اخفف من الألم الذي يعتصر بداخلي وما استطعت ان اظهره ، وقد صارحت الولد احمد وانا في الطريق باني مكلوم ، وعلق على عودتنا من منتصف الطريق ، لاكتمال ابتلاء أمها وما جانب الصواب ولكن لو احس مايعتصر بداخلي لعرف انه قمة اكتمال البلاء لي أيضاً ، ولا نقول الا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا اليه راجعون ، اللهم أجرنا في مصيبتنا خيرا منها ، ولا حول ولا قوة الا بالله .

اخي الحبيب وأستاذي المربي الفاضل الدكتور الفضل الهيج نعم الم فقدان فلذة الكبد لا يساويه شيئ ولكن نسال الله ان يعصم قلبك ، وكم رفعت معنوياتي عندما رأيتك شامخا شموخ الجبال رغم شدة الألم وكبر حجم الحزن ، فكان هذا الشموخ بلسماً لجرح قلبي الغائر الذي لم يلتئم الى الان ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل ، نسال الله ان يزيدك ثباتا ، ويكملك يقينا ، وان يكتبها في ميزان حسناتك انت وأمها امين يارب .

يمر شريط الذاكرة :-

- أسمعها وهي تتابعني عن الباص ، تقول خال نريد الباص ليس لها ولا لأسرتها وانما لإنجاح مخيم طالبات الجامعة ، يا إلاهي ! همة عالية في الدعوة والتربية ، تميز في الانشطة والبرامج ، هكذا عرفناك يرحمك الله

- كأني أسمعها وهي تناقشني بكل جدية في مواقف الاصلاح ، في كل محطة يمر بها تناقش لتستوعب الموقف ، لتتبناه لتدافع عنه عن فهم وعلم ، لا عن عاطفة وعدم فهم

- يمر بي شريط الذاكرة فاتذكرها وهي تدافع عن قيادة الاصلاح بكل جرأة واقتدار ، آتاها الله حجة في الطرح يقنع مناقشها ، وفهم في القضية تبهر مستمعها ، بل توصله لرفع الراية البيضاء

- مر شريط .. أتذكر ... أتذكر .... أتذكر ..... حتى خشيت على نفسي ، فغيرت وضعي وحمدت ، واسترجعت ، وذهبت ابحث عن عمل يشغلني لعلي اجد فيه سلوان ؟ فذهب عني السلوان !!! فجلست اذكر الله فوجدت فيه سلوتي وانفراج حزني وهمي ، اللهم رضنا برضائك وهون علينا قضائك يارب

لقد عجز لساني عن التعبير ، وتوقف قلمي عن الكتابة ، واشتبكت الأفكار مع الأحزان ، فاقعدت الكلمات واختفت النبرات ، ولا نقول الا كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ، وانا على فراقك يا انصار لمحزونون ، ولا نقول الا ما يرضي ربنا ، لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيئ عنده بمقدار ، إنا لله وإنا اليه راجعون ...

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
  أحمد الجعيدي
الحروب الباردة الجديدة بين التكنولوجيا والاقتصاد..
أحمد الجعيدي
كتابات
معاذ الخميسيوجع..!
معاذ الخميسي
مصطفى أحمد النعمانكنت في الرياض
مصطفى أحمد النعمان
مشاهدة المزيد